الحدث الفلسطيني
كشفت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية أنه حتى مع وجود غزة تحت الحصار، فإن وكالات التنمية الدولية اجتمعت مع المصالح التجارية في الشرق الأوسط ومخططي المدن لرسم مستقبل اقتصادي جديد للقطاع.
وقالت الصحيفة إنه عُقد اجتماع في شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي وسط لندن، ضم أكثر من 20 شخصية من مؤسسات مؤثرة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة، للتخطيط لإعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية الطويلة المدى في غزة.
وأضافت أن أعضاء المؤسسات الدولية ناقشوا كيفية تحويل غزة من مكان تحدده العزلة والفقر إلى مركز تجاري متوسطي يركّز على التجارة والسياحة والابتكار، مما يؤدي إلى ظهور طبقة متوسطة.
واقع جديد
وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن المجموعة ضمت مسؤولين كبارًا من وكالات التنمية الاقتصادية الأمريكية والأوروبية، ومديرين تنفيذيين من شركات التمويل والبناء في الشرق الأوسط، وشريكين من شركة الاستشارات الدولية “ماكينزي آند كومباني”، ومدير عام المنتدى الاقتصادي العالمي.
أما الخطة المقترحة فقد كانت بعيدة كل البعد عن الواقع المرير الذي يواجه غزة اليوم. حيث تم تخيل تحويل غزة إلى واقع استثماري جديد، عبر جلب عشرات المليارات من الدولارات، لكن بعد حسم الأمور السياسية المتعلقة بمن سيسطر على غزة.
وتعرضت غزة لقصف متواصل من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وتحوّلت المدن والمؤسسات إلى أنقاض، وقُتل عشرات الآلاف من الأشخاص، وواجهت العائلات الجوع والخوف والحزن.
ومن بين المشاركين هاشم الشوا رئيس مجلس إدارة بنك فلسطين وهو بنك تجاري، وسامر خوري الرئيس التنفيذي لشركة اتحاد المقاولين الدولية وهي شركة إنشاءات تعمل في مشاريع كبرى في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ومحمد أبو خيزران عضو مجلس إدارة مجموعة المستشفيات العربية وهي شركة تقدم الخدمات الطبية في الضفة الغربية.
وقال أبو خيزران في مقابلة صحفية “بمجرد أن بدأت الحرب، بدأت أنا وفريقي في تطوير خطة لبناء منشأة في غزة بعيد انتهاء الحرب”.
ربط غزة بالعالم
وأكد المشاركون في الاجتماع أن مجرد رسم مستقبل أكثر ازدهارًا لقطاع غزة وسكانه، يحمل قيمة لأنه يمكن أن يمهد الطريق للمشاريع بمجرد أن تصبح الظروف السياسية مناسبة.
وقال كريس تشوا، مؤسس ومدير شركة “أوتكوميست”، وهي شركة لندنية تصمم مشاريع تنمية حضرية واسعة النطاق، وأحد الدعاة الأوائل للمجموعة “إننا نقترح ربط غزة بالعالم على المدى الطويل”.
وأوضحت المجموعة أن العمل الأكثر إلحاحًا هو توصيل الغذاء والماء والرعاية الصحية والمأوى الطارئ لسكان غزة، الذين يواجهون الآن الكارثة، لكن التركيز الأساس لخطتهم ينصب على إعادة البناء التي ستتكشف على مدى العقود التالية.