الحدث- وكالات
تتزايد مشكلة نقص الرغبة الجنسية لدى كثير من النساء مع مرور الوقت، ويرى بعض العلماء أن هذا الأمر طبيعي خاصة مع بدء سن اليأس، بينما يعتقد علماء آخرون أن هذا النوع من العجز هو حالة طبية تحدث نتيجة خلل في مواد كيميائية بالدماغ.
وبحسب موقع بي بي سي، فإن الأيام القادمة قد تشهد ثورة جنسية تقلب حياة من يعانين من هذه المشكلة، ففي 3 و 4 يونيو المقبل، ستقرر لجنة استشارية بإدارة الأغذية والأدوية الأمريكية ما إذا كان عقار الـ “فليبانسيرين” وهو ما يعرف بالفاياغرا النسائية صالحا لعلاج المرضى، أم لا.
ما الذي يؤدي إلى غياب الرغبة الجنسية؟ وكيف يمكن لفليبانسيرين معالجة المشكلة؟
من الواضح أن النساء لسن الوحيدات اللواتي يعانين من المشاكل الجنسية مع تقدم العمر، وانتشار لجوء الرجال للفياغرا هو خير دليل على ذلك.
إلا أن طبيعة المشكلة تختلف بين الجنسين.
ويقول الطبيب النفسي في جامعة كاليفورنيا ستيفن ستال إن هناك 3 اختلالات وظيفية في الرجال وهي :”الانتصاب، الانتصاب، الانتصاب”، وهناك 3 أسباب للخلل الجنسي عند النساء وهي :”الرغبة، الرغبة، الرغبة”.
والسبب الرئيسي وراء هذا الانحدار الجنسي، أو حتى في أصول الرغبة الجنسية، أمر غامض بالنسبة إلى العلماء، على الرغم من أنهم متأكدون أن دائرة الإثابة في الدماغ هي المعنية.
وهناك أيضا ما يعرف باضطراب الرغبة الجنسية عند الإناث سواء بالاهتمام بممارسة الجنس أو حتى الاستثارة، والتي تحدث أثر عدم القدرة على إيقاف الأجزاء الأمامية من الدماغ والتي تتعامل مع المهام اليومية، والنتيجة هي إخماد دارية المثوبة التي تتعامل مع التحفيز والمتعة بالدماغ.
وقد أثبتت “الفاياغرا” نجاحها في علاج العجز الجنسي عند الذكور، ومن هنا بدأ السباق لإيجاد عقار مشابه للنساء، إلا أنه يتعامل مع الدماغ بدلا من الأعضاء التناسلية.
وعقار فليبانسيرين يعد واحدا من العلاجات السباقة في هذا المجال، ووضع هذا العقار في البداية كمضاد للاكتئاب، حيث كان له تأثير لا بأس به على مزاج المرضى، ومع ذلك أجريت تجارب إكلينيكية للكشف عن أعراضه الجانبية على بعض النساء اللواتي يستعملنه، ليكتشفن أنهن شعرن برغبة في ممارسة الجنس.
ويبدو أن فليبانسيرين يعمل من خلال تغيير وتبديل جزيئات الإنذار (العصبية) في تلك الدوائر وهما الدوبامين والنورادرينالين والسيروتونين.
ويعتقد الطبيب ستال أن العقار يعمل على تعديل الدوائر وضبطها من خلال تعديل نسبة الجزيئيات وجعلها طبيعية.
وأضاف أنه قد يكون جائزا أن ذلك العقار يسمح للمرأة بفك الارتباط بين الدوائر الأمامية التي تثبط الرغبة الجنسية.
الشهوة المتجددة
وعلى الرغم من أن العقار أسقط لأنه مضاد للاكتئاب (بسبب تأثيره المحدود) إلا أنه عاد ليتسابق ضمن المعززات الجنسية التي قد تزيد رغبة النساء بممارسة الجنس، لكن بالرغم من أن التجارب الأولية على عدد من النساء قد سجلت أعدادا متزايدة للأحداث الجنسية المرضية، إلا أنها لم تثبت تأثيرا كبيرا على الرغبة الجنسية، ونتيجة لذلك رفضته إدارة الأغذية والعقاقير عام 2010.
ومع ذلك، اقترح إجراء المزيد من الدراسات على العقار لرؤية ماهية تأثيره على الرغبة الجنسية عند النساء، لكن رئيسة إحدى الحملات التي تبحث في إيجاد عقار للاضطرابات الجنسية عند النساء، سوزان سكانلان قالت إن المشكلة تكمن في كيفية قياس التحسن في تلك الرغبة؟
أما بخصوص الآثار الجانبية للعقار كالنعاس والدوار والغثيان فقالت سكانلان إن عوارض “الفاياغرا” وغيرها من العقاقير التي تعالج الرغبة الجنسية عند الرجال تكون أكثر تطرفا، وأكدت أن 26 من الأدوية المرخصة لعلاج العجز الجنسي عند الرجال لديها أعراض جانية مخيفة كالأزمة القلبية والعمى والموت المفاجئ أو حتى تمزق القضيب.
ويخشى آخرون أن الموافقة على فليبانسيرين قد تشجع النساء على البحث عن حل طبي بدلا من معالجة المشكلة عن طريق مختصي العلاقات النفسيين، أو من خلال معالجة القضايا الأخرى في حياتهم مثل الإرهاق أو الاكتئاب.
الأمل الأخير
ويقول الطبيب ستال في النهاية إنه لا يفضل أن يكون هذا العقار هو الحل السريع قبل علاح العوامل الأخرى كالتعب والإجهاد أو المشاكل في العلاقات بين الرجل والمرأة، فمن الأفضل محاولة حل المشاكل في البداية وقبل أي خطوة، فإذا واجهت بعض السيدات نقص الاهتمام بالجنس يجب أن عليها تسأل نفسها، أيحدث هذا مع زوجي فقط؟ أو أنه عدم اهتمام بالجنس بشكل عام؟