الإثنين  25 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث": مزارعون يكتشفون...أراضي بلدة الشوكة كنز خصب لزراعة محصول العنب

2015-06-04 11:05:51 AM
متابعة
صورة ارشيفية
 
الحدث- محمد مصطفى
 
قبل أكثر من خمس سنوات، بدأت أولى التجارب لزراعة محصول العنب في بلدة الشوكة الزراعية الواقعة شرق مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، وسط تكهنات عديدة بعدم نجاح التجربة، نظراً للفكرة السائدة لدى معظم المزارعين، بأن أراضي البلدة لا تصلح إلا لزراعة اللوزيات والزيتون والحمضيات.
 
لكن التجارب الرائدة في زراعة هذا المحصول، حققت نجاحات كبيرة، لم يتوقعها حتى أصحاب الفكرة أنفسهم، وأكثر من كانوا يتشجعون لها، فاكتشف الجميع أن أراضي البلدة من أخصب الأراضي في قطاع غزة، وأكثرها صلاحية لزراعة للعنب، فتوسعت الزراعة عام بعد عام، حتى أضحت معظم أراضي البلدة مزروعة بهذا المحصول.
 
وما هي إلا سنوات معدودة، حتى أدخلت تحسينات وتعديلات كبيرة على زراعته، وتم جلب ما بعرف بـ"العنب البناتي"، الخالي من البذر، والذي ينضج بعد منتصف شهر مايو /أيار من كل عام، خلافاً للعنب العادي، والذي لا يبدأ نضوجه قبل أواسط تموز.
 
زراعة واعدة
ويقول المزارع إبراهيم جراد، إنه كان متردداً في بداية الأمر بزراعة أرضه بمحصول العنب، لكنه وحين شاهد بأم عينه النجاح الكبير الذي حققته زراعته غير رأيه، وبدأ بالتفكير جديا بالأمر.
 
وأوضح لـ"الحدث"، أن الأمر في البداية مكلف، فالعنب شجرة تختلف زراعتها عن غيرها، فهي بحاجة إلى تجهيزات خاصة، عبارة عن منصات حديدية على شكل حرف"V"، باللغة الانجليزية، متصلة بأسلاك معدنية، لتشكل ما يشبه المظلات، لتتسلق عليها أغصان العنب.
 
وبين جراد أنه انتهى من زراعة أرضه، وجهزها بكل ما تحتاجها، واعتنى بأشجاره أربع سنوات متتالية، حتى بدأت تنتج قطوف العنب الناضجة، مبيناً أن الاستفادة من العنب تكون مرتين في العام، الأولى بقطف أوراقه الناضجة وبيعها في الأسواق، فهي أكلة شعبية فلسطينية، والاستفادة الثانية ببيع القطوف الناضجة، والتي تتلقفها الأسواق الغزية.
 
مستقبل زاهر
من جانبه أكد منصور بريك، رئيس بلدية الشوكة شرق مدينة رفح، أن بلدته بدأت تخطو خطوات واعدة وسريعة نحو التوسع في زراعة العنب، وهناك آمال كبيرة معقودة على هذا المحصول، بأن يحقق اكتفاء ذاتي لدى سكان القطاع، ومن الممكن مستقبلاً أن تبدأ البلدة بتصدير محصول العنب للخارج.
 
وأوضح بريك في حوار مع "الحدث" أن ثمة مشاريع زراعية واعدة لتخضير البلدة التي تعرضت أراضيها للتجريف والتخريب من قبل الاحتلال، وسيتم التركيز على زراعة العنب، كما أن البلدية وضمن خطتها الإستراتيجية للخمس سنوات القادمة، وضعت في حسبانها العمل على التوسع في زراعة العنب، وكذلك فإن الهيئات الزراعية المحلية، تشجع المواطنين على التوسع في زراعة هذا المحصول، بعد أن أثبتت كل التجارب صلاحية أراضي البلدة لزراعته.
 
وأكد بريك لـ"الحدث" على أن المزارعين في البلدة يمتلكون خبرة عالية في الزراعة، لكن ونظراً لأن زراعة العنب جديدة، فهم بحاجة لاكتساب خبرات عالية في هذا المجال، من خلال دورات يتلقونها على يد خبراء في هذا المجال، سواء كانت داخل قطاع غزة أو خارجه.
 
ونوه إلى أن نجاح زراعة العنب في بلدة الشوكة يحمل أبعاد هامة، ليس لسكان البلدة فحسب، بل لعموم قطاع غزة، فمنذ عقود طويلة تعرف منطقة الشيخ عجلين جنوب مدينة غزة، على أنها أفضل مناطق القطاع لزراعة العنب، وبها كروم ممتدة منه، لكن هذه المناطق الزراعية باتت مهددة، بعد التغول العمراني عليها، لذا أضحى من الضروري توفير بديل لهذا المحصول، وكانت بلدة الشوكة البديل الأفضل، ومن المهم الاهتمام بها على كل المستويات.
 
وأراضي البلدة المذكورة تمتد من الحدود المصرية جنوبا وحتى مشارف مدينة خان يونس شمالا، بعمق يتراوح ما بين 3-5 كيلو مترات، وهي منطقة زراعية بامتياز، أراضيها خصبة، وتعتبر من أهم السلال الغذائية التي تمد أسواق القطاع بالخضروات والفواكه المتنوعة.