الحدث: محمد مصطفى
خلفت موجة الحر الأخيرة، التي ضربت المنطقة خلال الأسبوع المنصرم، وبلغت ذروتها نهار الأربعاء الماضي، خسائر كبيرة في قطاعات عدة، أبرزها قطاع تربية الدواجن بشقيه، التجاري والمنزلي.
فعلى صعيد المزارع الكبيرة، نفقت آلاف الدواجن بأحجام مختلفة، بينما لم تسلم الطيور والدواجن المنزلية الأخرى من مخاطر الحر، إذ طالتها عمليات نفوق واسعة، مكبدة ملاكها خسائر بالجملة.
تسونامي جارف
المواطن أكرم عامر، ويعمل في مزرعة لتربية الدواجن شرق مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، أكد أن المزرعة التي يعمل بها كانت تحوي 3000 دجاجة، وصل عمرها إلى 25 يوما، وكان بينه وبين تسويقها أقل من أسبوعين، حين أصابها "تسونامي جارف"، أدى إلى نفوق أكثر من ثلثيها.
وأوضح أن علمهم المسبق بوصول موجة الحر، والإجراءات الاستباقية التي اتخذوها، لم يمنع حدوث الكارثة، فرغم رش المياه، واستخدام كل الطرق الممكنة، إلا أن عملية النفوق كانت واسعة وسريعة، وبلغت ذروتها يوم الأربعاء.
وأشار عامر، إلى أن العشرات من المزارع أصابها ما أصاب المزرعة التي كان يعمل فيها، خاصة الدجاج الذي كان يزيد عمره على 20 يوما، وهو الأكثر عرضة للنفوق وأقل تحملاً لدرجات الحرارة العالية.
ونقلت درجات توك توك وشاحنات صغيرة، أعداد كبيرة من الطيور النافقة من المزارع، وتم إلقاؤها في مغلقة في مجمعات النفايات الصلبة.
أما بائع الدواجن مصطفى عيسى، فأكد عمليات النفوق المذكورة والتي تعد الأوسع منذ العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، سيكون لها آثار سلبية سيئة، ستظهر على الأسواق خلال الأسابيع المقبلة، عبر ارتفاع أسعار الدواجن.
وأوضح عيسى أن هذه الآثار بدأت فعلياً عبر ارتفاع ثمن الكيلو غرام الواحد من الدجاج الحي من تسعة شواكل إلى أكثر من 11 شيكل قفزة واحدة.
وبين عيسى، أن المشكلة الحقيقية تكمن في أن معظم أصحاب المزارع حتى المتوقفة منها عن التربية، عادوا للتربية من جديد، وجلبوا أفواجا جديدة من الكتاكيت، أملاً بأن تشهد أسعار الدواجن تحسنا ملحوظا خلال شهر رمضان، لكن عمليات النفوق الواسعة، كلفتهم خسائر باهظة، فاقت قدراتهم.
وأشار إلى أنه وبدون تدخل الجهات المعنية، ومنح المزارعين والمربين تعويضات مناسبة، فإن الوضع سيكون صعب، ولن يتمكن معظم المزارعين من العودة للتربية من جديد.
يذكر أن معظم مزارع الدواجن في قطاع غزة هي بدائية، أسقفها وجوانبها مغطاة برقائق النايلون، ما يرفع درجات الحرارة بداخلها عند كل موجة حر.
خسائر لصغار المربين
ولم تقتصر أضرار موجة الحر المذكورة على كبار المربين، ممن يمتلكون مزارع تجارية، إذ نفقت أعداد كبيرة من الطيور والدواجن المنزلية، وحتى العصافير الصغيرة، والتي تعتاش أسر ريفية وفقيرة على تربيتها.
وبدا المواطن إياد حمزة "44 عام"، حزين وهو ينقل العشرات من الأرانب الصغيرة النافقة من داخل مزرعته المنزلية، تمهيداً لرميها في مكان بعيد.
وأكد حمزة، أنه وصل إلى أقفاص الأرانب منذ صباح الأربعاء، وبدأ برشها بالمياه، ووضع زجاجات ماء مثلج بينها، لكن كل هذا لم يمنع عمليات النفوق، التي تسارعت عند ساعات الظهيرة.
وأشار حمزة وهو عاطل عن العمل، إلى أنه أنشأ مزرعته المتواضعة، كي تدر عليه دخل يعينه في تلبية احتياجات أسرته، وحين بدأت الأرانب تنتج بصورة جيدة، وعلق آمالا عليها، أصابته الكارثة الأخيرة، حيث بلغت أعدد الأرانب النافقة أكثر من 100 أرنب، في يوم واحد، وهذه الخسارة كبيرة، يتمنى أن يتمكن من تعويضها.