الجمعة  29 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مسؤول قطري رفيع يكشف تفاصيل الوساطة بين الاحتلال وحماس

2024-04-28 08:11:58 AM
مسؤول قطري رفيع يكشف تفاصيل الوساطة بين الاحتلال وحماس

الحدث العربي والدولي

كشف مسؤول قطري رفيع، في مقابلة مع وسائل إعلام إسرائيلية، تفاصيل الوساطة التي تقوم بها قطر بين الاحتلال وحركة حماس فيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال مستشار رئيس وزراء قطر والناطق باسم خارجية دولة قطر ماجد الأنصاري، لقناة كان العبرية، إنه منذ عام 2016، لعبت قطر دورًا مهمًا بطلب من الولايات المتحدة، وتمكنت من منع حدوث تصعيد جديد، بما في ذلك ما حدث في 28 سبتمبر/أيلول. 

وأضاف: يعمل فريق التفاوض لدينا على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، والمرة الوحيدة التي لم يعمل فيها كانت عندما انهارت المحادثات، ومع كل يوم من التأخير في التوصل إلى اتفاق، تتعرض حياة الناس للخطر، ورغم ذلك نحن ندرك أن حياة هؤلاء الناس من مسؤوليتنا وتقع على عاتقنا، ولقد أعربنا عن إحباطنا من مستوى التزام الطرفين، وإننا نعيد النظر في دورنا كوسطاء نظرا لانطباعاتنا عن مستوى جدية الطرفين في التوصل إلى اتفاق.

وحول سؤال حول الجهد الذي يبذله الوفد الإسرائيلي المفاوض، قال المسؤول القطري: "نعتقد أنه يمكن فعل الكثير، ويمكن للجانبين فعل المزيد، نحن نبذل كل ما في وسعنا، ونحتاج إلى مزيد من الضغط للتوصل إلى اتفاق".

وبحسب الأنصاري، فإن "نحن بحاجة إلى التزامات من الجانبين، وأي وساطة، خاصة في الحالة التي نحن فيها، ستكون عسيرة وتبقى التنازلات ضرورية من قبل الجانبين، وكل يوم يمر دون التوصل إلى اتفاق يعرض المواطنين والأسرى في غزة للخطر".

ويرى الأنصاري، أن "هناك العديد من الاعتبارات والحسابات السياسية الضيقة لدى الجانبين، التي تؤثر على عملية التفاوض، ونحن قلنا بوضوح أشياء تتعلق بهذا الأمر، وإنه ليس وقتا مناسبا لحسابات سياسية، وهذا ليس وقت تفضيل المستقبل السياسي على حياة الأسرى الإسرائيليين والمدنيين، ونأمل أن ما يشغل بال جميع المعنيين شيء واحد فقط وهو القضية الإنسانية، كما تشغل بال القطريين.

وحول العملية العسكرية في رفح، قال، إن "كل عملية برية لها عواقب على الاتصالات الخاصة بالصفقة. لا توجد عملية عسكرية يمكن أن تتم دون المخاطرة بالمدنيين. نحن على مسافة ستة أسابيع من المجاعة في رفح. هناك إمكانية محدودة للحصول على المياه، والأطفال يموتون في الحاضنات والنساء تموت بسبب عدم إمكانية الوصول إلى مصدر للمياه النقية. إن أي عملية في رفح ستؤدي إلى كارثة إنسانية لم تحدث من قبل، وبالطبع ستكون لذلك عواقب على الوضع الميداني، وكل تصعيد ميداني يشكل خطرا جديدا".

وعن استضافة قطر لمسؤولي حركة حماس، أوضح الأنصاري، أن القرار السهل كان ببساطة أن "نرفع أيدينا ونقول إنه لا يمكن فعل أي شيء حيال الوضع، ونعتقد أن الخطأ الكبير هو ألاّ نكون وسطاء بعد 7 أكتوبر، إننا نجري مناقشات صعبة للغاية لإنهاء الصراع وإعادة المختطفين، والبديل عن ذلك هو عدم إجراء أي محادثات، وعدم إعادة المختطفين إلى ديارهم وعدم رعاية المدنيين في غزة، ودورنا كوسطاء يتطلب منا اتخاذ العديد من الخطوات، ولم نكن وسطاء سلبيين على الاطلاق".

وأضاف: عندما طلبت منا الولايات المتحدة فتح هذه القناة، كانت ثمة مخاطرة بأن تتعرض قطر لكثير من الانتقادات بسبب قيامها بهذا الدور واستضافتها حماس في الدوحة، لكن هذا ما سمح لنا بإجراء كل هذه الاتصالات، ومنذ 2016 وحتى اليوم يكمن السبب الوحيد لوجود مكاتب حماس في الدوحة، في دور الوساطة الذي نقوم به الآن، ونستغرب من المستفيدين من الوساطة والمنخرطين حاليا في المفاوضات الذين ينتقدون قطر لاستضافتها حماس، بينما هنا هو المكان الوحيد الذي يمكن أن تعقد فيه المحادثات".

وأوضح المسؤول القطري: بشأن المساعدات المرسلة إلى غزة، وكما قلت، لم نكن أبدا وسطاء سلبيين، في كل وساطة ناجحة شاركت فيها قطر - قمنا بتمويل السلام والاستقرار، ولكن هذا شيء لم يحدث - لا يوجد سلام ولا استقرار، كل هذه المساعدات كانت ضمن آلية تحت إشراف إسرائيلي شامل، كل شيء خضع للفحص الإسرائيلي، بما في ذلك أسماء العائلات التي حصلت على 100 دولار شهرياً كجزء من المساعدات، كل الأسماء مرت بفحص إسرائيلي.

وأشار إلى أن قطر تشعر بالصدمة "من أن بعض كبار المسؤولين، الذين عملوا وأحيانا جاءوا إلى الدوحة لإقناع قطر بزيادة المساعدات أو مواصلة المساعدات، يتهمون قطر الآن بإرسال أموال إلى حماس، هذه الأموال خضعت للسيطرة الإسرائيلية، الأموال فعليا تم تمريرها إلى إسرائيل لدفع ثمن الوقود، وكانت تمر عبر إسرائيل ومن هناك إلى غزة، وقد تم تدقيق المساعدات من قبل المنظمات الدولية حتى لا يتم تحويل كل الأموال إلى مكان آخر، وإن انعدام الأمن هنا ليس بسبب إرسال المساعدات المالية إلى غزة، وإنما بسبب عدم الالتزام من كلا الجانبين".

وعن إجراء مقابلة مع وسيلة إعلام إسرائيلية لأول مرة بهذا الشكل، قال المسؤول القطري: "قطر دولة محبة للسلام. ولطالما آمنا بالسلام والحوار والوقوف إلى جانب أصدقائنا وشركائنا. وينبع الكثير من المعلومات المضللة من عدم إدراك من نحن وماذا نفعل".