السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

غزة تستضيف للمرة الأولى منذ ما قبل الحصار وفداً من مسوقي منتجات صناعاتها الخشبية في الضفة الغربية

2015-06-02 01:51:43 AM
غزة تستضيف للمرة الأولى منذ ما قبل الحصار وفداً من مسوقي منتجات صناعاتها الخشبية في الضفة الغربية
صورة ارشيفية

 

غزة - حامد جاد
 
شرعت مؤسسات محلية معنية بتنمية وتطوير التجارة البينية بين سوقي الضفة وغزة مؤخراً بإعداد الترتيبات اللازمة للقاء سيعقد اليوم "الثلاثاء" في غزة بين العديد من منتجي الأثاث المنزلي والمكتبي وتجار ومسوقين لمنتجات قطاع الصناعات الخشبية في الضفة بهدف تمكين المنتجين في غزة من استعادة زبائنهم في سوق الضفة واستئناف علاقاتهم التجارية مع مسوقين قدامى وجدد لمنتجاتهم.
 
ويأمل المشاركون من الطرفين في هذا اللقاء الذي يعد الأول منذ ما قبل الحصار المفروض على غزة أن يكون بداية تواصل فعلي بين سوقي غزة والضفة بعد انقطاع قسري بينهما دام لنحو ثماني سنوات من الحصار كما يتطلع المضيفون لهذا اللقاء لإقامة علاقة تكاملية مع شركات وتجار ومسوقين لمنتجاتهم في سوق الضفة وتعريف المستهلك هناك على ما تتمتع به منتجات مصانعهم من جودة عالية وأسعار منافسة تضاهي ما هو متوفر في سوق الضفة من المنتجات ذاتها المستوردة من الأسواق الخارجية.
 
وفي أحاديث منفصلة أجرتها الحدث مع منظمي هذا اللقاء والمشاركين فيه أشار وضاح بسيسو نائب رئيس اتحاد الصناعات الخشبية إلى أن الاتحاد كان يتطلع لدخول منتجات قطاع الصناعات الخشبية إلى سوق الضفة من خلال خيارين، الأول عبر تنظيم معرض لمنتجات الصناعات الخشبية والأثاث في الضفة أو من خلال دعوة التجار وأصحاب شركات ومعارض الأثاث لزيارة كخيار ثاني يتم من خلاله عقد لقاءات ثنائية بين المنتجين والمستوردين وصولاً إلى عقد صفقات تجارية بين الطرفين.
 
مساع لإحلال منتج غزة كبديل عن المستورد
وأوضح بسبسو أن الاتحاد عمل بالتعاون مع بال تريد كمؤسسة مختصة بتنمية وترويج التجارة على إعادة فتح سوق الضفة أمام منتجات الصناعة الخشبية دون منافسة ومزاحمة المنتجين في الضفة بل أن نعمل سوياً على إحلال الواردات لسد العجز القائم في سوق الضفة وتغطية احتياجاته من منتجات هذا القطاع بدلا من استيرادها من الاسواق الخارجية.
وقال: "هذا توجهنا لدخول سوق الضفة حيث قمنا بدراسة احتياجات هذه السوق التي تعد جزءاً من السوق المحلية، ونأمل من خلال هذا اللقاء أن يكون هناك مجال لاستئناف عودة منتجات غزة إليها بعد غياب قسري دام نحو ثماني سنوات من الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة، وذلك بالرغم من أن المؤشرات الأولية من الناحية التجارية قد تكون غير مجدية كثيراً ولكن إحلال المنتج الوطني سيكون له جدوى اقتصادية مهمة جداً على صعيد اتاحة الفرصة أمام عودة تشغيل أعداد كبيرة من العمال".
ولفت بسيسو إلى أن مبيعات قطاع غزة من الأثاث لسوقي الضفة وإسرائيل كانت قبل الحصار تقدر بتسويق حمولة 150 شاحنة شهرياً بقيمة نحو ثلاثة ملايين دولار منها كانت سوق الضفة تستحوذ على حمولة 50 شاحنة في حين أن مجمل ماتم تسويقه إلى الضفة منذ أن سمح الاحتلال قبل خمسة أشهر بدخول منتجات هذه الصناعة لم يتجاوز أكثر من 800 ألف شيكل.
 
