الحدث الفلسطيني
أصدرت شبكة المنظمات الأهلية، بيانا، قالت فيه إن خطر الموت جوعا يتهدد نحو نصف مليون مواطن في محافظات غزة، وشمال غزة ممن بقوا ورفضوا مغادرة منازلهم رغم الدمار والخراب الذي أحدثه قصف الاحتلال، وهم يعيشون أوضاعا كارثية وظروفا غير إنسانية بعد نفاد المواد الغذائية الأساسية المتبقية لديهم ضمن ما هو متاح لسد رمقهم مع اشتداد العدوان، وحرب الإبادة المفتوحة إضافة إلى حال النازحين في مراكز الإيواء الذي لا يقل قسوة.
وأعلنت العديد من المنظمات الدولية خلال الأيام القليلة الماضية خشيتها من تفاقم الوضع الإنساني في شمال قطاع غزة بشكل خاص بسبب الدمار الكبير الذي خلفه الاحتلال في عدوانه على قطاع غزة المتواصل لليوم 109 على التوالي، والتناقص في مقومات الحياة جراء الحصار الخانق الذي تفرضه قوات الاحتلال على المناطق السكانية التي باتت شبه معدومة بعد نفاد الطحين، والأرز، والمعلبات وغيرها من المواد الغذائية.
وحملت الشبكة المجتمع الدولي المسؤولية الكاملة عن هذه الأزمة الناتجة عن حرب الاحتلال وحصاره على الشعب الفلسطيني، مطالبة بالعمل فورا بكل ما يقتضيه الضمير الإنساني، والقرارات والقوانين الدولية لإجبار الاحتلال على فتح ممرات إنسانية لإدخال المساعدات لقطاع غزة والمناطق المتضررة من خلال إرادة دولية فاعلة وجدية لإنقاذ حياة الآلاف من خطر الموت المحدق الذي يهدد حياتهم ومعظمهم من النساء والشيوخ والأطفال الذين بقوا في مناطق شمال غزة.
وأكدت على ضرورة فتح معبر رفح على الحدود الفلسطينية المصرية للسماح بإدخال المساعدات الغذائية والدوائية وتوفير سبل الدعم المتاحة لأهالي قطاع غزة وخصوصا مناطق شمال القطاع.
كما وأكدت الشبكة أن الحصار المفروض على المناطق التي يسيطر عليها الاحتلال بشكل مباشر ومنعه إدخال الإغاثات الإنسانية هو جزء من جريمة حرب كاملة يرتكبها بإمعان في إطار سياسات "التجويع" على المدنيين العزل، وسعيه لإجبار المواطنين على الرحيل ضمن محاولات التهجير القسري.
وطالبت الشبكة الأمم المتحدة ومؤسساتها المختصة بالعمل فورا على تحمل المسؤولية في تأمين الغذاء والعلاج الطبي، وطالبت منظمات الأمم المتحدة وبضمنها منظمة الأمم المتحدة للغذاء والزراعة، ومنظمة الصحة العالمية بالعمل بشكل عاجل على توفير الاحتياجات الإنسانية الأساسية للسكان تطبيقا للاتفاقيات الدولية التي تضمن حق الحصول على الغذاء لأي إنسان، ومن شأن استمرار هذه الحرب، وعدم المساهمة بوقفها أن يترك آثارا وانعكاسات مدمرة قد تستمر سنوات طويلة على كافة مناحي الحياة، وعدم اتخاذ تدابير لوقفها هو بمثابة ضوء أخضر للاحتلال لمواصلتها ضاربا بعرض الحائط كل الاتفاقيات والمواثيق الدولية.