إسرائيل تنفذ “هولوكوست” حقيقياً ضد الفلسطينيين...
الشارع العربي لا يحرّك ساكناً والعالم كله يتفرّج
عباس زكي: يجب أن نُحيي من يُقاتل
أبو أحمد فؤاد: لا علم لأي فصيل فلسطيني بالمبادرة المصرية والكل سمع بها من وسائل الإعلام
مصطفى البرغوثي: الخطاب الفلسطيني الخارجي ضعيف
سلطان أبو العنين: لا أقبل توجيه لوم للصواريخ التي تسقط على الغزاة ولا أميز بين يافا ورام الله
سامي أبو زهري: موقف الرئيس عباس موقف الوسيط
زياد نخالة: رغم محاولات البعض التقليل من دور المقاومة إلا أن غزة قلبت موازين القوى في المنطقة
تيسير خالد: آن الأوان للتوقيع على ميثاق روما
عطا الله حنا: هؤلاء المقاومون الأبطال هم من سيصنعون الربيع العربي الحقيقي
عبد الباري عطوان: تحركات الضفة الغربية لم ترتق إلى مستوى الحدث الضخم في غزة
رام الله ـ الحدث/خاص
أثارت تصريحات ومواقف الرئيس محمود عباس المعلنة وغير المعلنة في مؤتمرات جدة و”مؤتمر السلام” في تل أبيب، وتصريحاته بشأن المبادرة المصرية، ووصفه للمقاومة وإطلاق صواريخها بتجارة الدم والحروب، ردود فعل غاضبة في الشارع الفلسطيني تسببت في تعميق أزمة الثقة بين الرئيس والشعب من جهة، وبينه وبين حركة فتح ومنظمة التحرير بفصائلها التي يقودها الرئيس عباس من جهة ثانية، وبدا في نظر منتقديه من الفلسطينيين وكأنه يلعب دور الوسيط المحايد بين فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ودولة وسلطات الاحتلال في ظل استمرار المجازر والجرائم البشعة والمروعة التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه المتواصل على قطاع غزة.
وقال الرئيس عباس، إن “ما تعلنه حماس من شروط للتوصل لاتفاق إطلاق نار جديد مع إسرائيل غير ضرورية وغير مطلوبة، وأن المطلوب هو وقف القتال من دون شروط مسبقة”. وأضاف: “لا أملك غير المواساة لأهالي شهداء غزة وحثهم على الصبر”.
ويؤكد مراقبون ومحللون أن تصريحات الرئيس محمود عباس هذه، التي تأتي في إطار ما يُسميها بـ “السياسية العقلانية” هي تصريحات تغرد خارج سرب شعبنا وقواه الوطنية والفصائلية، وكان من واجبه ومسؤوليته أن يتحدث في مؤتمر جدة عن معاناة الشعب الفلسطيني في ظل العدوان الإسرائيلي والحصار المتواصل على قطاع غزة، وعن إضراب أسرى الحرية، ويدين عمليات القمع والبطش والاعتقال والجرائم والمجازر التي ترتكبها سلطات الاحتلال.
وشكل خطاب الرئيس عباس المتناقض مع المواقف الشعبية والوطنية الفلسطينية بخصوص التنسيق الأمني، صدمة للوعي الفلسطيني، وألحق الأذى بالقضية، بعدما أثارت كلمته جدلاً كبيراً بسبب تأكيده على استمرار التنسيق الأمني “حتى نحمي أنفسنا، حتى نحمي شعبنا”، على الرغم من “اللوم والاتهام بسببه”، إضافة إلى قوله “ لا نريد العودة إلى الفوضى والدمار كما حصل في الانتفاضة الثانية ...أقول هذا بمنتهى الوضوح بصراحة لن نعود إلى انتفاضة تدمرنا”.
ولم يقف الأمر عند ذلك وإنما كانت هناك محاولة من مستشاري الرئيس للالتفاف على اللجنة التنفيذية وتحميلها مسؤولية التنسيق الامني والذي كشفه بيان رسمي أعلن فيه عن تقديم الرئيس عباس مقترحا للجنة التنفيذية طالبها فيه بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، لكنها رفضت مقترحه، الأمر الذي دفع ثمانية فصائل للتنديد بالبيان ونفي كل ما جاء فيه.
وما يزيد الأمر تعقيداً أن هذه التصريحات جاءت متزامنة مع بدء قيام طائرات F16 الإسرائيلية بقصف قطاع غزة وقتل الأطفال والنساء والشيوخ ومع تصريحات الرئيس لقادة الاحتلال بأن “يدي ممدودة للسلام.. استغلوها”، وأضاف الرئيس: “بصفتي رئيسا للشعب الفلسطيني أنا ملتزم تماما برؤية حل الدولتين والتطبيع والسلام مع جارتنا - إسرائيل. هذا هو السبب الذي دفعني لتلبية دعوة البابا فرانسيس - جنبا إلى جنب مع الرئيس بيريز - للصلاة من أجل السلام. شعبي يريد السلام، ونحن نعلم أنكم - الإسرائيليين- تريدون السلام مثلنا.”
