الحدث العربي والدولي
أكد مصدر فلسطيني رفيع المستوى، السبت أن نقاشا دقيقا ومفصلا تجريه الولايات المتحدة ومصر والسلطة الفلسطينية والاحتلال حول حواجز قطاع غزة، موضحا أن النقاش يدور حول إدارة فلسطينية رسمية للحواجز مع إمكانية وجود طرف ثالث بتوافق مصري فلسطيني.
وأبلغ المصدر وكالة أنباء العالم العربي (AWP) بأن الحديث يدور في الأساس حول حاجزي كرم أبو سالم ورفح في جنوب قطاع غزة، بالإضافة إلى حواجز أخرى في شمال القطاع، وذلك بهدف تسهيل دخول البضائع والمساعدات الإنسانية إلى القطاع وحركة الأفراد منه وإليه.
كما أضاف أن النقاش يجري بشكل دقيق ومفصل حول إعادة تفعيل اتفاقية الحواجز الموقعة بين السلطة الفلسطينية والاحتلال عام 2005، والتي تتضمن تفاصيل متعلقة بعمل حواجز غزة.
وجرى توقيع اتفاقية الحواجز في 15 تشرين الثاني 2005 بوساطة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وذلك بعد انسحاب الاحتلال من قطاع غزة في آب من ذلك العام، بهدف تنظيم الحركة والوصول إلى القطاع وتعزيز حرية الحركة والتنقل للفلسطينيين وتسهيل التجارة وتنمية الاقتصاد الفلسطيني.
وتتضمن الاتفاقية عدة بنود من بينها أن يكون حاجز رفح بإدارة فلسطينية مصرية وبإشراف طرف ثالث وهو الاتحاد الأوروبي، على أن يكون المبعوث الأميركي مراقبا على التنفيذ، وكذلك حاجز كرم أبو سالم المخصص لنقل البضائع من الضفة والاحتلال إلى غزة وخروجها من القطاع أيضا.
أما فيما يتعلق بحاجز رفح، أشار المصدر إلى أن هناك عدة طروحات تتعلق بعمل الحاجز لم يجر التوافق على أي منها حتى اللحظة، لكنه قال إن هناك مسارا فلسطينيا مصريا يشدد على ضرورة انسحاب جيش الاحتلال بشكل كامل من الحاجز ومحيطه.
وأضاف أن الاتفاق المرجعي في تسلم حاجز رفح سيكون على غرار تسلم الهيئة العامة للحدود والمعابر لهذا المعبر في نهاية 2017 إبان اتفاق المصالحة مع حماس عندما عادت السلطة الفلسطينية للعمل هناك.
كما لفت إلى أن هناك تفاهما أميركيا مصريا فلسطينا حول عودة السلطة الفلسطينية في البداية إلى حاجز كرم أبو سالم من جانب غزة لمتابعة إدخال شاحنات الإغاثة وتبادل البضائع إلى القطاع، بينما لم يتم بعد تحديد موعد محدد لإعادة عمل حاجز رفح لحركة الأفراد.
لكن المصدر الفلسطيني ربط بين نجاح المفاوضات في التوصل لتهدئة في قطاع غزة وتشغيل حاجز رفح لحركة الأفراد، مضيفا أنه جرى استبدال بوابة صلاح الدين الخاصة بالبضائع بشكل "مؤقت" ليحل محلها كرم أبو سالم وفق التفاهم الأميركي المصري الفلسطيني.
وكانت الرئاسة الفلسطينية قالت أول أمس الجمعة إنه على ضوء الاتصالات الرسمية التي جرت مع مصر، فقد تم الاتفاق على إدخال المساعدات الإغاثية إلى قطاع غزة عبر حاجز كرم أبو سالم بشكل مؤقت، وذلك إلى حين الاتفاق على تشغيل الجانب الفلسطيني الرسمي لحاجز رفح.
وتزامن بيان الرئاسة الفلسطينية مع الاتصال الذي جرى بين الرئيسين المصري عبد الفتاح السيسي والأميركي جو بايدن الجمعة، والذي أعلنت القاهرة بعده عن تحويل المساعدات الإغاثية لتدخل عبر كرم أبو سالم بدلا من حاجز رفح مؤقتا.
وتوقع المصدر أن تستمر هذه النقاشات في المستقبل القريب، مع التركيز على ضمان انسحاب جيش الاحتلال من الحزاجز وتحقيق اتفاق مستدام يضمن عملها دون تعطيل.