الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

دعوة أمين عام الأمم المتحدة ورئيس محكمة العدل الدولية ورئيس الجمعية العمومية لزيارة غزة الأسبوع القادم!/ بقلم: سامي مشعشع

2024-03-16 08:51:26 AM
دعوة أمين عام الأمم المتحدة ورئيس محكمة العدل الدولية ورئيس الجمعية العمومية لزيارة غزة الأسبوع القادم!/ بقلم: سامي مشعشع

السيد غوتيريش عبر وبحس إنساني صادق عن غضبه وحزنه العميق تجاه مجازر الإبادة الرهيبة على أهل غزة والتي طالت، فيما طالت، وحتى اللحظة ١٦٥ من زملائه العاملين بالأونروا. 

الدول المتواطئة والدول الصامتة والدول المترددة والدول صاحبة الأقوال الطنانة والأفعال الخائبة والدول التي تعمل بخبث خلف الكواليس مع القتلة – كلهم، كلهم شركاء في الجريمة. لا أرصفة وموانئ بحرية لإمدادات غذائية تسعفهم ولا براشوتات هوجاء تشفع لهم. صواريخهم وقنابلهم وجسورهم البرية والجوية والبحرية نصرة للكيان، وإغلاقهم المعابر قسرا وتسخيرهم لأبواقهم الإعلامية وأقلامهم المأجورة.. كلها، كلها تعريهم. الإبادة تتم عبر البث الحي والشعب منتفض ومعه أيضا كثر من أصحاب الضمائر الحية في العالم قاطبة. جميعهم الآن يتطلعون إليك كأمين الأمم المتحدة العام. شئت أم أبيت فأنت "رئيس العالم"! 

وعليه أدعوك لزيارة غزة الأسبوع القادم وهاك تصور وبرنامج الزيارة!

-ترأس وفدا أمميا مصطحبا معك دينيس فرانسيس، رئيس الجمعية العمومية ونواف سلام رئيس محكمة العدل الدولية والإنسانية الرائعة فرانشيسكا البانيز، المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. توجهوا إلى معبر رفح ومنه إلى غزة والهدف المعلن هو الدخول لمنطقة تعيش إبادة فوق حصار فوق احتلال وفوق نكبة وتهجير. الهدف هو مقابلة أهل غزة والتحدث معهم والاستماع لهم. لا أكثر ولا أقل من الناحية الإنسانية الصرفة.

-تفقد مركزا تابعا للأونروا في رفح وشارك عائلة غزاوية (أو من تبقى منهم على قيد الحياة) إفطارهم الرمضاني وبما تواجد على مائدتهم ولا تسمح لمساعديك بترتيب إفطار "لائق" للتصوير وفقط لأنك ستشاركهم إفطارهم! استمع وإياهم للزنانة فوق رؤوسهم وللقصف والانفجارات والخوف واسمع منهم كثيرا كثيرا ولا تتحدث إلا قليلا!

-تفقد مركز الأونروا الأخير الذي قصف واستشهد بداخله خمسة مدنيين أحدهم زميل لك بالأمم المتحدة والآخر طفل دون سن الخامسة عشرة. تحدث مع العاملين هناك. دعهم يحدثونك عن زميلهم الذي قتل وعن مخاطر العمل. التقي بهم بعيدا عن أعين الكاميرات وطابور المسؤولين المتحلقين. اعتبرها جلسة تفريغ نفسي لهم بحضور المسؤول الأول في بيت الأمم المتحدة! تلمس ما معنى أن يفقدوا ١٦٥ من زملائهم وكثيرا من أفراد عوائلهم هم وأقاربهم.

