الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هستيريا وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن احتجاجات الجامعات الأمريكية

2024-05-02 08:34:35 AM
هستيريا وسائل الإعلام الإسرائيلية بشأن احتجاجات الجامعات الأمريكية
من الاحتجاجات داخل الجامعات الأمريكية

ترجمة الحدث

نشرت مجلة 972mag، مقالا للكاتبة عنات ساراجوستي، حول الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين داخل الجامعات الأمريكية والتي ارتفعت وتيرتها خلال الأسبوعين الأخيرين. 

وجاء في المقال الذي ترجمته الحدث: 

لقد مر وقت طويل منذ أن رأينا تغطية إخبارية ضحلة مثل تغطية وسائل الإعلام الإسرائيلية للمظاهرات المؤيدة لفلسطين في حرم الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة.

في مقطع تم بثه في 24 أبريل/نيسان، على سبيل المثال، عرضت يونا ليبزون من القناة 12 العبرية لقطات للاحتجاجات خارج حرم جامعة كولومبيا. رأى المشاهدون مجموعة من الأشخاص وهم يهتفون "بضرورة حرق تل أبيب"، ومتظاهر "ملثم" وحيد يحمل لافتة تحمل بيانًا "معاديًا للسامية"، وكان المعنى الضمني واضحا: هؤلاء الأفراد يمثلون جميع المتظاهرين، والحركة المؤيدة لفلسطين برمتها غير شرعية.

كما قدمت نيريا كراوس، مراسلة القناة 13 في نيويورك، تقاريرها من حرم جامعة كولومبيا، وفي تغطيتها، استخدمت ثلاثة مصطلحات بشكل متكرر: “المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين”، و”المظاهرات المناهضة لإسرائيل”، و”المظاهرات المعادية للسامية”. وكانت الرسالة، مرة أخرى، واضحة: أن تكون مؤيدًا للفلسطينيين أو معاديًا للاحتلال الإسرائيلي يعني أنك معادٍ للسامية.

عندما ذهب جيل تمري، أحد كبار المعلقين في القناة 13، ليشرح للمذيع أودي سيغال أن هذه لم تكن مظاهرات معادية للسامية بل مظاهرات مناهضة للاحتلال الإسرائيلي، تم قطع تمري في منتصف الجملة وانتقل سيغال للحديث عن موافقة الكونغرس على مشروع قانون حزمة من المساعدات العسكرية الأمريكية لجيش الاحتلال. 

وفي البرنامج الحواري اليومي الذي يقدمه رافيف دراكر بعنوان “منطقة الحرب”، والذي يُبث أيضًا على القناة 13، وصفت البروفيسور ريفكا كارمي، الرئيسة السابقة لجامعة بن غوريون، الاحتجاجات بأنها “معادية للسامية” – مرة أخرى، دون تقديم أي سياق.

إن الخلط بين هذه المفاهيم يخلق شعورا بين الإسرائيليين بأن اليهود يتعرضون للاضطهاد على نطاق واسع في مدينة نيويورك، إنه يشير إلى أن مراسلي الأخبار الإسرائيليين الذين يقفون عند مدخل حرم مانهاتن الجامعي هم في مهمة جمع معلومات ذات "أهمية وطنية"، حيث يقومون بالتغطية من خلف "خطوط العدو" وينظرون إلى "النواة الفاسدة للكراهية ضد اليهود".

وهذا هو نفس النظام الإعلامي الذي أهمل تمامًا، منذ ما يقرب من سبعة أشهر، واجبه الأساسي في أن يُظهر للمشاهدين والمستمعين والقراء لدى الاحتلال الإسرائيلي ما يفعله جيشهم بالفلسطينيين في غزة. 

وحدهم الإسرائيليون الذين يختارون استهلاك وسائل الإعلام الأجنبية يدركون أن الاحتجاجات التي يقودها الطلاب هي مؤشر على موجة ضخمة ومنتشرة بسرعة من المظاهرات تضامناً مع الفلسطينيين وضد إسرائيل والسياسة الإسرائيلية في غزة، وليست انفجاراً لا يمكن تفسيره لمعاداة السامية.