تطلعات لاستعادة سوق الضفة
وقال في هذا السياق: "رغم محدودية العائد المادي الذي حققه منتجو الأثاث خلال الخمسة أشهر الماضية إلى أن ذلك كبداية ممكن أن يتم البناء عليها حيث نسعى للعودة لتسويق الكميات التي كنا نسوقها قبل الحصار إذ كانت مبيعاتنا للأسواق الخارجية تشكل ما نسبته 80% من مجمل طاقتنا الإنتاجية المجمدة منذ عام 2007، وما زالت إسرائيل تغلق سوقها أمام منتجاتنا لذا نأمل من هذا اللقاء العودة إلى سوق الضفة الغربية وأن نوفر للوفد الزائر كل الإمكانات اللازمة لإحياء التجارة البينية بين سوقي الضفة وغزة".
 وبين أن قطاع الصناعات الخشبية كان قبل الحصار يشغل نحو 10 آلاف عامل، وخلال فترة الحصار انخفضت قدرته التشغيلية إلى 25% ليصل عدد العاملين حالياً لنحو 2500 عامل حيث يتطلع الاتحاد لدى فتح سوق الضفة إلى أن يصل عدد العاملين في الصناعات الخشبية في قطاع غزة إلى خمسة آلاف عامل خلال السنة الأولى من استئناف العلاقة التجارية بين الضفة وغزة.
 
رسالة لمن يشتري الأثاث الصيني والتركي
فاتن زهرة مسؤولة برنامج منتدى الأعمال الفلسطيني الدولي أشارت إلى أن المنتدى سعى منذ سنوات لتنفيذ أنشطة مختلفة استهدفت تنمية وتعزيز قدرات القطاع الخاص كجسم موحد بين الضفة وغزة حيث عمل المنتدى بالتعاون مع مؤسسات تسويقية على تنفيذ مشروع مولته السويد استهدف تقوية وتمتين علاقات القطاع الخاص على المستويين المحلي والخارج وتلبية احتياجاته لافتة إلى أن هذا المشروع تم تنفيذه بالتعاون مع شركة حلول الاستشارية وبال تريد واتحاد الصناعات الخشبية وشركاء من مؤسسات غير حكومية سويدية.
وقالت زهرة: "نحاول تشجيع الاستثمار مع مؤسسات اووبية عدة ونسعى لترويج التجارة والعمل في غزة منذ نحو سنتين حيث كان لنا قبل الحصار شراكات مع مؤسسات غير حكومية تنفذ مشاريعنا في قطاع غزة، وخلال العام الماضي وتحديداً في شهر أيار زرنا غزة والتقينا مع ممثلي قطاعات إنتاجية مختلفة، حيث وجدنا أن أهم قطاع من الممكن أن نعمل معه هو قطاع الأثاث الذي كان يسوق منتجاته إلى الضفة بكميات كبيرة، لذا كان من المهم أن نساعد هذا القطاع من خلال دعم أوروبي على استعادة نشاطه وعلاقته التجارية مع سوق الضفة".
وأضافت: "وفي شهر تشرين ثاني الماضي بعد أن وافقت إسرائيل على تسويق منتجات غزة في الضفة الغربية ازداد تمسكنا واهتمامنا كفلسطينيين وكممولين سويدين لهذا المشروع كي نعمل على استنهاض قدرات هذا القطاع الإنتاجي الواعد من خلال استئناف التجارة البينية بين المنتج في غزة والمستورد في الضفة بعد انقطاع دام على مدار سنوات الحصار، لذا وجدنا أنه آن الأوان للبدء بتنفيذ هذا الهدف من خلال ترتيب زيارة لوفد المنتجين الذي يضم ممثلين عن نحو ثلاثين شركة تعمل في الضفة في مجال تسويق وبيع منتجات الصناعات الخشبية وسيتم خلال هذه الزيارة عقد لقاءات بين رجال الأعمال من الطرفين".
وأوضحت أن وفد شركات الضفة سيزور العديد من المصانع ليطلع عن كثب على الجودة العالية التي تتميز بها منتجات الصناعات الخشبية في غزة وسيكون هناك زيارات لنحو 22 شركة ومصنع من غزة لديهم القدرة التسويقية للضفة من بينهم سبع شركات لديها مساحات مناسبة لعرض منتجاتهم، وسنقوم بتنظيم لقاءات تعارف بين الطرفين بما يساعد على تنمية العلاقة التجارية بينهما.
واعتبرت زهرة أن هذه الزيارة لوفد شركات الضفة تستهدف بالدرجة الأولى العمل على إحلال حصة منتجات الصناعات الخشبية لقطاع غزة في سوق الضفة بدلاً من استحواذ المنتجات الصينية والتركية لهذه السوق، ونقول لمن يشتري الأثاث الصيني والتركي أن ما يشترونه من هذه الأسواق الخارجية متوفر في غزة.
وقالت: "هذا اللقاء يأتي في أعقاب النجاح الذي حققه اللقاء الذي نظمته بال تريد في رام الله بين منتجي ومسوقي منتجات الملابس في شهر شباط الماضي حيث التقى العديد من أصحاب مصانع الخياطة في غزة مع مسوقي الملابس في الضفة وتمكنوا من عقد اتفاقات تجارية بينهم ونحن نسعى بالتعاون مع بال تريد واتحاد الصناعات الخشبية لتعزيز علاقات التعاون التجاري بين الضفة وغزة ونفتخر بالعمل في غزة
ضمن هذا المشروع ونتطلع لمشاريع أخرى والتعاون مع قطاعات إنتاجية مختلفة.
 
