الحدث- محمد مصطفى
شاع في الآونة الأخيرة إقبال المواطنين على التداوي بالأعشاب، أو ما بات يعرف ب"الطب البديل"، فبات هذا النوع من الطب يعالج معظم أنواع الأمراض، وقد افتتحت عشرات محلات العطارة ومراكز مختصة لذلك.
وكانت النساء من أكثر الفئات طرقاً لأبواب المعالجين بالأعشاب، ومعظمهن يبحثن عن التخلص من السمنة، والحصول على قوام نحيف ورشيق، عبر تناول عشبة تخسيس تسمى "السنميكة"، ذات خواص يروج البعض بأنها سحرية، تحقق الغرض المطلوب في غضون فترة قصيرة.
عشبة مدمرة
ويقول خبير الأعشاب ومدير مركز رفح للأعشاب الطبية، الاختصاصي ناصر حسنين، إن التداوي بالأعشاب أمر خطير وليس هين، ولا يكفي معرفة استخدام العشبة كي يتم وصفها للمواطنين، فالأمر بحاجة إلى دراسة ومعرفة، فالكمية تقرر حسب السن والوزن والحالة الصحية، والسمنة لها أسباب متعددة، وعلاجها يحتاج إلى مراجعة لتاريخ العائلة، والحالة المرضية.
وأشار إلى أن معظم من يدعون معرفتهم بالتداوي بالأعشاب يعتمدون على خلطة مزدوجة تسمى "خلطة الرجيم"، وهي تضم نوعين من الأعشاب، نوع يحدث عملية إدرار للبول، وتهدف إلى تخليص الجسم من السوائل المركزة فيه، والتي يعتقد المعالج أنها هي سبب السمنة، رغم أن ذلك ليس صحيحاً دائماً.
وأوضح أن هذه الأعشاب ومع المدة تتسبب في إرهاق الكليتين بصورة كبيرة، وعواقبها وخيمة، قد تصل إلى حدوث حالة فشل كلوي لدى الشخص، في حال أطال من فترة استخدامها وكانت بكميات كبيرة.
ولفت حسنين إلى أن النوع الآخر من الأعشاب وهو الأكثر خطورة، ويسمى "السنميكة"، وهي عشبة تحوي على نسبة سموم عالية 7%، وبمجرد وصولها الجهاز الهضمي، تبدأ الأمعاء، وبعد تلقيها إشارات تحذير من الجهاز العصبي المركزي في الجسم، بالتشنج وحركتها تتسارع، لطردها قبل امتصاص الجسم لها، وبالتالي يتم طرد الطعام من الأمعاء قبل هضمه، وهذا ما يسعى له واصفوا العشبة.
وأوضح أنه مهما تسارعت عملية طرد الطعام، ونجح الجسم في التخلص من السموم قبل امتصاصها، إلا أن خلايا الأمعاء تمتص نسبة منها، وتذهب هذه السموم لتخزن في الكبد، ومع تكرار استخدام هذه العشبة، يتم تدمير الكبد بصورة بطيئة، وفي النهاية نكون أمام نتائج كارثية.
وبين أنه وبالإضافة إلى الإضرار بالكبد، فان الإكثار منن تناول هذه العشبة يحرم الجسم من الفوائد الغذائية للطعام، وهذا يؤدي إلى حدوث سوء تغذية حاد جداً لدى الشخص، يصاحبه حاله فقر دم، قد ينتج عنها أعراض أكثر حدة.
ولفت إلى أن أكثر ما في الأمر خطورة، إقدام البعض وسعياً لجني المال بخلط العشبة بكميات من عسل النحل المصنع، وبيعها على الأرصفة وفي الأسواق الشعبية، دون مراعاة لأي من قواعد السلامة، أو معرفة ودراية بخطورة هذه العشبة، والأخطر شيوع تناول هذه العشبة بين النساء، دون حتى تكليف أنفسهم عناء البحث عن مخاطرها.
وأكد حسنين أن علاج السمنة بالأعشاب له قواعد وأصول، تبدأ بتحديد سبب هذه السمنة، إن كان وراثي أو نتيجة عادات غذائية سيئة، أو خلل في وظائف الغدد، ومن ثم وصف العشبة التي تعالج المشكلة بناء على معايير عدة، أهمها سن المريضة، وحالتها الصحية، وسجلها المرضي، ووزنها، مع تحديد الجرعات بدقة، وأيام تناول العشبة.