6092065
رولا سرحان
سنحفظ الرقم 6092065، عن ظهر قلب، فقد أفرح أسر الجندي “أرون” قلوب الكثيرين بعد حرقة ما أصابنا من هول فاجعة مجزرة حي الشجاعية، ومن هول العدوان على أهلنا في غزة.
الطائرات تقصف، والبوارج تقصف، والدبابات تقصف، والمدفعية الثقيلة تقصف، ووحدات النخبة تقصف، محولة أرض غزة الصغيرة والمحاصرة إلى جحيم من نار وركام على سكانه من المدنيين أطفالاً ونساء وشيوخاً وشباباً، هدمت البيوت ودمرت الممتلكات وهجر المدنيون إلى لا مكان وإلى لا مأوى. ووسط هذا الجحيم، غزة صامدة تقاوم وتلحق خسائر ملموسة بـ “الجيش الذي لا يُقهر” أكثر من 30 قتيلاً، وأكثر من 400 جريح، وأسيرٌ واحد، ولربما يُحالف الحظ المقاومين إلى مضاعفة هذا العدد مرتين أو ثلاثة.
وهذا “الواحد”، سيُغير معادلة مجريات الأمور على الأرض، إذ يكفي لفتح ملف الأسرى الفلسطينيين الستة آلاف الذين يقبعون في سجون الاحتلال. ويكفي لإرغام إسرائيل والكنيست على مراجعة القوانين التي سنّتها والتي تُقيد فيها صفقات تبادل الأسرى ظنا منهم أنه لن يقع أسرى منهم في أيدي المقاومة بعد اليوم. وهذا “الواحد” يكفي لفرض نفسه على المبادرة المصرية وما يليها من مبادرات.
وهذا “الواحد” يكفي لأن يُعطي للمقاومة كرت قوة جديد، ويكفي لأن يُطبب القليل من آلام الثكالى اللواتي فقدن أبنائهن. لقد هرب نتنياهو من استحقاقات السلام إلى الحرب على غزة، لإنقاذ حكومته من سقوط محتم، وها هو اليوم يسقط في مستنقع الحرب وليس أمامه من مخرج سوى الإقرار بعجزه وعجز جيشه على فرض شروط مذلة على الشعب الفلسطيني ترفضها المقاومة، ونحن.