الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ليس مجرد انتقام من حركة حماس بل حرب إبادة لتصفية قضية فلسطين| بقلم: عوض عبد الفتاح

بيان صادر عن حملة الدولة الديمقراطية الواحدة

2023-10-24 01:05:20 PM
ليس مجرد انتقام من حركة حماس بل حرب إبادة لتصفية قضية فلسطين| بقلم: عوض عبد الفتاح
عوض عبد الفتاح

 منذ اكثر من أسبوعين، يتعرض الشعب الفلسطيني في قطاع غزة لحملة إبادة جماعية متوحشة على يد سجانيه الإسرائيليين. لقد تم حصر مليونين ونصف مليون شخص في منطقة صغيرة (أصبحت أصغر بسبب أمر الجيش الإسرائيلي بأن ينتقل نصف سكان غزة جنوبًا)، وقطع كل الغذاء والماء والكهرباء والأدوية، وترك المرضى والمسنين يموتون في المستشفيات، والإعلان عن أن  "كل سكان غزة هم حماس"، وبالتالي جعل حتى الأطفال أهدافاً مشروعة، ومواصلة تنفيذ قصف شامل للاحياء السكنية والمستشفيات، على مدار النهار والليل، "لتليين" التضاريس، ثم الغزو بجيش قوامه 360 ألف جندي ــ كل هذا يتناسب على وجه التحديد مع تعريف الأمم المتحدة للإبادة الجماعية: "نية التدمير، كلياً أو جزئياً، لجماعة قومية أو إثنية أو عنصرية أو دينية".

وحتى هذه اللحظة، ألقت إسرائيل ما يقدر بنحو 10 000 قنبلة على غزة، أي أكثر مما أسقطته الولايات المتحدة في أفغانستان خلال عام واحد! لقد دمر حوالي  5000هدف، مما أدى إلى تسوية مناطق سكنية ومستشفيات ومدارس بأكملها بالأرض. وقد قُتل أكثر من 5000 من سكان غزة، ثلثهم من الأطفال، حتى الآن . لقد تحول آكثر من مليون ونصف فلسطيني، معظمهم من لاجئي عام 1948، إلى لاجئين مرة أخرى، والآن يُشرّدون بالقوة، ولكن ليس لديهم ملاذ آمن يحتمون به. ونحن ننتظر الأسوأ في أي لحظة: أي الغزو البري الإسرائيلي الضخم، وما سيرافقه من مجازر مروعة إضافية. فقد قال رئيس حكومة نظام الابرتهايد، بنيامين نتنياهو، مهددا: “نحن في البداية فقط”. إننا نشاهد تدمير شعب يحدث أمام أعيننا، بدعم عسكري ودبلوماسي هائل من الامبريالية الامريكية الولايات وحلفائها، كندا وأوروبا. لقد بتنا نعيش في عالم يديره مجرمو حرب فقدوا كل صلة بالانسانية.

إن الهجوم الإسرائيلي الوحشي على سكان غزة، على المدنيين، الأطفال والنساء والمرضى، ليس مجرد عمل انتقامي ضد حركة حماس، بل هو حملة إبادة جماعية، من خلال ارتكاب المجازر المهولة والتهجير، ذات اهداف سياسية استعمارية تتمثل في تصفية قضية فلسطين، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإدامة المشروع الكولونيالي على كامل فلسطين. إنها حملة وحشية لتصفية أي شكل من أشكال الرفض للمشروع التصفوي. لقد رفضت إسرائيل أي محاولة للتوصل إلى حل عادل وشامل وديمقراطي بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وقتلت بتوسعها الاستيطاني المتواصل "حل الدولتين"، الذي هو أصلا تنازل بعيد المدى قدمته قيادة منطمة التحرير الفلسطينية. لقد سعت، بشكل منهجي وبلا هوادة، إلى توسيع نظام الفصل العنصري من النهر إلى البحر. وأصرت على مواصلة حصار وخنق مليونين ونصف من الفلسطينيين، في سجن كبير، وقد سدّت كل أبواب الأمل أمامهم بالحرية والحياة الأمنة. وكل ذلك جرى ويجري تحت حماية الامبريالية الامريكية وصمت وتواطؤ ما يسمى بالمجتمع الدولي، أي الذين يديرون النظام العالمي الحالي.

لم يكن الفلسطينيون في حالة حرب مع اليهود قط قبل غزو واستعمار وطنهم ؛ لقد ظلوا يقاومون مشروعًا استعماريًا استيطانيًا أحاديًا هدفه المعلن هو الاستيلاء على وطنهم، وتحويل فلسطين إلى إسرائيل، ومحو الشعب الفلسطيني وثقافته وتراثه. وكما هو الحال في النضال من أجل تحرير الشعوب المستعمرة الأخرى، فقد أجبرت الحركة الصهيونية وإسرائيل  الفلسطينيين على النضال من أجل حقوقهم الوطنية وحريتهم.

يتعين علينا، نحن شعوب العالم، أن نواصل تضامننا الكامل مع الفلسطينيين في غزة الذين يتعرضون لأكبر مذبحة مدعومة ممن يتبجحون بحقوق الانسان والحرص على القانون الدولي، وممارسة الصغوط على حكومات الغرب لوقف دعمها لحرب الإبادة.

 كذلك، دعونا لا ننسى الفلسطينيين في جميع أنحاء فلسطين التاريخية الذين يواجهون في هذه اللحظة أيضًا التطهير العرقي والقمع الوحشي؛ فقد قُتل اكثر من ٨٠ فلسطينياً، في الضفة الغربية، معظمهم على يد المستوطنين، خلال الأسبوعين الأخيرين فقط. اما الفلسطينيون في إسرائيل، الناجون من التذهير العرقي عام ١٩٤٨، والذين تمت تصفية أراضيهم واملاكهم، واملاك أقاربهم من اللاجئين، وحرمانهم من حقهم بالمساواة و بالعيش بكرامة وامان، فهم يتعرضون هذه الأيام لحملة قمع وترهيب شديدة، ومنعهم من التعبيرعن حقهم في ممارسة الاحتجاج علـى استمرار حرب الإبادة، وفي الدعوة الى وقفها. لقد تحول هذا الجزء من الشعب الفلسطيني، الى طابور خامس في نظر المؤسسة الصهيونية، ولم تعد المؤسسة الصهيونية او أوساط فيها، يخفون نيتهم بالتخطيط بارتكاب أفعال شنيعة بحقهم، لاسكاتهم او تهجيرهم. لكن شعب فلسطين بأكمله، مصرٌ على البقاء في وطنه مهما كلف الثمن، ومصرٌّ على تحقيق حقه في التحرر والحياة الكريمة.

 

نعم لوقف حرب الإبادة والهجوم البري الإسرائيلي على غزة!

نعم لوقف طرد سكان غزة، وتنفيذ نكبة ثانية!

نعم لادخال المساعدات الإنسانية الفورية!

 نعم لانهاء الاستعمار الإسرائيلي والفصل العنصري!

من أجل الحرية للفلسطينيين ! من أجل دولة ديمقراطية للجميع.

أكتوبر 20 ، 2023

حملة الدولة الديمقراطية الواحدة في فلسطين التاريخية.