السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

نادي الأسير: الاحتلال يستخدم الأصفاد وتعصيب العيون أداة للتنكيل بالمعتقلين وتعذيبهم

2024-03-28 07:00:25 PM
نادي الأسير: الاحتلال يستخدم الأصفاد وتعصيب العيون أداة للتنكيل بالمعتقلين وتعذيبهم

 

الحدث الفلسطيني

قال نادي الأسير، اليوم الخميس، إن قضية الأصفاد "القيود"، تشكل إحدى أبرز الأدوات التنكيلية التي استخدمتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، بشكل ممنهج بحق المعتقلين، وهي جزء من الأدوات المركزية التي تعتمد عليها لإحكام السيطرة على المعتقل.

وأضاف النادي في بيان، إن الاحتلال استخدم على مدار عقود الأصفاد، كأداة للتنكيل والإذلال بالمعتقلين، وذلك منذ لحظة الاعتقال الأولى، مرورا بعمليات نقلهم.

وأكد أنه منذ بدء العدوان على شعبنا في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، برزت هذه القضية بشكل أساسي في شهادات المعتقلين، حول الكيفية التي استخدمت فيها قوات الاحتلال القيود للتنكيل بهم، وتكون أداة لتعذيبهم، وشمل ذلك كافة الفئات من المعتقلين بينهم أطفال ونساء، ومن تعرضوا للاحتجاز لساعات، ومرضى، وجرحى، ومن يعانون من إعاقات حركية، حيث استمرت عمليات تقييد بعض المعتقلين وفقًا لشهادتهم لأيام قبل نقلهم إلى مراكز التحقيق، أو المعتقلات.

ووفقًا لشهادات المعتقلين، فإن العديد منهم عانوا من انتفاخات وإزرقاق في الأيدي جراء الوضعية التي استخدمها الاحتلال خلال التقييد، من أبرزها تقييد الأيدي إلى الخلف، وإبقاء المعتقل جالسا على ركبتيه لساعات طويلة، إضافة إلى تعصيب العينين، وقد عانى المعتقلون لاحقًا من أوجاع شديدة في أجسادهم.

ولم تكتف أجهزة الاحتلال باستخدامها خلال المرحلة الأولى من الاعتقال، فقد نقل العديد من المحامين الذين أجروا زيارات للمعتقلين مؤخرا، كيف انتهجت إدارة المعتقلات استخدام الأصفاد "القيود" كأداة لإذلالهم عند نقلهم إلى الزيارة، أو عند نقل المعتقلين المرضى والجرحى إلى المستشفى، أو للعزل، أو لمعتقل آخر، حيث تتعمد تقييد الأيدي والأقدام، إضافة إلى تعصيب الأعين بطريقة مذلة.

وأكد المعتقلون في شهاداتهم، أن إدارة المعتقلات نفذت عمليات نقل لإجراء مقابلات لدى جهاز المخابرات، وأثناء ذلك ونتيجة لوضعية التقييد في الأيدي والأقدام ونقلهم بطريقة وحشية، سقط بعض المعتقلين أرضا، وأجبروا على استعادة قدرتهم على الوقوف وهم مقيدون، ومن لم يستطع ذلك كانوا يتعمدون ضربه وسحله، وقد تركزت شهادات المعتقلين حول ذلك في الفترة الأولى بعد 7 أكتوبر.

وذكر نادي الأسير أن إدارة المعتقلات بعد 7 أكتوبر تقوم بنقل المعتقل عند الزيارة وهو مقيد اليدين إلى الخلف، والقدمين، ومعصوب الأعين، ورأسه إلى الأسفل، وبعض المعتقلين طُلب منهم أن يقوموا برفع أيديهم المقيدة فوق رؤوسهم، وعند دخول المعتقل إلى غرفة الزيارة يتم إزالة العصبة، ويتم تقييد الأيدي إلى الأمام بدلا من الخلف، مع إبقاء القيود بالقدمين.

وذكر أنه عدا عن أن الأمر يأخذ من وقت الزيارة، فإن المعتقل يتحدث عبر سماعة الزيارة بصعوبة كبيرة بسبب تقييد الأيدي، ما اضطر بعضهم إلى استخدام الإشارة لتوضيح بعض المعلومات للمحامين، علما أن هذا الإجراء كان يستخدم سابقا أثناء الزيارة فقط بحق المعتقلين المعزولين، أو من تصنفهم إدارة المعتقلات حسب ادعائها بأنّهم يشكلون "خطرا".