يأتي ذلك بالتزامن مع ما تناقلته وسائل الإعلام المختلفة من إصدار الرئيس محمود عباس قراراً تم تعميمه على جميع السفارات الفلسطينية في كل من أوروبا وأمريكا وأمريكا اللاتينية، ويقضي بضرورة شرح السفارات الفلسطينية للهيئات الدولية بأن الصواريخ التي تطلقها حماس هي “جريمة ضد الإنسانية” وأن السلطة الفلسطينية ممثلة برئيسها محمود عباس ترفض بشدة استخدام حماس أو أي من الفصائل الفلسطينية هذه الصواريخ ضد الإسرائيليين باعتبارها “جريمة ضد الانسانية “، في حين لم يصدر أي نفي رسمي من الرئاسة لما تناولته وسائل الإعلام بهذا الخصوص.
صواريخ الفلسطينية “جريمة ضد الانسانية”
بتناغم مع التصريحات المنسوبة للرئيس محمود عباس، قال ابراهيم خريشة ممثل فلسطين في جنيف عبر وسائل الإعلام إن كل صاروخ فلسطيني يطلق من غزة على إسرائيل يشكل جريمة ضد الانسانية سواء أصاب أم لم يصب لأنه موجه ضد أهداف مدنية والصواريخ التي تطلق من جانبنا لم نحذر أي جهة في مكان سقوطها»، الأمر الذي كان له وقع الصدمة والمفاجأة وأعقبه سيل من الانتقادات في الشارع الفلسطيني، الذي يتعرض لعدوان وحشي من جيش الاحتلال.
الخطاب الفلسطيني غير موفق
يرى زياد نخالة نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي أن الخطاب الفلسطيني الرسمي لم يكن موفقا في التعامل مع مجريات الأحداث، في حين أن إسرائيل بدأت تصرخ من اليوم الاول لإطلاق صواريخ المقاومة، لكنها كانت تعتقد انها تستطيع من اليوم الاول ان تنهي مسألة اطلاق الصواريخ وان توقع اصابات كبيرة في صفوف المقاومة الفلسطينية، لكن الواقع أثبت فشل هذه النظرية، وبالتالي إسرائيل الآن في مأزق كبير وتريد أن تتوصل لتهدئة معينة.
ويؤكد نخالة أن الشعب والمقاومة الفلسطينية وحدة واحدة، ولديها من القدرات والإمكانيات للاستمرار في القتال لوقت مفتوح حتى تنقاد اسرائيل لتلبية حقوق شعبنا في قطاع غزة.
وقال نخالة: “بينما يحاول البعض التقليل من دور المقاومة المسلحة فان غزة اليوم قلبت موازين القوى في المنطقة رغم الحصار وكل الظروف الصعبة التي يعيشها شعبنا فحققت معادلة جديدة يجب أن تدفع ثمنها اسرائيل، ونحن اليوم نفتح آفاقا وخيارات جديدة أمام شعبنا وامتنا”
وتابع: “إذا رغبت إسرائيل بوقف إطلاق النار وإعلان تهدئة يجب عليها أن تدفع ثمناً محدداً لشعبنا، ويجب أن ينتهي حصار قطاع غزة بحرا وجوا وبرا بالكامل، هذا هو شرطنا الأساسي ويجب أن يتمتع شعبنا بكل المزايا التي يتمتع بها أي مواطن في العالم، وهذا حقنا الشرعي والطبيعي، وعلى الذين يعملون من أجل وقف إطلاق النار أن يأخذوا بالاعتبار أن المقاومة التي يتحدثون معها على طاولة الحوار ليست المقاومة التي عرفوها قبل خمس سنوات.»
ويعتقد نخالة ان جزءا من مشاريع التهدئة ستكون من مصلحة اسرائيل، لكن على الوسطاء أن يأخذوا بعين الاعتبار أن حكومة وجيش الاحتلال ارتكبوا جرائم بحق شعبنا وقتلوا الاطفال والنساء وهدموا البيوت ولذلك سوف تدفع اسرائيل ثمن جرائمها وعدوانها على شعبنا.
ولم يستبعد نخالة أن يكون هناك تجاذبات حول من له الدور الأكبر في إدارة الحوارات أو المفاوضات مع إسرائيل وهذا يأتي على خلفية الصراعات الداخلية في المنطقة العربية، ويخشى نخالة أن يؤدي هذا الأمر إلى تأخير الدول التي ترغب في الوساطة ومن تداعيات هذا التأخير والتباطؤ علينا وعلى شعبنا، ويؤكد أن “ما هو مطلوب منا نحن نفعله، فالمقاومة مستمرة والمقاتلين في الميدان هم الذين سيرسمون ملامح المرحلة القادمة في نهاية المطاف”.
