الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"فورين بوليسي": مع بدء حفلات التخرج الجامعية في أميركا.. ماذا يجب على الطلاب المحتجين فعله؟

بقلم: ستيفن إم والت

2024-05-08 07:03:09 AM
ستيفن إم والت

مجلة "فورين بوليسي" تنشر مقالاً للكاتب بقلم ستيفن إم والت، وهو أستاذ في العلاقات الدولية في جامعة هارفارد الأميركية، تحدث فيه عن ما يجب على الطلاب الجامعيين، الذين يحتجّون منذ أسابيع ضد الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزّة، والتمويل الأميركي لها، فعله مع بدء حفلات التخرج.

أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية بتصرف:

حرم الجامعات في جميع أنحاء الولايات المتحدة اجتاحتها المظاهرات الطلابية، ومعسكرات من الخيام غطت الساحات العامة فيها. ويحتج المتظاهرون على حرب "إسرائيل" على غزة، وعلى الدعم الأميركي لها، ويطالبون بوقف فوري لإطلاق النار، ويطالبون أحياناً الجامعة بالتخلي عن أي استثمارات في "إسرائيل" والنأي بنفسها.

ويجد مديرو الجامعات أنفسهم الآن عالقين بين الطلاب والمانحين الغاضبين، والجماعات ذات النفوذ في اللوبي الإسرائيلي، وأعضاء الكونغرس الكاذبين، وأعضاء هيئة التدريس الذين يشعرون بالقلق من تعرض العناصر الأساسية للحرية الأكاديمية للخطر.

أتعاطف مع الطلاب هنا، وهذا لا يعني أنني أتفق مع كل ما فعلوه أو ما قاله عدد قليل منهم. لكن من الواضح أنّ الغالبية العظمى من المشاركين، لا تحركهم معاداة السامية بل التعاطف مع محنة سكان غزة المحاصرين، والاشمئزاز من الدعم الذي تواصل الولايات المتحدة تقديمه لـ "إسرائيل"، والرغبة في دفع قضية السلام.

ومن المثير للاستغراب والسخرية والانزعاج، أن منتقدو الطلاب منزعجون من تصريحات بعض الطلاب، أكثر من القتل العشوائي لخمسة وثلاثين ألف فلسطيني والإبادة الجماعية في غزّة.

فهل ستحقق هذه الحركات الاحتجاجية أهدافها المختلفة؟ لا أعرف. وبعد أن نجحوا في تركيز الاهتمام على أعمال "إسرائيل" الإجرامية، والتواطؤ الأميركي، فإنني أشعر بالقلق من أنهم قد يتصرفون الآن بطرق تؤدي عن غير قصد إلى تقويض التعاطف والدعم الذي اكتسبوه، وخاصة الآن بعد أن أصبحت احتفالات التخرج في الكليات والجامعات على وشك البدء.

إليكم نصيحتي للطلاب الذين يحاولون جعل جامعاتهم والولايات المتحدة بشكل عام، تولي اهتماماً أكبر بالحقوق الفلسطينية والنأي بنفسها عما تفعله "إسرائيل": 

أولاً، لا تنس أبداً أنك تحاول كسب الأشخاص الذين لم يتخذوا قرارهم بشأن القضية بعد. فمن غير المحتمل أن تقنع صهيونياً متعصباً بتغيير وجهات نظره، مثلما أنّه من غير المرجح أن يغير وجهات نظرك. لكن الأشخاص الذين لم يتخذوا قرارهم بعد، عادة ما ينجذبون إلى الحقائق والمنطق والعقل والأدلة. ومن خلال تجربتي، فإنّهم ينفرون من الغضب والفظاظة والتعصب، وخاصة من قبل أي شخص يتدخل في رغبتهم في معرفة المزيد. ومثلاً، عندما كنت ألقي محاضرات عامة حول اللوبي الإسرائيلي قبل 15 عاماً، كان من المفيد دائماً أن يبدأ أحد الحضور بالصراخ في وجهي أو توجيه هجمات شخصية. لماذا؟ لأن بقية الجمهور رأوا أن هذا السلوك وقح وغير مدعوم بأي شيء قلته، وبالتالي خلصوا إلى أنني ربما كنت على حق.

ثانيًا، عليك أن تدرك أنك تواجه مجموعة من المعارضين الممولة جيداً، والمنظمة، والتي تتمتع بإمكانية الوصول إلى كل من وسائل الإعلام الرئيسية ووسائل التواصل الاجتماعي، الذين سوف يستخدمون أي أخطاء ترتكبها أو تصريحات مليئة بالكراهية أو تعبيرات عن الغضب لمحاولة تشويه سمعة الحركة بأكملها. إذا لم ينجح ذلك، فسوف يختلقون الأشياء. وبالتالي، فمن المنطقي عدم التصرف بطرق تعطي الطرف الآخر المزيد من الذخيرة.

ثالثًا، عندما يحين وقت بدء احتفال التخرج، سيكون من الخطأ تعطيل الإجراءات، كي لا ينقلب الحاضرون عليك. معظم الطلاب والأسر الذين سيحضرون هناك ليسوا منخرطين في هذه القضايا مثلك، والعديد منهم قد لا يكون لديهم رأي متعاطف بشأن الحرب على غزّة. سيكون معظم الطلاب في بداية الدراسة للاحتفال بإنجازاتهم الخاصة، وهؤلاء الناس سوف يغضبون من أي شخص يجعل من المستحيل عليهم أن يقيموا هذا الاحتفال. نعم، إنّ إزعاجهم لا يقارن بما يعانيه الفلسطينيون، لكن هذا ليس بيت القصيد. الهدف هو محاولة جلب أكبر عدد ممكن من الأشخاص إلى جانبك، وليس تنفير أي شخص قد يدعم ما تحاول تحقيقه.

إذاً، البس الكوفية إذا شئت، ولا تتردد في الصراخ "وقف إطلاق النار الآن" وأنت تعبر المنصة لتسلم شهادتك، لكن لا تمنع الآخرين من دخول الحفل، ولا تجعل من المستحيل سماع المتحدثين في حفل الافتتاح، ولا تخلق بيئة تجعل الحاضرين غاضبين منك، بدلاً من الغضب حوّل ما يحدث في غزة.

إنّ إثارة غضب الأشخاص الذين تحتاج إلى دعمهم ليس من الحكمة، لأن زملائك الطلاب وعائلاتهم لن يغضبوا من الرئيس جو بايدن أو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إذا أفسدت تخرجهم، بل سوف يغضبون منك، وهو ما يأمله الطرف الآخر.

المصدر: الميادين