رغبة في إحياء علاقات تجارية قديمة
بدوره نوه سالم السوركجي صاحب معرض ومصنع شركة زوايا في نابلس إلى أنه عمل في السابق مع قطاع المفروشات في غزة الذي يتمتع بقدرة تسويقية عالية وجودة متميزة في منتجات الأثاث والحفر والدهانات مشدداً على أهمية العودة مجدداً لاستئناف التعاون والتجارة بين الضفة وغزة.
وأعرب عن دعمه وتشجيعه لهذه اللقاءات مشيراً إلى ماتتميز به منتجات الصناعات الخشبية في غزة من قدرة تنافسية كبيرة خاصة في منتجات طاولات السفرة وغرف النوم موضحاً أن آخر مرة تعاملت شركته مع غزة كانت في عام 2001، وهناك اتفاقات وتفاهمات أولية توصل إليها مؤخراً مع العديد من المنتجين الذين التقي معهم في الخارج خلال المعارض التي تنظم في دول مختلفة.
 
ارتفاع كلفة النقل
أما ناصر عمرو من جنين فبين أنه ارتبط بعلاقات تجارية مع قطاع الأثاث في غزة منذ عام 1997 وحتى بداية الانتفاضة، واصفاً إنتاجهم بالجيد وأسعارهم بالمناسبة في حين أن أجرة النقل تعد المشكلة الأكبر التي تواجه أصحاب المعارض في الضفة لدى تعاملهم مع منتجات غزة حيث أن كلفة النقل لشحنة أثاث من تركيا على سبيل المثال تبلغ 1200 دولار بينما من غزة فتتجاوز 1500 دولار.
وأوضح عمرو أن شركته كانت تسوق كميات من منتجات الأثاث لغزة في سوق الضفة وكذلك للسوق الإسرائيلية معرباً عن أمله في استئناف تعاملاته التجارية مع غزة، سيما بعد إطلاعه على ما شهدته منتجات الأثاث في غزة من تطور ملحوظ على مستوى جودة التشطيب.
ويشارك حازم الحرباوي أحد أصحاب معارض الأثاث المنزلي عمرو الرأي بما تتمتع به منتجات صناعة الأثاث في غزة من جودة تستدعي ضرورة تعزيز التجارة البينية بين الجهتين في هذا النشاط التجاري منوهاً إلى أن المشكلة الأكبر التي تواجه العلاقة بين المنتج في غزة والمستورد تكمن في ارتفاع كلفة النقل.
 من جهته اعتبر محمد سكيك مدير برامج بال تريد في غزة أن دور بال تريد كمؤسسة مختصة في تنمية الصادرات يتمثل في أن تضع المصانع على بداية طريق العودة للأسواق التي فقدوها نتيجة الحصار، وبالتالي فإن الجهود المبذولة حالياً تشكل باكورة استئناف العلاقة التجارية بين الضفة وغزة حيث أن نجاح قطاع الصناعات الخشبية بالعودة لسوق الضفة يعني أن يكون هناك لقاءات أخرى تستهدف عودة قطاعات إنتاجية أخرى مثل قطاع الصناعات الغذائية وذلك بعد أن نجح بال تريد في شهر شباط الماضي بتنظيم لقاء الخياطين الذي أفضى لعقد اتفاقات تجارية بقيمة تجاوزت مليوني شيكل.
ونوه سكيك إلى أن عملية الاستيراد من الخارج تحتاج لفترة طويلة بينما من الممكن لشحنة أثاث منتجة في غزة أن تصل إلى الضفة خلال فترة زمنية وجيزة حيث تستغرق الشحنة لاستيرادها من الصين نحو شهرين، ومن الممكن أن يتم نقل شحنة من غزة إلى الضفة خلال بضعة أيام فقط، إضافة إلى المزايا الأخرى المتمثلة بملاءمة أسعار الأثاث المنتجة في غزة بالمقارنة مع أسعار المستوردة من الأسواق الخارجية.
وأكد سكيك على أهمية اللقاء المذكور على صعيد مساهمته بفتح آفاق جديدة بعد سنوات الحصار وإقامة علاقات جديدة مع تجار ومسوقين لمنتجات الصناعات الخشبية في الضفة عبر هذا اللقاء الذي سيكفل لكل مشارك من الضفة الغربية الاطلاع على إنتاج مصانع غزة.