ويقول نخالة: “إن المقاومة ما زالت بخير، وهي مستمرة بهذا الوضع ولن تستطيع إسرائيل بكل إمكانياتها وقفها، وإنه حتى هذه اللحظة لم تستطع إسرائيل ضرب قاعدة صواريخ واحدة او ورشة صناعة صواريخ واحدة وهذا يعني أننا نستطيع أن نستمر بثقة وبيقين حتى تحقيق الحد الأدنى من الأهداف المطلوبة”.
تصريحات تخدم المواقف المعادية للشعب ومقاومته
بدوره قال سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس، إن تصريحات الرئيس محمود عباس «تخدم المواقف المعادية للشعب الفلسطيني ومقاومته»، وإنها ضد المقاومة وأن «وصفه لها بتجارة الحروب هي إساءة لدماء الشهداء وخدمة للمواقف المعادية لشعبنا ومقاومته». مشددا في ذات الوقت على أن حركة “حماس “ستفرض شروطها” على إسرائيل “ولن تلتفت لأي مواقف هزيلة”.
وأضاف أبو زهري: «موقف عباس ليس له أي قيمة إذا استمر في تهميش موقف الفصائل الفلسطينية، بإمكانه أن يستمر بالدور ولكن بعيدا عن المبادرة المصرية، مبينا ان حماس تطالب بوقف العدوان الإسرائيلي في غزة والضفة الغربية والقدس المحتلة ورفع الحصار عن قطاع غزة وفق تفاهمات عام 2012 إلى جانب الإفراج عن محرري صفقة “وفاء الأحرار” للتوصل إلى تهدئة مع إسرائيل.
وأكد أبو زهري أن ممثل حماس في مباحثات القاهرة طرح تحفظات تمثلت بمطالبة الحركة بالتعديل على المقترح المصري ليشمل العودة لتفاهمات عام 2012 بين اسرائيل وحماس وكذلك رفع الحصار عن قطاع غزة واعادة العمل بالنظام الذي يتيح للصيادين حرية الحركة وفتح المعابر بشكل دائم والصيد بعمق 12 ميلا بالإضافة إلى الافراج عن 57 أسيرا محررا في صفقة شاليط الذين أعادت إسرائيل اعتقالهم مؤخرا.
ونفى ابو زهري ان تكون قد مورست ضغوط على حماس لا من السلطة الفلسطينية ولا من قطر، وقال: “إن الذي يجب ممارسة الضغط عليه هو اسرائيل التي تقتل الأطفال بطائراتF16 ، لذلك المطلوب هو لجم اسرائيل وهذا يجعل كل الحراك العربي قاصراً، وموقف الرئيس عباس بكل أسف هو موقف الوسيط ولا يجوز لشخص يقول إنه رئيس للشعب الفلسطيني ثم يقوم بالتوسط ما بين المحتل وما بين شعبه، فهذه معادلة خاطئة وكنا واضحين مع الرئيس عباس إنه يجب عليك أن تتبنى موقف المقاومة الفلسطينية لكنه بكل أسف يقول يجب أن يبدأ وقف إطلاق النار دون أن يفرض أحد شروطاً مسبقة، وهذا هو الموقف الإسرائيلي».
وطالب ابو زهري، من العرب التحرك لإنقاذ غزة بشكل حقيقي لا التنسيق مع الاحتلال فهذا امر غير مقبول والقصة تجاوزت منطق السياسة واليوم دم الاطفال ينزف في الشوارع، لسنا جزءاً من المحاور الإقليمية وعلى المصريين ان يتقدموا لنا باتفاق ونحن سنبارك هذه الخطوة نحن معنيين بالدور المصري ونتمسك به ولكن ان نطالب بوقف القتال ويستمر ذبح شعبنا والحصار فهذا غير مقبول، نحن نطالب بحياة انسانية واوضاع انسانية صحيحة يضمنها لنا القانون الدولي».
وقال “أبلغنا مصر رفضنا المبادرة المصرية لاعتبارات كثيرة أهمها أنها تدعو الى وقف القتال قبل اي التزام اسرائيلي بالشروط الفلسطينية وهذا يعيدنا الى نقطة الصفر ويجعل كل دماء اطفالنا تذهب سدى وبلا ثمن وبلا مقابل، و يجب ان نتفاوض بالرصاص حتى يذعن هذا الاحتلال ولا يوجد طريقة غير هذه، اما ان نبقى تحت الحصار والضغط الاسرائيلي الى ما لا نهاية، فغزة غير صالحة للحياة وهي سجن حقيقي بلا كهرباء ولا ماء.”
