قبل زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى لبنان، كان هناك أمل في الأفق، بعد زيارته وتصريحاته وأولوياته السياسية تلاشى الأمل، على ما يبدو أن الوعود والجبهات التي وعدت بها المقاومة تبخرت أو ستتبخر، وغزة لها الله، أسئلة تطرح الآن وليس بعد نهاية الحرب، ألم يتوقعوا ذلك؟ هل توقعوا ذلك؟ لماذا لم يتوقعوا ذلك؟ ما ذنب الناس بحساباتهم الخاطئة؟، ما ذنب الناس إذا كانوا هم بلا أفق سياسي ولا يملكون قراءة دقيقة للمستقبل أو لردة فعل العدو، ولا يقدرون قيمة الحياة الانسانية؟
قبل أن تلفظ غزة أنفاسها، بدأت أسئلة كهذه تطرح منذ الآن.
ما أبطأ الفرح عند العرب وما أسرع الحزن، هل نلوم من يسأل، بالطبع لا فمعظم من يسأل خسر أهله أو جزءا منهم أو أنهم فقدوا، ولم يعد يدري أين هم؟
الحقيقة التي علينا التفكير بها، أن الذي حصل قد حصل ولا رجوع إلى الخلف، إذا وصفها بعضنا أنها عملية بطولية ستغير واقعنا فهو محق ولكن دون يقين، والذي يعتقد أنها كارثة فهو يقرأ مشهد الدمار والدماء والتهجير وهو محق.
نهاية المشهد من الناحية السياسية هو المهم بالنسبة للبعض، وهناك من يرى أن حياة البشر هي الأهم، إذ تعلو على أي اعتبارات أخرى.
ركعت مصر لإرادة العدو فعليا بعد حرب أكتوبر عندما علمت أنها تحارب الولايات المتحدة وليس الدولة الصهيونية بل علمت ذلك قبل الحرب وخرجت من الصراع ولن تعود إليه، رفضت سوريا الاعتراف بالهزيمة معتمدة على الاتحاد السوفيتي السابق وروسيا الحالية، ولكنها لم تطلق طلقة تجاه العدو رغم استفزازه اليومي لها، منذ ذلك الزمن، جرب العراق أن يتحدى الغرب بضرب دولة الصهاينة بأربعين صاروخاً فقضوا على العراق وجدل الأمريكان والصهاينة يهودا وعربا حبل مشنقة لصدام بتسعة وأربعين عقدة أي بعدد الصواريخ التي أطلقها وحولوه إلى كبش فداء وضحية يوم العيد.
في أحد اللقاءات يقول أحد قادة الفصائل عندما سألهم أحد القادة الأمنيين العرب إلى أين ستذهبون في معركتكم قالوا حتى نحرر فلسطين كاملة، قال لهم عندها ستحاربون أمريكا، قالوا سنحاربها إذا تطلب الأمر.
بعد حرب العام 2006 سأل الشيخ حسن نصر الله هل كنت ستذهب للحرب لو علمت أن الضاحية ستدمر قال بكل تأكيد لا.
وعليه وفي الإجابة على الأسئلة التي تطرح نطرح سؤال، هل كانوا يعلمون الإجابة، نعم ورغم ذلك ذهبوا.
هل كان يجب أن يذهبوا؟ السؤال وهل العدو كان سينتظر ذهابهم فهو فتح معركة على الكل الفلسطيني وأغلق آفاق الحل وأعلن رسميا من خلال وزرائه سموتريش وبن غفير حربا على الوجود الفلسطيني، وأعلن نتنياهو أن لا وجود لفلسطين في خريطة المنطقة بعد الآن.
إذا هل قادة القسام مجانين؟ أظن أننا كلنا مجانين بعد كل ما يحصل معنا بشكل يومي ولكن ربما يكونوا هم أعقل الناس، لذلك الإجابة عندهم ومفروض أن المخرج لديهم، لذلك لا معنى للأسئلة طالما الحرب العالمية الغربية علينا في أوجها.
لا سبيل إلا أن نتحد فالحرب على وجودنا جميعا وليست على فريق دون الآخر.