الحدث- وكالات
دعا مدير إدارة المناطق المتحفية بالإدارة المركزية للآثار الغارقة، باسم إبراهيم، لإنشاء أول متحف تحت الماء في مصر، بمحافظة الإسكندرية، أقصى شمال البلاد.
وفي صالون ثقافي أقامته مكتبة الإسكندرية، بالقاهرة، قال إبراهيم: "نتحدث عن مشروع ثقافي ترفيهي قادر على تغيير حركة السياحة في مصر بشكل كامل".
ومضى موضحا: "بعدما غمرت مياه البحر المتوسط مدينة الإسكندرية القديمة بسبب الزلازل، نجحت عمليات التنقيب في انتشال آلآف القطع الأثرية التي تعود لحقب تاريخية مختلفة كالفرعونية و البطلمية و الرومانية و الإسلامية".
وتابع: "لكن أضعاف هذه القطع لازالت تقبع تحت المياه، ما دفعنا للتفكير في إنشاء أول متحف مائي بمصر . و بحسب تصميمنا للمتحف، من المنتظر أن يكون زجاجي على هيئة أشرعة".
وعن المعوقات التي تعترض تنفيذ المشرواع، قال: "اتساع رقعة الآثار المصرية الغارقة تحت المياه، و ضرورة وجود عدد كبير من الغواصين الأثريين لعمل صيانة دورية للمتحف المرتقب، فضلا عن منع مراكب الصيد و السفن من المرور فوق مساحة المياه التي ستحتضن المتحف".
والتقطت أطراف الحديث، منى مختار، المرشدة السياحية الحاصلة على درجة الماجستير في المتاحف البحرية، التي قالت إن "رسالة الماجستير التي أعدتها خلصت لأن 65% من حركة السياحة في العالم تبحث عن الترفيه، و 10% عن الثقافة، و 25% لأسباب أخرى أبرزها العلاج".
و ومضت قائلة: "إقامة مشروع أول متحف تحت الماء في مصر، سيجمع بين نوعي السياحية الترفيهية و الثقافية لأنه سيقدم رحلة غطس و معلومات تاريخية عن قصة كل أثر من الآثار المصرية القابعة تحت الماء و قصة العصر الذي تنتمي إليه".
وأضافت: "التصور المبدئي الذي وضعناه للمشروع ينص على أن يتم إقامة المتحف بالقرب من قلعة قايتباي المطلة على البحر ، على أن تستخدم الحصون و الممرات العملاقة في القلعة لعمل مركز سياحي للغوص و مشاهدة الآثار الغارقة بالمتحف المنتظر و أيضا لتخزين أدوات الغطس".
و لفتت المرشدة السياحية إلى أن المتحف المصري، في حالة إنشاءه، سيكون الثاني على مستوى العالم، إذ تضم الصين أول متحف تحت الماء في العالم .
بدوره قال محمد السيد مدير متابعة البعثات بالإدارة المركزية للآثار الغارقة إن "المتحف المترقب سيعمل على رفع الوعي الأثري و الحفاظ على الآثار المصرية الغارقة من النهب و السرقات".
و مضى موضحا: "أثناء الاحتلال الإسرائيلي لسيناء تم اكتشاف عشرات المواقع الأثرية الممتدة من شرم الشيخ حتى العقبة تحت الماء، كما تم تحديد مواقع لسفن غارقة أبرزها سفينة كانت تضم ألف قطعة أثرية غرقت تماما في البحر تم نقلها إلى محميات أثرية للآثار الغارقة في الكيان المحتل ، و أبرز هذه المحميات تدعى قيصرية" و تقع على بعد 8 كيلومتر من حيفا".
و لفت السيد إلى أن "عدة دول في العالم سبقت مصر في مجال الآثار البحرية رغم أن الآثار الغارقة في مصر تفوق في الكم و الكيف آثار هذه الدول".
وأضاف: "تركيا التي أنشأت أول متحف بري للتراث الغارق و الذي يضم قطع أثرية تركية، فضلا عن فرنسا التي أنشأت أول إدارة للحفاظ على التراث الغارق بقلعة أثرية بمدينة مارسيليا، والتي نجحت في اكتشاف أكثر من 100 موقع أثري هام منذ تأسيسيها عام 1966".