وجدد تأكيده ان كل ما يجري من حراك هدفه فقط الضغط على حماس لوقف القتال والتنازل عن سفك دماء اطفالنا وابناء شعبنا وقال «هذا لا يمكن ان تقبل به حماس مهما حدث، في حين يصرّ الرئيس عباس على وقف إطلاق النار ثم بحث القضايا ولكن نقول له “لا تهدئة دون رفع الحصار وقدرات حماس لا حدود لها»، مؤكدا جاهزية المقاومة للاستمرار في المواجهة لأطول وقت حتى تحقيق المطالب.
وأضاف: “الاحتلال يجب أن يدفع الثمن إزاء جرائمه المتكررة ضد أهالي غزة، والمقاومة تملك النفس الطويل حتى تجبر الاحتلال على الاستجابة الكاملة للمطالب الفلسطينية”، مؤكدا أن المقاومة لا يمكن ان تقبل بمعادلة “هدوء مقابل هدوء”، لافتاً إلى أن العدوان الإسرائيلي تجاوز كل الخطوط الحمر و”هناك حرب إبادة في غزة”.
واعتبر ابو زهري أن الموقف العربي من العدوان على غزة مؤلم وصادم، وقال إن الاحتلال يشعر بالعجز والفشل تجاه المقاومة وصمودها، وختم “لا نجد أي موقف رسمي عربي حقيقي يدافع عن غزة”.
تفرد في القرارات وإقصاء للفعل المقاوم
بدوره أعلن أبو أحمد فؤاد نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين: «رفضه لمواقف القيادة الفلسطينية والرئيس ابو مازن من التنسيق الامني وتعاملاتها مع مشاريع التهدئة مؤكدا أن مواقفها لم ترتق الى مستوى المقاومة وتضحيات ابناء شعبنا، مطالبا القيادة الفلسطينية الآن أن تدعو لاجتماع منظمة التحرير الفلسطينية لبحث كل أوضاع شعبنا على قاعدة ما تم الاتفاق عليه في القاهرة، وقال: «على القيادة الفلسطينية أن تتخذ قرارا سياسيا تعلن فيه أننا كلنا سنقاتل العدو».
وقال أبو أحمد فؤاد «إن ما جاء على لسان الرئيس أبو مازن وموافقته على ما سمي بالمبادرة المصرية، لم يستشر أحد من الفصائل ولم يصدر أي قرار عن أي مؤسسة فلسطينية بالموافقة، ولم يبحث هذا الموضوع على الإطلاق لا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ولا في القيادة الفلسطينية، ولا علم لأي فصيل فلسطيني بما يسمى بالمبادرة المصرية، الكل سمع بها من وسائل الإعلام، وإننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين سنستمر بالمقاومة المسلحة ما دام العدو الصهيوني جاثما على أرض الوطن».
وطالب أبو أحمد فؤاد اللجنة التنفيذية أن تعلن تأييدها الكامل والواضح والصريح لمقاومة شعبنا في غزة لأنها مقاومة مشروعة وبطولية تقع في إطار الدفاع عن النفس، وان تعلن وقف المفاوضات مع العدو الصهيوني كتعبير عن رفضنا للجرائم التي يرتكبها ضد شعبنا، وأن تحدد موعدا لا يتجاوز الأسبوع القادم لدعوة اللجنة العليا لتفعيل منظمة التحرير الفلسطينية والقيادة الفلسطينية المؤقتة في أي بلد عربي.
وشدد فؤاد على أن تعلن اللجنة التنفيذية قرارا سياسيا واضحا بوقف التنسيق الأمني مع العدو الإسرائيلي وإدانة أي تنسيق من قبل أي جهة تحت طائلة المسؤولية والمحاسبة الوطنية، وأن تطالب اللجنة التنفيذية رسميا القيادة المصرية بفتح معبر رفح للجميع وبشكل مستمر، وأن تعلن اللجنة التنفيذية قرارا سياسيا بانطلاق الانتفاضة الثالثة وحمايتها وتصعيدها وتطويرها كحق لشعبنا الرازح تحت الاحتلال الصهيوني، مؤكدا أن على اللجنة التنفيذية أن تقوم بدورها كقيادة فعلية للشعب الفلسطيني، كل الشعب الفلسطيني.
وقال فؤاد: «نحن في الجبهة الشعبية لنا رأي في ما يتعلق بالمبادرة المصرية، وفي ما يتعلق بالتهدئة، ولن نقدم أية تنازلات، وموقفنا مع ما تجمع عليه الفصائل الفلسطينية، نحن مع هذه الشروط، بل مع رفع سقف الشروط، هذا الدم يجب أن يشكل مقدمة للبحث عن مصير القضية الفلسطينية وليس للبحث عن وقف إطلاق النار، ويجب أن يكون هذا الدم وهذه التضحيات مدخلا للحل على أساس قرارات الشرعية الدولية، لذلك نحن نريد أن تكون هذه التضحيات لها ثمن كبير، علينا الذهاب لمجلس الأمن، ومؤسسات الشرعية الدولية قبل وقف إطلاق النار، ونذهب للمؤسسات العربية ونقول لها نحن مناضلين ندفع دم ونقاتل دفاعا عن كل الأمة، نحن نريد أن نحقق أهدافنا الوطنية، وأن نوقف الاستيطان وأن يُفرج عن الأسرى، وأن نمنع تهويد القدس وأن يكون لنا حدود ودولة».
