الأربعاء  30 تشرين الأول 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هكذا تحول الصواريخ الإسرائيلية حياة الأطفال في غزة إلى "كابوس"

2023-11-21 10:17:28 AM
هكذا تحول الصواريخ الإسرائيلية حياة الأطفال في غزة إلى

الحدث - مثنى النجار

أسفرت غارة جوية إسرائيلية مؤخرا عن بتر قدم الطفلة بيلسان اصرف، وإصابة العديد من أفراد الأسرة في قطاع غزة. 

الطفلة البالغة من العمر 10 سنوات، والتي كانت ذات يوم رمزا نابضا بالحياة لبراءة الطفولة، هي الآن تجسيد لدمار الحرب، وتذكير بالخسائر البشرية العميقة للصراع المستمر.

وتؤكد حالة بيلسان، التي تتلقى حاليا رعاية طبية في مستشفى الأوروبي، الأزمة الأوسع التي يواجهها نظام الرعاية الصحية في غزة، والتي تعاني بالفعل من محدودية الموارد وتزايد عدد ضحايا الحرب. 

قصة بيلسان ليست معزولة؛ بل إنها واحدة من بين 1.5 مليون نسمة نزحوا بسبب الحرب، بما في ذلك ما لا يقل عن 700000 طفل، كما ذكرت اليونيسف.

"البراءة المحطمة"

بينما كانت بيلسان محاصرة تحت أنقاض منزلها المدمر، اعتقدت في البداية أنها عالقة في المنام، ومع ذلك، فإن الإدراك اللاحق لبتر أطرافها حطم براءتها، تاركاً لها ليس فقط إعاقة جسدية، ولكن أيضا ندوبا عاطفية عميقة.

 وتحكي عن تجربتها المروعة كيف يتحمل الأطفال، الذين يشكلون ما يقرب من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، وطأة الصراع.

تقول بيلسان لصحيفة الحدث: "كنت نائمة في منزلي عندما وجدت نفسي فجأة محاصرة تحت الحجارة والأنقاض، شعرت وكأنه حلم، لكنني لم أستطع التحرك تحت الحطام، صرخت على أمي وأبي، لكن لم يسمعاني، في النهاية سحبوني من تحت الأنقاض إلى المستشفى؛ كنت فاقدة للوعي.

وتضيف، أنها خضعت لعمليات جراحية متعددة ولم تستطع في البداية الشعور بقدمها، وتم الكشف لاحقا أن الأطباء بتروا قدمها.

في تصويرها البريء، تقول: " قدمي الآن في الجنة، وكطفلة، شاهدت عالمي يتحطم،  لماذا يجب كسر عالمي؟، من طفلة تلعب بألعابها تحولت حياتها إلى كابوس". 

أدت الحرب إلى استشهاد ما لا يقل عن 5500 طفل وإصابة أكثر من 9000 طفل بجروح غيرت حياتهم، ويتناقض الوضع في غزة بشكل صارخ مع ما يجب أن تكون عليه حقوق الطفل، وعلى الرغم من هذه الإحصاءات الصارخة، كانت استجابة المجتمع الدولي أقل من مُرضية، مما يبرز الحاجة الماسة إلى التدخل الفوري ووقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.

إن قصة بيلسان، وإن كانت مؤلمة للقلب، هي تذكير صارخ بالحاجة الملحة إلى السلام، وتدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، وزيادة المساعدات الإنسانية، وتجديد الالتزام بحماية الأبرياء من أهوال الحرب.