وأوضح أن بعض المعتقلين رفضوا الخروج للزيارة بهذه الطريقة المذلة والمهينة، والتي رافقها في العديد من المرات عمليات اعتداء بمستويات مختلفة، وكانت أبرز الشهادات التي عكست ذلك من معتقلي "النقب"، الذي كان الشاهد الأبرز على عمليات تعذيب المعتقلين بعد 7 أكتوبر.

وشدد على أن إدارة المعتقلات لم تستثن الأطفال المعتقلين، ففي معتقل "مجدو" تتعمد الإدارة إحضار الأطفال بنفس طريقة التقييد التي يتعرض لها البالغون، ورغم مطالبات المحامين بضرورة فك القيود لكون الطفل لا يستطيع حمل السماعة، إلا أن الإدارة أكدت أن هذا الإجراء يستند إلى أوامر جديدة ستنفذ بحق كافة المعتقلين أثناء الزيارة.

واستنادا لروايات معتقلي غزة الذين أفرج عنهم بعد احتجازهم لفترات طويلة في المعسكرات، والتي تخضع لإدارة جيش الاحتلال الإسرائيلي، فإنه يتعمد إبقاء المعتقلين مقيدين طوال الوقت، عدا عن إجبارهم على الجلوس بوضعيات تسبب لهم مزيدا من الألم، وقد عكست العديد من صور المعتقلين الفرج عنهم إلى غزة آثار القيود على أجسادهم، وكيف أدت إلى حدوث انتفاخات في أطرافهم.

وعن شهادات المعتقلين، يقول (ع.ر) "يحضروننا لغرفة الزيارة ونحن مقيدو الأيدي والأرجل ويطلبون منا خفض رؤوسنا للأسفل، لإذلالنا، والاعتداء علينا بالضرب".

فيما تؤكد إحدى المحاميات: "تم إحضار طفلين للزيارة لغرفة المحامين بمرافقة سجانين اثنين، وكان كل منهما معصوب العينين، مقيد اليدين إلى الخلف بقيود حديدية ومقيد القدمين، وبعد دخول المعتقل إلى غرفة الزيارة تم فك العصبة وقيود اليدين من الخلف، وتقييدهما من الأمام وإبقاء قيود القدمين، وعند سؤالي عن هذه التجديدات أبلغوني بأن هناك أوامر وإجراءات جديدة مع كل المعتقلين عند خروجهم من القسم، ورفضت الجلوس مع المعتقل وهو مقيد كونه لا يستطيع حمل السماعة للحديث معي بصعوبة قصوى، وطلبت فك القيود لاستكمال الزيارة، إلا أن السجانين رفضوا طلبي، وبعد نقاش طويل، والتأكيد على أن المعتقلين أطفال، تم فكها، إلا أن ذلك كان على حساب وقت الزيارة، وبعد انتهاء الزيارة قاموا بتقييدهم من جديد بنفس الطريقة".

وتروي المعتقلة (م،ن): "تم تقييدي بقيود بلاستيكية محكمة بشدة إضافة إلى تعصيب عينيّ، وأجبروني على المشي لفترة طويلة في منطقة وعرة، وعند نقلي إلى السيارة العسكرية، شعرت بضيق شديد نتيجة للقيود وللعصبة الموجودة على عينيّ حتى كدت أن أختنق ولم أستطع التنفس".

وأكد نادي الأسير، أن عمليات تقييد المعتقلين التي تنتهجها سلطات الاحتلال تشكل انتهاكا، وشكلا من أشكال التعذيب، فعلى الرغم من أنه انتهج ذلك على مدار عقود طويلة، إلا أن الوضعيات الراهنة للتقييد غير مسبوقة بحقهم.

وجدد النادي مطالبته لكافة المؤسسات الحقوقية بتحمل مسؤولياتها اللازمة، في ضوء كثافة عمليات التنكيل والتعذيب التي يتعرض لها المعتقلون بشكل غير مسبوق بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.