مطالبة الرئيس بالاسراع في التوقيع على ميثاق روما
من جهته دعا تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، الرئيس ابو مازن واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى الإسراع في التوقيع على ميثاق روما للانضمام للمحكمة الجنائية الدولية، والانضمام إلى محكمة العدل الدولية، والعمل الدبلوماسي النشط في مجلس حقوق الإنسان، من أجل محاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين على جرائمهم وتوفير الحماية الدولية لشعبنا.
وأكد تيسير خالد أن الوقت قد حان كي توقع دولة فلسطين على نظام روما وتتقدم على اساس ذلك بطلب العضوية في محكمة الجنايات الدولية من أجل جلب قادة اسرائيل الى العدالة الدولية في هذه المحكمة، بعد مسلسل الجرائم، التي ارتكبوها ضد أبناء الشعب الفلسطيني، بما في ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية الموصوفة في تقرير غولدستون لعام 2009 والجرائم، التي يمارسونها في عدوانهم في شهر رمضان الجاري ضد أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وقال خالد «إن قصف بيوت المواطنين وهدمها على رؤوس ساكنيها واستهداف حتى المستشفيات وسيارات الإسعاف ودور المسنين والجمعيات الخيرية ومراكزها ينطوي على انتهاكات جسيمة للقانون الدولي والقانون الدولي الانساني، بما فيها اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 والبروتوكول الأول الملحق بها ويضع دولة اسرائيل في موقع المساءلة كدولة تمارس الارهاب وترتكب جرائم حرب، ولا يعفيها من ذلك الادعاء بأنها تتصل بالمواطنين وتطلب منهم إخلاء منازلهم حتى لا يتعرضوا للخطر، بقدر ما يضاعف ذلك تحديدا مسؤوليتها عن أفعالها وجرائمها واستهدافها وإبادتها لعائلات بأكملها بسبب قصفها لبيوت المواطنين وتدميرها على رؤوس ساكنيها» .
ودعا خالد إلى تشكيل وفد تفاوضي فلسطيني موحد بما يضمن وحدة الموقف الفلسطيني من المبادرة المصرية والتهدئة من خلال معادلة جديدة تقوم على تهدئة على الجانبين وفك الحصار البري والبحري والجوي على قطاع غزة، ضمانات دولية من الأمم المتحدة والدول الخمس الدائمة العضوية لفك الحصار على قطاع غزة، ضمانات عربية وإقليمية لتطبيق «معادلة التهدئة مع فك الحصار» ووقف سياسة إسرائيل بالاعتقالات والاغتيالات في القدس والضفة الفلسطينية المحتلة.
ارتباك في مواقف القيادة
بدوره أكد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية د. مصطفى البرغوثي، أن موقف القيادة الفلسطينية وخطابها فيه ارتباك ويجب تجاوزه بتوحيد الموقف، منوها إلى أن أهم هدف للعدوان هو تحطيم ما تحقق من مصالحة داخلية فلسطينية، بينما المطلوب ليس فقط المحافظة على حكومة الوفاق الوطني بل استكمال الخطوات بدعوة الاطار القيادي لتفعيل منظمة التحرير وايضا بدعوة المجلس التشريعي، وان نظهر امام اسرائيل باننا مصممون على انجاز هذه المصالحة وايضا على ان يكون لنا رؤية فلسطينية موحدة واداء قيادي فعال.
ووصف البرغوثي :»الخطاب الفلسطيني الخارجي ضعيف وكان يجب أن يكون أقوى، كما لا يوجد جهد دبلوماسي كاف، فلو كان هناك جهد كاف لأثر هذا على مدى تقدم الرواية الاسرائيلية، نحن ضد اي تصريحات لا تعبر عن مصالح شعبنا بشكل كامل ولا تتسم بالحذر تجاه المؤامرات الاسرائيلية، يقابل ذلك تصعيد وخطاب شعبي رائع، ولكن للأسف ما زالت الرواية الاسرائيلية هي المسيطرة في وسائل الاعلام «.
وقال البرغوثي: «الشعب الفلسطيني متقدم على معظم قياداته والآن يحاول أن يسترجع زمام المبادرة بيده ولن يتراجع عن ذلك وعلى الجميع ان يراجع نفسه والذي يجري على مستوى فلسطين وعلى مستوى العالم العربي صراع ارادات”.
وأشار البرغوثي إلى أن الساحة الفلسطينية يتنازع عليها نهجان، نهج يؤمن بأن المفاوضات هي فقط التي ستؤدي الى نتيجة وهذا برأيي نهج فاشل ولن ينجح والحياة اثبتت أنه لن ينجح لأن الجانب الاسرائيلي لا يمكن أن يسير بالموافقة على شيء في أي مفاوضات دون تغيير ميزان القوى وفي نفس الوقت هناك إقرار في اختلال ميزان القوى.