هناك ارتباط وثيق بين الرقابة الذاتية الصارمة التي تمارسها وسائل الإعلام الإسرائيلية في تغطيتها للدمار في غزة، وتأطير المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في الولايات المتحدة باعتبارها معادية للسامية، وببساطة، أولئك الذين لا يدركون ما تفعله إسرائيل في غزة لا يمكنهم فهم رد فعل أولئك الذين يدركون ذلك.

وباستثناء قراء صحيفة هآرتس، وعدد قليل من الآخرين الذين يتعاملون مع مواقع إخبارية مستقلة متخصصة، فإن الغالبية العظمى من الإسرائيليين لن يكون لديهم أي وسيلة لرؤية ما فعلته إسرائيل بغزة خلال الأشهر الستة والنصف الماضية ما لم يتعمدوا الذهاب إلى هناك. ولا يظهر لهم الأطفال الموتى أو آلاف الأيتام، ولم تظهر لهم الجثث التي تم انتشالها من تحت الأنقاض، ولا يظهر لهم الجوع أو فقدان الدواء والماء.

الإسرائيليون لا يرون إلا ما يريد جيشهم منهم أن يروا، وما لا يضعف "الروح المعنوية الوطنية"، والحقيقة أن المعظم منشغل بهجوم 7 أكتوبر والرهائن الـ 133 الذين ما زالوا يقبعون في غزة، ويأتي هذا التركيز على حساب أي اهتمام بالكارثة المستمرة بحق الفلسطينيين، والعالم يرى تلك الكارثة.

بينما تظهر الصور من غزة ليلة بعد ليلة على وسائل الإعلام في جميع أنحاء العالم، يتصاعد الغضب وتندلع الاحتجاجات ضد إسرائيل وهجومها، وهذا الغضب له ما يبرره. ومن المشروع أن نتساءل لماذا قُتل هذا العدد الكبير من الأطفال، ومن المشروع المطالبة بإنهاء الحرب، ومن المشروع الدعوة إلى إنهاء الاحتلال وتوفير الحرية للفلسطينيين.

إن تركيز الصحافة الإسرائيلية الحصري على يوم 7 تشرين الأول (أكتوبر) أدى فعلياً إلى إخراج ذلك اليوم من سياقه، فضلاً عن الهجوم الإسرائيلي الذي تلا ذلك. ومع ذلك، على المستوى الدولي، أعادت تلك الأحداث نفسها سياق النضال الفلسطيني -الاحتلال والحصار والنكبة- إلى الساحة العالمية، إذ يرى العالم أن إسرائيل تعيث الدمار في جميع أنحاء قطاع غزة، وهو جهد تقوده مجموعة من الوزراء اليمينيين المتطرفين والمؤيدين للضم الذين يدعون الآن إلى إعادة احتلال القطاع .

وهذا هو السياق الذي تنتشر فيه هذه التظاهرات في حرم الجامعات الأميركية، ويمكننا أن ننظر بعيدًا ونقول: بتسلئيل سموتريتش ليس دولة إسرائيل، وكذلك إيتامار بن جفير، وكذلك أوريت ستروك، وكذلك بنيامين نتنياهو.

الأمر المذهل هو أن كل المطالب والشعارات التي تم التعبير عنها في معسكرات الكليات تم التعبير عنها في إسرائيل منذ عقود - في هتافات احتجاجية في الشوارع، ومقالات افتتاحية، ودراسات أكاديمية، ومناظرات، وحلقات نقاش لا نهاية لها تُبث على شاشات التلفزيون والإذاعة. ليست أي من حجج الطلاب جديدة على الخطاب الإسرائيلي، وحتى الانتقاد الصريح للصهيونية موجودة في أوساط اليسار اليهودي المتطرف، إلى جانب المواطنين الفلسطينيين، طوال معظم فترة وجود الدولة.