الحدث- الجزائر
قال مسؤول في وزارة الثقافة الجزائرية، اليوم الخميس، إن مخرج فيلم "الوهراني" الذي أثار إعلان مشاركته في مهرجان سينمائي بإسرائيل رفضا في البلاد قد طلب رسميا سحبه.
وأضاف نزيه بن رمضان، مدير الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي (تابعة لوزارة الثقافة)، "أبلغت أمس أن مخرج الفيلم إلياس سالم طلب رسميا سحب فيلمه من المهرجان الذي سيقام بإسرائيل".
وتابع، في حوار مع فضائية "الشروق نيوز" الخاصة، "بعد تأكدنا من مشاركة الفيلم في هذا المهرجان راسلنا الشركة المنتجة وهي فرنسية وطلبنا بلهجة شديدة سحب الفيلم".
وكان المخرج الفرنسي، ذي الأصول الجزائرية، الياس سالم قد أعلن منذ أيام على صفحته الرسمية على التواصل الإجتماعي "فيسبوك" أن فيلمه "الوهراني" سيشارك في مهرجان السينما المتوسطية بأشدود في إسرائيل في 10 يونيو/حزيران 2015.
ونشرت إدارة المهرجان، على موقعها الرسمي خبر مشاركة الفيلم مرفوقة بالعلم الجزائري، رغم أن البلاد لا تقيم أي علاقات ديلوماسية مع إسرائيل وهو ما أثار رفضا في الجزائر.
وحسب مدير الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي فإن "وزارة الثقافة الجزائرية لم تخطر بقرار المشاركة في المهرجان كما أنها ليست المنتج الوحيد له وهي ساهمت بنسبة 22 % من ميزانية تمويله فقط إلى جانب الشركة الفرنسية داراماسلا التي تكفلت بتكاليف الإنتاج الباقية".
وحسب نفس المسؤول فإن قرار المشاركة "نعتقد أنه سوء تقدير من المخرج ونحن تفاجأنا بالقرار بحكم رفضنا للتطبيع مع الكيان الصهيوني ودعمنا للقضية الفلسطينية الذي لايحتاج إلى تأكيد".
وخلف قرار مشاركة الفيلم في المهرجان رفضا في الجزائر نقلته الصحف المحلية.
وقال بيان لحركة مجتمع السلم (أكبر حزب إسلامي في الجزائر)، صدر أمس الأربعاء، " تحذر الحركة من مشاريع التطبيع المتمثلة هذه المرة في مشاركة فيلم الوهراني تحت العلم الجزائري، في المهرجان السينمائي الذي ينظمه الكيان الصهيوني في مدينة أشدود بفلسطين المحتلة".
وتابع "هذا الفيلم رغم تشويهه لسمعة الثورة التحريرية ومكانة المجاهدين تم تمويله من قبل وزارة الثقافة، وهو اليوم يستعمل في تحقيق محاولات الاختراق الصهيوني للمجتمع الجزائري".
وتعد هذه المرة الثانية الذي يخلف فيها فيلم "الوهراني" جدلا في البلاد حيث صاحب عرضه بالجزائر للمرة الأولى شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي انتقادات من قبل أحزاب ومنظمات لقدماء المحاربين خلال الثورة التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي (1954/1962) بدعوى تضمنه "إساءات" للمجاهدين ضد الإستعمار الفرنسي.
ويروي الفيلم على مدار أكثر من ساعتين من الزمن، قصّة جعفر الملقب بـ"الوهراني"، نسبة إلى محافظة وهران غربي الجزائر، الذي شارك في ثورة تحرير الجزائر ضد الاحتلال الفرنسي وابنه "بشير" من زوجة تركها زمن الثورة وعاد إليها مع إعلان الاستقلال ليجدها قد توفيت بعد أن اغتصبها عسكري فرنسي لتحمل وتلد ولدا غير شرعي (جعفر) وطيلة أطوار عرض الفيلم، ركّز المخرج على السنوات الأولى للإستقلال، إذ قدّم مشاهد لمجاهدين (قدماء المحاربين خلال الثورة)، انغمسوا في حياة اللهو والمجون ومعاقرة الخمور ومواعدة النساء في الملاهي الليلية.
ودافع الياس سالم عن فيلمه، في تصريحات سابقة لصحف محلية جزائرية، وقال إنّه سرد قصة مجموعة من الأشخاص، وهم بشر تملأهم التناقضات.
ثم تابع المخرج، الذي يقيم بفرنسا، أن البعض "يعارض الفيلم بسبب تفاصيل حمقاء شيئا ما على غرار شرب الخمر".