والنهج الثاني الذي يؤمن به البرغوثي حسب قوله: «نؤمن باستراتيجية بديلة وسنواصل الضغط بهذا الاتجاه ونقول إن الاستراتيجية البديلة للشعب الفلسطيني هي المقاومة والكفاح بكل الأشكال الممكنة، وتوحيد الصف الوطني في قيادة وطنية موحدة وفرض حملة العقوبات على إسرائيل ومحاكمتها على جرائم الحرب التي ترتكبها، واستمرار صمود الناس وثباتهم على الأرض حتى نغير ميزان القوى وبدون أن يصبح الاحتلال خاسراً لن يتغير شيء وبدون أن يصبح ثمن الاحتلال أكبر من مكاسبه لن يتغير شيء “.
وبرأي البرغوثي فإن “الحتمية والمواجهة قادمة ولن تترك إسرائيل مجالا لاحد حتى المتحدثين بأنهم يريدون علاقات طبيعية مع اسرائيل فان اسرائيل لن تترك لهم مجالا لأن إسرائيل كيان عنصري متطرف وبدون أن يدفع ثمن غطرسته وثمن احتلاله لن يغير من نهجه ولذلك يجب أن نتجاوز هذه المرحلة التي بات لها 20 سنة”
وقال البرغوثي: «الآن لا سبيل أمامنا إلاّ مقاومتهم ولا يجب ترك غزة وحدها وما تتعرض له من دمار الآن يجب أن نقف في وجهه ويجب أن تشتعل الضفة الغربية الآن هناك مقاومة شعبية في كل مكان”، محذرا بقوله «اذا نجحت اسرائيل في كسر المقاومة في غزة سوف يستباح الشعب الفلسطيني في كل مكان لذلك يجب التأكيد على أن الهجوم على كل الشعب الفلسطيني . وكل الشعب يجب أن يتصدى لها” .
وأكد البرغوثي أن ما يجري في الضفة الغربية مع كل المعيقات والعقبات وتردد البعض هو موجات متتالية من الهبات الشعبية التي ستتراكم لتصنع انتفاضة شعبية جديدة لأن عناصر الانفجار موجودة ولم تعد الناس تطيق هذا الاحتلال.
يجب أن نجعل اسرائيل الدولة العنصرية دولة الابرتهايد والتمييز العنصري هدفا للمقاطعة الشاملة اقتصاديا وسياسيا وسياحيا وثقافيا ورياضيا وبكل الأشكال ويجب أن يترافق ذلك مع نهوض واسع للمقاومة الشعبية.
تصريحات ضارة وخطاب إعلامي غير منسجم
يرى د. واصل أبو يوسف الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أنه كان يتعين أن لا تكون هذه التصريحات الفلسطينية سواء من القيادة أو الدبلوماسية الفلسطينية، فالتصريحات ضارة على مستوى الفلسطيني وكان يتعين في ظل هذا التحدي الكبير مع الاحتلال أن يكون هناك تعبيرات إعلامية وسياسية موحدة تجرم الاحتلال ولا تعطيه أية امكانية للنفاذ من خلال أية نافذة يمكن أن يدخل منها.
ويرى أبو يوسف أن الخطاب الاعلامي غير المنسجم عكس ما يمكن أن يعطي ثقة بالشارع الفلسطيني بدور القيادة الفلسطينية والذي كان دورا هاما ومواكبا ومتابعا لكل ما يتعلق بالعدوان من أجل وقفه ولكن بعض التصريحات الضارة كانت لها انعكاسات سلبية على الجبهة الداخلية.
وكان أبو يوسف دبلوماسيا أكثر من غيره حينما أشار الى أن القيادة الفلسطينية منذ بدء العدوان وهي في حالة انعقاد دائم لمتابعة وإجراء الاتصالات من أجل وقف العدوان الإجرامي ضد شعبنا في قطاع غزة، لذلك جرت اتصالات مع معظم الدول العربية وخاصة مع مصر والأردن وقطر والإقليمية مع تركيا وأوروبا وكل المؤسسات الدولية بما فيها مجلس الأمن الدولي والأمين العام للأمم المتحدة، لذلك عندما يتم أخذ مجموعة من القرارات والتي تعتبر الأراضي الفلسطينية أراضي دولة واقعة تحت الاحتلال ويرتكب جرائم حرب وضد الانسانية يجب أن يعاقب عليها هذا الاحتلال، وأيضا مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة بوضع فلسطين تحت الحماية الدولية لحماية الشعب الفلسطيني من جرائم الاحتلال.