-أصر إصرارا لا رجعة فيه عن حقك الوصول إلى شمال غزة. لا تلق بالا بالتهديدات من الأطراف المعهودة ولا تستمع لتحذيرات دائرة الأمن والسلامة التابعة لمنظمتكم (ولهم تقصيرات كبيرة) ولا تجعل الطريق البري الذي تم إنشاؤه على أشلاء ودماء الأبرياء فاصلا جنوب عزة عن شمالها يثنيك. ادخل للشمال. تفقد أهل الخيام والذين يعيشون فوق ركام منازلهم. اكسر معهم صيامهم بكسرة خبز من تبن وعلف. قم بزيارة عائلة زميل أو زميلة قتلوا قصفا أو غدرا  أو عندما انهار عليهم مبني كان يرفرف عليه العلم الأزرق! استمع لخصال هذه الزميلة أو الزميل الذي قتل ومن تركوا وراءهما وماذا كانت أحلامهما!

-قم بزيارة لأنقاض مسجد ولبقايا كنيسة ومركز ثقافي. حاول أن تلتقي مع الصحفية الشابة الشجاعة المكلومة بيسان. اللقاء معها لهو تأكيد على عشق شباب غزة للحياة ولقهرهم.

-ادخل إلى مقر رئاسة الأونروا المهدم. قف والجميع دقيقة صمت على أرواح زملائك الذين استشهدوا. ضع لبنة من الطوب في منتصف المقر وأعلن أن هاهنا سيبنى نصب تذكاري لهم وتذكار لأعظم خسارة بالأرواح للعاملين بالمنظمة منذ تشكيلها.

-أمام كاميرات العالم ادعو بصفتك الأخلاقية والسياسية والكونية إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار ولحرب الإبادة. حدد وبلغة لا تحتمل اللبس أن بناء رصيف بحري للعمل بعد ٦٠ يوما وباراشوتات عبثية وتنقيط مساعدات عبر معابر برية لا تغني ولا تسمن من جوع. أوضح للجميع أن العائلة التي معها أفطرت وتموت جوعا ببطء لن يساعدها رصيفا بحريا بعد شهرين ولا سفينة أمريكية ستصل بعد أسابيع حاملة وجبات ساخنة كـ ماكدونالدز مثلا! وأن المعابر البرية يجب أن تفتح مصراعيها الآن وحالا.

-إن مقتل ١٦٥من زملائك و٤٠٠ مدني كانوا يحتمون بمقار الأونروا هو جريمة حرب. أعلن وبوجود، رئيس محكمة العدل الدولية، أنها كذلك وأنك كسكرتير الأمم المتحدة ستشكل فريقا مختصا للتحقيق الرسمي وستقدم الملف للمحكمة ولمحكمة الجنايات الدولية أيضا. 

-أعلن من غزة أن الأمم المتحدة ستقاضي الكيان للتعويض المادي لأسر الزملاء الشهداء والتعويض المادي للدمار الممنهج لمنشآت الأونروا وغيرها من منظمات الأمم المتحدة. وأعلن من غزة بأنك ستنشر على الملأ تقرير الأونروا المكتوم المتعلق بالتعذيب والإساءة الجنسية بحق عاملي الأونروا الذين تم اعتقالهم واستجوابهم وإكراههم على تقديم اعترافات قسرية.

-أعلن من غزة أن الأمم المتحدة لن تسمح ببدائل عن الأونروا واطلب من الدول زيادة تبرعاتها لها وتلك التي حجبتها بضرورة إرجاع دعمها للأونروا واطلب من الباحثين عن بدائل لها بالكف عن ذلك وبصريح العبارة.

وأخيرا وقبل الخروج عبر معبر رفح اعقد لقاء صحفيا واعتذر فيه باسم الإنسانية لشعب غزة لخذلالننا لهم وكيف سمحنا لإبادة أن تتم وتستمر وببث حي لقرابة نصف عام.

مهما حصل أو لن يحصل ( وحتى لو منعت من الوصول للشمال) ومهما كانت نتائج زيارتك على الأقل يمكن لأبناء غزة أن يقولوا أنك قدمت لغزة وانتصرت للحق وللإنسانية ولحقهم بالحرية والخبز والحياة.

وكما يقولون بالإنكليزية:

" you at least owe them this!”