الحدث- الأناضول
بعد ساعات من إفراج إسرائيل عنها، عادت الشابة الفلسطينية، بشرى الطويل (22 عاما)، من مدينة البيرة قرب رام الله وسط الضفة الغربية، إلى صدارة العمل الإعلامي في قضايا الأسرى في السجون الإسرائيلية، حيث تحضر لإنتاج فيلم والعمل على تقرير مصور، حول معاناة الأسرى في السجون الإسرائيلية.
الطويل التي تدرس الإعلام في جامعة بير زيت (غير حكومي)، قرب رام الله، بنت مع زملاء صحفيين أسسوا قبل نحو عامين "شبكة أنين القيد"، لتسليط الضوء على قضايا الأسرى في السجون الإسرائيلية.
ولكن لماذا قضايا الأسرى بالذات رغم تعدد النواحي التي يعانيها الفلسطينيون؟ تقول الطويل لمراسل "الأناضول" في بيتها بعد الإفراج عنها مساء الأحد الماضي، "أوضاع الأسرى في السجون عامة وأوضاع الأسيرات بشكل خاص مأساوي، يعانون من إهمال من قبل السلطات الإسرائيلية، ويأملون بصفقات تبادل أسرى قريبة".
وتضيف الفتاة، وهي ابنة القيادي المعتقل في حركة حماس، جمال الطويل، الذي ترأس بلدية البيرة في العام 2006 بعد أن فازت حركته بغالبية مجالس البلدية: "أحمل رسالة من الأسيرات للفصائل وخاص المقاومة، للعمل للإفراج عنهن بكل جد، يسمعن في وسائل الإعلام عن قرب إبرام صفقة تبادل ينتظرن ذلك على أحر من الجمر".
وتستطرد: "الوضع في الاعتقال غير مستقر تفتيشات يومية وتضيق، وإهمال طبي متعمد"، تتنهد وتواصل "بصراحة لا يعلم الألم إلا من يجربه، الأسير يعاني من الحرمان ومن البوسطة (عربة نقل الأسرى)، والمحاكم، وقلة الاهتمام الرسمي والشعبي بقضيته".
وأمضت الطويل محكومتيها في شجن هشارون الخاص بالنساء.
وتقول الفتاة عن اعتقالها: "اعتقلت للمرة الثانية ولم أكن اتصور اعتقالي كنت في بداية الأمر مصدومة، جاء ذلك في حملة شرسة قامت بها قوات الاحتلال بعد اختفاء ثلاثة مستوطنين بالخليل في 12 حزيران (يونيو) الماضي".
وتضيف: "تم تقيدي وتعصيبي عيوني، وفي التحقيق سألت عن قضايا لم اتصورها.. أنكرتها، ثم هددت بالاعتقال الإداري".
وبعد نحو شهر ونصف من الاعتقال قررت محكمة إسرائيلية إعادة الحكم السابق للطويل حيث كان أفرج عنها ضمن صفقة شاليط الأولى والتي أفرج فيها عن عدد من الأسيرات الفلسطينيات مقابل معلومات من حركة حماس عن حياة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
وبشرى الطويل اعتقلت المرة الأولى مطلع حزيران/ يونيو 2011وكان صدر بحقها حكما سابق بـ18 شهرا، أمضت منها نحو خمسة شهور، وأفرج عنها ضمن اتفاق بين حركة حماس وإسرائيل، حيث أفرجت إسرائيل في 18 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2011، 1027 أسيراً فلسطينيا، مقابل الجندي الإسرائيلي الأسير "جلعاد شاليط".
واعيد اعتقال الطويل بتاريخ 2 تموز/ يوليو الماضي وصدر حكما بحقها بإيفاء المدة المتبقية السابقة لها، وتتهم إسرائيل الطويل بنقل أموال لحركة حماس في الضفة الغربية.
وتأمل الفتاة أن تكون خير من يقود العمل من اجل الأسرى وتقول: "لم يكسرني الاعتقال، واسأل الله أن أكون عند حسن ظنهم، سأعمل على فيلم تلفزيون اسأل الله أن يكون لائق بحق تضحيات الأسرى، وأعمل على تقرير صحفي أخر بذات الشأن".
وتواصل: "الشخص صاحب رسالة مهما كان الثمن والمعيقات، ونحمد الله أننا نخوض معركة إيصال الرسالة، لإيصال أنين الأسرى للأمة ومخاطبة الإنسانية والشخصيات الإنسانية والمحافل الدولية".
وعن نفسها تقول الفتاة "لي الفخر أن أكون ابنة الشيخ القائد المرابط المجاهد الذي ضحى بعمره وصحته من اجل فلسطين وكرامة أمته، أمل الفرج العاجل له".
وتضيف: "حاولوا كثيرا الضغط علي لأجله، وعليه لأجلي، إلا أن الأمر لا يزيدنا إلا الثبات والإصرار على الطريق ونسال الله أن نكون عند حسن الجميع ، البعض يقول أنني شبيه منه في كل شخص".
وتتابع: لم يواسيني في عتمة السجون سوى رسالة وصلتني بتاريخ 30مارس/آذار الماضي من والدي المعتقل التي قال لي فيها " اعتقلوك طفله قيدوك والآن بت شابة يانعة أسال الله أن تكوني من الأخوات.
تبتسم الفتاة وتقول: "كنت اقرأها عدة مرات قبل النوم وعند الاستيقاظ".
وكانت والدة وأشقاء الطويل تعرضوا للاعتقال عدة مرات.
وجمال الطويل المعتقل في سجن مجدو (شمال) أحد ابرز قيادات حركة حماس في مدينتي رام الله والبيرة، اعتقل في أكتوبر/تشرين الأول 2013 وحول للاعتقال الإداري.
والاعتقال الإداري، هو قرار توقيف بدون محاكمة، لمدة تتراوح ما بين شهر إلى ستة أشهر، ويتم تجديده بشكل متواصل لبعض الأسرى، وتتذرع إسرائيل بوجود ملفات "سرية أمنية" بحق المعتقل الذي تعاقبه بالسجن الإداري.
وبعد عدة أشهر من اعتقاله إداريا حول الطويل في أغسطس/اب الماضي للمحكمة الإسرائيلية بحجة عضويته في مجموعة فلسطينية مكونه من 93 ناشطا، خططت لإسقاط حكم السلطة الفلسطينية والاستيلاء على الضفة الغربية عن طريق ارتكاب سلسلة اعتداءات في إسرائيل كانت ستؤدي إلى زعزعة الاستقرار في الضفة".