ولكنه يستدرك ليقول إن “صوت الصواريخ والحرب المعلنة هي التي كانت تأخذ المجال، وبالتالي أعتقد أن المسعى والجهد ينبغي أن ينصب من أجل الذهاب إلى المؤسسات الدولية من أجل خلق حالة دبلوماسية مع كل المجتمع الدولي للجم الاحتلال ووقف عدوانه ومحاكمته على جرائمه وأن الاحتلال هو جذر المشكلة في المنطقة”.
لكنه يرى أنه في ظل الحرب المعلنة والعدوان والجرائم لا بد من أخذ خطوات هامة حول كيفية اتخاذ قرار متعلق بالذهاب إلى المؤسسات الدولية وأيضا لا بد من التحلل من كل الالتزامات الأمنية والاقتصادية.
لجنة الرؤساء العرب لجنة الجبناء الخون
ويرى عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أن المعركة ساخنة وقال: «لا نستطيع القول أوقفوا يجب أن نعطيه أمداً أبعد للتأثير على الرأي العام الدولي والعربي ولجنة الرؤساء العرب والتي وصفها بلجنة الجبناء الخون اتباع امريكا، وأما الذي يقاتل علينا أن نحييه، ونقول له حياك الله، فهذه معركة علينا أن نعرف كيف نواصلها وكيف نوائم فالعبرة في الخواتيم، فاذا هزمت اسرائيل من الصاروخ فهذا أكبر انتصار وإذا العالم أيضا تفهم تداعيات وأخطار ما تقوم به اسرائيل المدعومة من أمريكا التي لها مصالح في المنطقة فهذا أيضا سلاح قوي».
وبنفس الوتيرة حيا زكي كل العاملين بالدبلوماسية وبالعمل السياسي والأمني والاجتماعي وبحملات التبرعات والدعم الاقتصادي، وقال «الآن وظيفتنا أن نتكامل في كل الأداءات، نحن نشعر أن الأمة فاقدة للنصر والكرامة والشرف ولكن بصمود شعبنا في غزة أمام غطرسة أكبر قوة فإنهم يحيون للناس الأمل وبدمنا نصنع النصر».
وقال زكي:”آن الأوان أن يكون المنبر الإعلامي قوي، والقبضة الأمنية قوية، والاقتصاد حيث اتخذنا قراراً بإعمار غزة فورا والاهتمام بشعب غزة، والذي يجب أن يكون له الأولوية في كل شيء من البنية التحتية إلى الأمن الوظيفي لأن شعب يصمد هذا الصمود الاسطوري أمام جيش هزم العرب كلهم في 6 ساعات ولم تقف أمامه إلا الثورة الفلسطينية التي أعادت الاعتبار للعسكرية شرفها، مهم جدا الآن أن نخرج من هذه المعركة على قاعدة التوافق والتكامل والوحدة».
خطابنا الفلسطيني لم يرتق الى مستوى دماء الشهداء والأطفال
ولا يختلف عضو اللجنة المركزية لحركة فتح اللواء سلطان أبو العنين، مع الآخرين وقال: «إذا كان لا بد من جرأة في الكلام فإن خطابنا الفلسطيني لم يرتق الى مستوى دماء الشهداء والأطفال الذين سقطوا في قطاع غزة، وأتمنى كفلسطيني ومسؤول فلسطيني أن أرى موقفنا الفلسطيني موحد بكل اتجاهاتنا السياسية، أن يكون خطابا سياسيا موحدا فلا ننتقص من قيمة الأشياء، ولا نبالغ في قدراتنا، ولذلك اعتقد بأن الموقف الفلسطيني يجب أن يكون هجوميا وأكثر جرأة».
وقال أبو العينين: «لا أفهم أن تتعرض غزة لكل صنوف الأسلحة دون تمييز بين بشر وحجر ولا ندعو لجعل بقية الأراضي الفلسطينية المحتلة بركان لهب تحت أقدام هؤلاء المحتلين سواء جنود الاحتلال أو قطعان المستوطنين” .
وتابع “ما أحوجنا الآن إلى دعوة جريئة وصريحة وعبر كل وسائل الإعلام ندعو من خلالها شعبنا الفلسطيني إلى تشكيل لجان دفاع ذاتي للتصدي إلى هؤلاء المستوطنين الذين استباحوا كل حرماتنا، وأن نواجه هؤلاء المستوطنين بكل ما أوتينا من قوة كي تصل رسالتنا إلى كل هؤلاء الذين يجب أن يعلموا أن وجودهم على أرضنا قد يكلفهم حياتهم، ولا يجوز أن نبقى في الأراضي المحتلة نتقبل التعازي في شهدائنا، عليهم أن يدفعوا ثمن غطرستهم وعدوانهم على شعبنا الفلسطيني، نحن بحاجة إلى لجان دفاع ذاتي في كل قرية وخربة وبيت ومنزل وحارة ومحافظة ومخيم للتصدي لقطعان المستوطنين وحرمانهم من التحرك على أي شبر من الشوارع الفلسطينية لكي يصبح الاحتلال مكلفا وباهظا، وإن أتوا إلى أي قرية بالسلاح علينا أن نواجههم بنفس العدة وبنفس السلاح”.
