بعد أن مرت أربعة أعوام على عقد قرانها، من الشاب "راشد فضة"، الذي يقطن في مدينة نابلس، شمالي الضفة الغربية، أعلنت الشابة داليا شرّاب، التي تسكن مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، خبر انفصالها عن خطيبها، وإلغاء زواجها المؤجل منذ عام 2012، بسبب رفض السلطات الإسرائيلية منحها تصريحا للسفر.
ولأن الحال وصل بهما إلى طريق مسدود، كما تقول شرّاب (32 عاما)، اليوم الإثنين، على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، تم اتخاذ قرار "الانفصال" بين الطرفين.
واعتذرت شرّاب التي كانت قد تحدثت في وقت سابق لوكالة الأناضول، عن أمنيتها بإتمام زفافها المؤجل، عن الحديث لكل الصحفيين، ووكالات الأنباء المحلية والدولية.
واكتفت بالتعليق على صفحتها الشخصية:" هيك (هذا هو) النصيب، قراري أنا وراشد كان لازم نتخذه، وصلنا إلى طريق مسدود".
وتقول شراب إن السلطات الإسرائيلية لا تزال ترفض منحها تصريحا لمغادرة قطاع غزة عبر معبر "بيت حانون" "إيريز"، والتوجه إلى الضفة الغربية.
وأعربت شرّاب عن أسفها لفشل الحملات الإلكترونية التي قامت هي وخطيبها بتنفيذها في الأسابيع القليلة الماضية، من أجل الضغط على صناع القرار والرأي العام والمؤسسات الحقوقية بالمساهمة في حل مشكلتهما.
وتابعت شرّاب على صفحتها :" اتركونا (دعونا) احنا هيك راضين (نقبل)، اللي كتبه الله لنا راح يصير (يتم)".
وأبدى ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، تعاطفهم مع الشابين، وحمّلوا الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة منذ عام 2007، وإغلاق المعابر، مسؤولية انفصال العروسين، وقتل "حلمهما".
وكتبت الصحفية الفلسطينية أسماء الغول، على صفحتها على موقع "فيسبوك"، أمس الأحد:" إلى من منعوا قلبين عن الإلتقاء...من وقفوا أمام سفر داليا شراب إلى الضفة الغربية لتلتقي بعريسها..إلى من كسر قلبها (..) ..أرغب أن أقول لكم وأفرحكم أن داليا ستتوجه إلى المحكمة غداً للحصول على الطلاق بعد أن أرسل العريس توكيلاً بذلك".
وفي مقابلة سابقة لوكالة الأناضول (أّجريت في 14 شباط/فبراير 2015)، أعربت شرّاب عن أمنيتها بالسفر من قطاع غزة إلى الضفة الغربية، لإتمام زواجهما.
وفي ذكرى "الفالنتاين" أو "عيد الحب،"، في الرابع عشر من شهر شباط/فبراير الماضي ارتدى "راشد فضة"، خطيب شراب بزة الزفاف، وأمسك بيده باقة ورد حمراء، واتجه إلى دوار المنارة وسط مدينة رام الله بالضفة الغربية؛ حيث حمل لافتة كتب عليها: "وصّل العروس للعريس يا ريس".
وتحولت اللافتة إلى حملة إلكترونية واسعة غير أنها لم تسفر عن أي نتائج.
وتعرّفت شراب على خطيبها، كما قالت في حديثها لوكالة الأناضول :"خلال مقابلة جمعتني به في الأردن، لمناقشة القضية الفلسطينية".
واشترطت عائلة شراب قبل عقد القران أن يقدّم خطيبها وثيقة تؤكد على السماح لابنتهم من دخول الضفة الغربية، وذلك ما قدّمه "فضة" قبل أربعة أعوام.
غير أنها ظلت عاجزة عن الحصول على تصريح يقرّ لها بأحقيتها في الانتقال إلى الضفة الغربية ، والذي يصدره الارتباط المدني الفلسطيني التابع لوزارة الشئون المدنية الفلسطينية.
ويجري التنسيق بين الارتباط المدني الفلسطيني والإسرائيلي لتمكين سكان قطاع غزة من المرور، عبر معبر بيت حانون "إيريز" إلى حيث وجهتهم.
وكان قطاع غزة يتمتع في السابق، بسبعة معابر تخضع ستة منها لسيطرة إسرائيل، فيما يخضع المعبر السابع، (رفح البري)، للسيطرة المصرية.
لكن إسرائيل، أقدمت بعد سيطرة حركة حماس على القطاع في صيف عام 2007، على إغلاق 4 معابر والإبقاء على معبرين فقط، هما معبر كرم أبو سالم، كمنفذ تجاري، ومعبر بيت حانون (إيرز) كمنفذ للأفراد.
وكانت شرّاب تستعين ببرامج التواصل الاجتماعي للتواصل مع "خطيبها" .
و تواصلت عائلة شراب مع العديد من المؤسسات الحكومية، والأهلية المعنية بحقوق الإنسان، كي يساهموا في حلّ مشكلتها وإيصالها إلى بيت زوجها، بمدنية نابلس، إلا أن تلك المحاولات باءت بالفشل.
وتواصل الخطيبان سابقا مع إدارة الصفحة الشخصية، للرئيس الفلسطيني محمود عباس، على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، لتنقل معاناتها، مناشدةً إياه بالمساهمة في حلّ مشكلتهما.