الحدث العربي والدولي
على طريقة كل لبيب بالإشارة يفهم، حاول المدير الفني لمانشستر سيتي، بيب غوارديولا، التعبير عن رأيه بكل جرأة وشجاعة في النفاق العالمي الحالي، أو صمت العالم ودعمه المطلق للظالمين ومجرمي الحروب على حساب المظلومين والمقهورين في الأرض، وذلك في حديثه مع الصحافيين على هامش مواجهة فولهام لحساب الجولة قبل الأخيرة من الدوري الإنكليزي الممتاز.
وعندما سُئل الفيلسوف الكاتالوني عما إذا كان من الممكن أن يتولى إدارة اللعبة لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، أجاب مازحا في البداية: “أنا؟ بالطبع لا. لا أحب ربطات العنق، فقط أحب الأحذية الرياضية، لا لا. أنا شخص لا أحب الاجتماعات وحفلات العشاء الليلة وهذا النوع من الأشياء، لكن إذا طلبوا مني النصيحة، فسوف أقدمها، لكني لا أعتقد أن هذا الأمر سيحدث”.
وأضاف: “سأدافع عن فريقي عندما يتعرض للانتقادات، لأن لدي مصالح مع الفريق، مثلما لكل شخص دوره، وأنت كصحافي وجميع المؤسسات والمنظمات المعنية بكرة القدم، تفعلون نفس الأمر الذي يتماشى مع مصالحكم، ولكن هل الناس يشكون من ذلك؟ يمكنهم أن يشتكوا من أشياء أخرى كثيرة لأن هذه مصالحهم الخاصة”.
وفي نهاية تعليقه، صدم الجميع قائلا: “هذا العالم مليء بالظلم، كل شخص ينظر لمنزله فقط ويغض بصره عن ما يحدث لجاره. أنظر لما يحدث اليوم حول العالم، ونحن نجلس هنا لا نفعل لهم شيء، الظلم أمامك، أنت تشاهده بدون أي ردة فعل، ويوما ما سيأتي إلينا”.
وفسرت العديد من المؤسسات الإعلامية العربية ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، تلك الكلمات من غوارديولا، على أنها رسالة دعم وتعاطف مع ضحايا العدوان الإسرائيلي الغاشم على سكان قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الماضي، خاصة وأنها تحمل بعض المصطلحات التي تستخدمها ابنته ماريا، والتي بدورها لا تكل ولا تمل من إعادة نشر محتواها الثائر على الصمت العالمي على ما يحدث في غزة من إبادة جماعية غير مسبوقة في العصر الحديث.