ويوضح أبو العينين «أن الخطاب الرسمي الفلسطيني لم يكن موجها لنا كفلسطينيين ولم يكن هابطا ودون المستوى كما يشاع (على حد تعبيره) حيث كان الرئيس يخاطب فيه المجتمع الدولي، قد لا تكون مخاطبته للمجتمع الدولي تحاكي مشاعر شعبنا، نتفهم مشاعر الناس، ولكن ينبغي أن تكون هناك مسافة ما بين لحظة العقلانية ولحظة العاطفة”.
ويرفض أبو العينيين توجيه اللوم للصواريخ التي تطلق من قطاع غزة، ويقول “لا أقبل أن نوجه لوما على الصواريخ التي تسقط على الغزاة، ولا أميز بين يافا ورام الله، ولا نقبل كفلسطينيين بأية تهدئة، ونرفض أن يكون هذا الدم النازف في قطاع غزة بدون ثمن، ويجب وضع حد للعدوان على شعبنا الفلسطيني، وأن لا نقبل استمرار العدوان على شعبنا وأن نحتفظ لأنفسنا بحقنا في الدفاع عن كل شبر من أرضنا الفلسطينية المحتلة”.
الموقف العربي متآمر
فيما يتمنى المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس، أن يكون موقف العرب خجولا ولا يكون متآمرا، وقال: «من موقعي الديني والكنسي في مدينة القدس كما وكل المرجعيات الدينية الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس، نحن لم نألُ جهدا في مطالبة القادة والمسؤولين العرب بضرورة أن يتحملوا مسؤولياتهم في هذه الظروف العصيبة».
ويؤكد حنا، أن هنالك مؤامرة هادفة لتصفية القضية الفلسطينية ويقول: «ولكن هؤلاء المقاومين الأبطال والمجاهدين هؤلاء هم الذين سيصنعون الربيع العربي الحقيقي، وليس الربيع العربي المزيف الذي من خلاله يتم تدمير الوطن العربي، الربيع العربي الحقيقي ينطلق من هنا من فلسطين ومن غزة تحديدا».
الحماية الدولية لمن
أما عبد الباري عطوان رئيس تحرير جريدة رأي اليوم الالكترونية، فإنه يشعر بخيبة أمل من أن أبناء شعبنا في الضفة الغربية لم يتحركوا بالشكل المطلوب، وأن تحركاتهم لم ترتق الى مستوى الحدث الضخم جدا في قطاع غزة.
وحمّل عبد الباري عطوان السلطة الفلسطينية مسؤولية ذلك بقوله «ويعود ذلك بالدرجة الأولى إلى السلطة التي تعتبر التنسيق الامني مقدسا لا يجب أن يمس على الاطلاق، والرئيس عباس يتحدث في خطاباته وتصريحاته وكأنه رئيس السويد أو بوليفيا وليس رئيس دولة فلسطين أو رئيس منظمة التحرير وليس القائد الأعلى للقوات المسلحة فهذه هي المأساة أيضا، نحن الفلسطينيون نتحمل المسؤولية».
وعلق عبد الباري عطوان على طلب الرئيس محمود عباس الحماية الدولية بقوله حماية لمن؟ لا يوجد ذبح وقتل في الضفة الغربية ولا تنطلق صواريخ من الضفة الغربية فلماذا تأتي هذه الحماية الدولية فهذه مؤامرة على القضية الفلسطينية فالذبح والقتل موجود في قطاع غزة وإسرائيل تواصل ذبح قطاع غزة.
ويختم عبد الباري عطوان بالقول: الحماية الدولية التي يريدها الرئيس محمود عباس لتثبيت الواقع المرير في الضفة الغربية وعمليات الاستيطان التي تأكل الأرض فهناك 700 ألف مستوطن في القدس والضفة الغربية يستمروا وتستمر عملية الاستيطان وقضم الأراضي هذه هي الحماية الدولية التي يريدها الرئيس عباس وجون كيري فهل ستقوم قوات الناتو بتفكيك المستعمرات في الأراضي المحتلة؟ وهل ستمنع هجمات المستوطنين على الفلسطينيين؟ الحماية الدولية بهذا المنطق مؤامرة وعلينا أن نرفض كل الطروحات التي تأتي من الولايات المتحدة الأمريكية خاصة وأنها تريد أن تعزز الاحتلال والاستيطان تحت عنوان الحماية التي يطلبها الرئيس محمود عباس، وقد سمعنا ابراهيم خريشة مندوب فلسطين في جنيف يعتبر صواريخ المقاومة الفلسطينية جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية ونقول له إنها صواريخ شرف وكرامة الله أكبر إلى هذا المستوى يصل تحول البعض من الفلسطينيين.