الحدث للأسرى
تمكنت الوحدة القانونية في هيئة شؤون الأسرى والمحررين قبل يومين، من زيارة عميد الأسرى محمد الطوس في سجن ريمون، بالاضافة الى الأسيرين مراد أبو الرب وطاهر صالح، والذين تحدثوا عن معاناتهم ومعاناة كافة الأسرى في السجن، مركزين على الأسرى المرضى، الذين تتجاهل ادارة السجن مرضهم وظروفهم، وتمارس بحقهم الجريمة المنظمة، بتركهم فريسة للمرض وعدم تقديم العلاج والأدوية لهم.
وتحدث عميد الأسرى محمد الطوس " أبو شادي " المعتقل منذ عام ١٩٨٥ والمحكوم بالسجن المؤبد عن الظروف العامة في السجن، حيث وصفها بأنها أسوأ ما يمكن، ولم يشهدها منذ اعتقاله قبل اربعين عاماً، حيث كل أشكال العقوبات والحرمان مفروضة عليهم، والتي طالت كل تفاصيل حياتهم.
وفيما يتعلق بحالته الصحية، أوضح الطاقم القانوني أن معاناته من ضعف النظر والرؤية تضاعفت، حيث عانى من مشكلة بالشبكية قبل عامين، وكان يخضع لبرنامج علاجي، ولكن ادارة السجن أوقفته منذ اندلاع الحرب، وحرمته من اكمال علاجه، مما احدث تراجع في كلا عينيه وأصبح لا يرى أمامه الا من مسافات قريبة جداً.
وأكد الأسير مراد أبو الرب المحكوم أربع مؤبدات، أن الحالات المرضية المعقدة في السجن طالها العقاب وشملها الحقد والتطرف والعنصرية، حيث أشار الى أنه يتواجد في الغرفة التي يحتجز بها أربعة أسرى يتنفسون بواسطة أجهزة ومزودات التنفس الاصطناعي، وهم: خليل براقعة، عساف زهران، سامر حشاش، اسعد زعرب، كما تحدث عن انتشار واسع للأمراض الجلدية في صفوف الأسرى، نتيجة الحرمان من المعقمات ومواد التنظيف وشح الملابس والاغطية، وفيما يتعلق بالحالة الصحية للأسير أبو الرب فإنه كان من المفترض أن يخضع لعملية في أنفه بسبب كسر لحظة اعتقاله، ولكنه حرم من ذلك بسبب اجراءات التصعيد بعد الحرب.
وتحدث الأسير طاهر صالح المعتقل إداري منذ أربع سنوات عن حالته الصحية الصعبة، اذ تعرض لوعكة مفاجئة قبل شهرين تمثلت في وجع شديد بالرأس والصدر أفقده الوعي، واستيقظ من هذه الحالة بعد تدخل طبيب السجن الذي باشر بالضغط على صدره، ونتج عن الوعكة شلل في الجهة اليسرى من الجسد، وأصبح غير قادر على تحريك الفك والذراع والساق وفيهم ألم شديد ومستمر، ولا يستطيع المشي أو استخدام الحمام ويتنقل على كرسي متحرك بمساعدة الأسرى، ويعاني من خلل في الذاكرة والتركيز، ومؤخرا أصبح يحرك فكه بعد حصوله على دواء للاعصاب، وبالرغم من كل ذلك لم يحول للمستشفى وتم الاكتفاء بهذا العلاج، علماً أنه تم ابلاغه من قبل طبيب عيادة السجن بحاجته لجلسات علاج بالكهرباء لإحياء الأعصاب.
وتحذر الهيئة من تصاعد جريمة الاهمال الطبي بهذا الشكل وبهذا النهج، التي تهدد حياة العشرات والمئات من الأسرى المرضى، حيث أن الواقع الصحي يتطلب تدخل دولي عاجل، وأن استمرار حرمان المرضى من العلاج والادوية يضعهم في دائرة الخطر الحقيقي، تحديداً وإن السجانين يفتقدون لكل مقومات الإنسانية، ويستغلون الأحداث الخارجية لمضاعفة الأوجاع والآلام والأمراض في صفوف الأسرى.