الحدث للأسرى
قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، بأنها رصدت أكثر من 135 ألف حالة اعتقال منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في مثل هذا اليوم من عام 2000، وأن تلك الاعتقالات طالت كافة فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني، ذكوراً وإناثاً، صغاراً وكباراً.
وأضافت، في تقرير لها أصدرته بمناسبة حلول الذكرى الـــ23 لاندلاع انتفاضة الأقصى: أن من بين تلك الحالات سًجل قرابة (21) ألف حالة اعتقال في صفوف الأطفال القصر، واعتقال نصف أعضاء المجلس التشريعي (البرلمان الفلسطيني) في دورته الأخيرة، وعدد من الوزراء، والمئات من الأكاديميين والصحافيين والعاملين في منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية.
وأشارت الهيئة في تقريرها إلى اعتقال أكثر من (2600) فتاة وسيدة فلسطينية؛ كان من بينهن (4) سيدات وضعت كل منهن مولودها داخل السجن في ظروف قاسية وصعبة، وهن: ميرفت طه (21عاماً) من القدس، والتي اعتقلت عام 2002 ووضعت مولودها البكر "وائل" بتاريخ 8 /2/2003. ومنال غانم (32عاماً) من طولكرم، التي اعتقلت في 17/4/2003 من منزلها في طولكرم وهي أم لأربعة أولاد، ووضعت مولودها "نور" بتاريخ 10/10/2003. وسمر صبيح (22عاماً) من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، والتي اعتقلت وهي حامل في الشهر الثالث، بتاريخ 29/9/2005، ووضعت مولودها البكر براء بتاريخ 30/4/2006. وفاطمة الزق (40عاماً) من مدينة غزة، وكانت قد اعتقلت وهي حامل في شهرها الثاني بتاريخ 20/5/2007عبر حاجز بيت حانون، وهي أم لثمانية أبناء، وقد وضعت مولودها "يوسف" بتاريخ 17/1/2008.
وأوضحت الهيئة إلى وجود تصاعد لافت في حجم قرارات الاعتقال الإداري، إذ رصدت إصدار سلطات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من (32) ألف قرار اعتقال إداري، ما بين قرار جديد وتجديد الاعتقال الإداري، منذ اندلاع انتفاضة الأقصى.
وذكرت الهيئة أن التعذيب لم يتوقف في السجون الإسرائيلية، كما أن عمليات القتل والإعدام البطيء عبر ما يسمى بالإهمال الطبي هو الآخر لم يتوقف. فيما أن حالة القمع والتنكيل والتحريض العنصري ضد الأسرى تصاعدت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وأقرت مجموعة من القوانين لشرعنة الجريمة، وتصاعدت أكثر بعد تشكيل الحكومة اليمينية المتطرفة وتسلم "إيتمار بن غفير" وزارة الأمن القومي" مما أدى إلى سقود العديد من المعتقلين شهداء، حيث التحق بقائمة شهداء ال،ركة الوطنية الأسيرة، منذ اندلاع انتفاضة الأقصى في 28/9/2000، نحو (114) شهيداً، نتيجة التعذيب والقتل المتعمد والإهمال الطبي، كان آخرهم الأسير خضر عدنان، مما رفع قائمة شهداء الحركة الوطنية الأسيرة إلى (237) شهيداً. هذا بالإضافة إلى آخرين كثُر ارتقوا شهداء بعد خروجهم من السجن، متأثرين بما أصابهم من أمراض خلال فترة سجنهم.
ولا تزال سلطات الاحتلال تحتجز في سجونها ومعتقلاتها نحو (5200) أسير فلسطيني، بينهم (38) أسيرة ونحو (170) طفلا، وأكثر من (1250) معتقل إداري و(700) أسير يعانون أمراضا مختلفة، من بينهم (24) أسيرا يعانون مرض السرطان اخطرهم الاسير القائد وليد دقة.
يُذكر أنه بتاريخ 28/9/2023 اندلعت انتفاضة الأقصى رداً على الزيارة الاستفزازية التي قام بها زعيم المعارضة الإسرائيلية اليميني آنذاك "أرئيل شارون" لباحة المسجد الأقصى بحماية ألفين من الجنود وحرس الحدود الإسرائيليين، وكانت هذه الواقعة بمثابة الشرارة التي ألهبت الأراضي الفلسطينية بسلسلة من المواجهات الدامية امتدت لتشمل المدن والبلدات الفلسطينية ومناطق الخط الأخضر.
وبعد يومين من المواجهات وفي الثلاثين من الشهر نفسه، استشهد الطفل الفلسطيني "محمد الدرة" (11عاماً) من قطاع غزة، بعد أن حاصرته النيران الإسرائيلية وهو بين يدي أبيه وأمام كاميرات التلفاز، فهزت صورته العالم ليكشف بشاعة الاحتلال، وغدى رمزاً لانتفاضة الأقصى. كما وصورة الشهيد "فارس عودة" وهو أعزل ويواجه الدبابة الإسرائيلية بحجر، أضحت عنواناً للتحدي الفلسطيني والإصرار على مواجهة المحتل من أجل دحر الاحتلال ونيل الحرية.