الحدث- الأناضول
ليس ثمة ما يجمع الحكومة والمعارضة الإسرائيلية أكثر من المقاطعة الغربية لدولة الاحتلال، والتي بدأت تتنامى مؤخرا، لتتحول إلى ما وصفه البعض بـ"قنبلة تهدف لشطب إسرائيل من الخارطة".
ودفع الجمود في عملية السلام الفلسطينية-الإسرائيلية وتنامي ما يعتبره الفلسطينيون سياسات فصل عنصري يمارسها الاحتلال، إلى تنامي المقاطعة الأكاديمية والتجارية والعلمية والثقافية الغربية لإسرائيل.
حيث أعلنت اللجنة الإدارية لاتحاد الجامعيين القومي في بريطانيا مقاطعة إسرائيل الثلاثاء الماضي، وبعدها بيوم واحد أعلن مدير عام شركة "أورانج" الفرنسية للاتصالات ستيفان ريتشارد نية شركته إنهاء تعاقدها مع شركة "أورانج –بارتنر" الإسرائيلية للاتصالات الخلوية، وسبقهما العديد من القرارات التي اتخذتها مؤسسات أكاديمية وتجارية غربية بمقاطعة إسرائيل خلال العام الماضي.
وتقول الحركة العالمية لمقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها "BDS" في تدوينة على حسابها في "فيسبوك" إن "اتحاد الجامعيين القومي في بريطانيا يمثل أكثر من 7 ملايين طالب في انجلترا، ويلز، سكوتلندا وشمالي أيرلندا".
وفي تصريح خاص للأناضول رجح محمود نواجعه ، منسق عام الحركة "ألا تتوقف حركة المقاطعة لإسرائيل طالما استمرت في تطبيق سياسة الفصل العنصري في الأراضي الفلسطينية ورفضت منح الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة".
ولفت نواجعه إلى أن "حركة المقاطعة انطلقت عمليا في العام 2005، وبعد عمل دؤوب فإنها بدأت في العام 2014 تحقق إنجازات على صعيد مقاطعة العديد من المؤسسات والاتحادات الدولية لإسرائيل أكاديميا، ثقافيا، سياسيا واقتصاديا".
ويهيمن تنامي المقاطعة الدولية لإسرائيل على اهتمام الإسرائيليين على كافة المستويات فيما جمع العداء لها ما بين الحكومة الإسرائيلية والمعارضة، فيما عدا القائمة العربية المشتركة، والتي لا تخفي دعمها لـ"BDS"، وتضم 4 أحزاب عربية كبرى في إسرائيل، هي التجمع الوطني الديمقراطي، الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، الجناح الجنوبي للحركة الإسلامية، والقائمة العربية للتغيير.
يتسحاق هرتسوغ، زعيم حزب "المعسكر الصهيوني" المعارض، كتب في تغريدة على حسابه الرسمي في "تويتر"، أمس الخميس "المقاطعة هي نوع جديد من الإرهاب ومعاداة السامية"، فيما عقد الكنيست الإسرائيلي مساء الأربعاء جلسة خاصة لبحث سبل مواجهة تنامي مقاطعة إسرائيل في العالم.
وخلال تلك الجلسة قالت عضو الكنيست عن حزب "هناك مستقبل" المعارض، إليزا ليفي "نرى الصراع ضد دولة إسرائيل ينتقل إلى مراحل جديدة ، لم نعرفها من قبل"، في إشارة إلى المقاطعة.
أما عضو الكنيست من "المعسكر الصهيوني" المعارض نحمان شاي فقال "نستيقظ على قنابل تسقط فوق رؤوسنا، وخلال الأيام القليلة الماضية ازدادت هذه القنابل"، محذراً "إذا لم نبادر إلى خطوات سياسية لكسر الحصار المفروض علينا ، فإنه سينجح".
ولم يختلف موقف الحكومة عن المعارضة، حيث قالت وزيرة العدل من حزب "البيت اليهودي" اليميني إياليت شاكيد، في الجلسة ذاتها "إن الحل لحملة (BDS) هو الرد، سنجند يهود العالم ومحبي إسرائيل وسنقاطع أولئك الذين يقاطعوننا".
أما عضو الكنيست من حزب "كلنا" الشريك في الائتلاف الحكومي مايكل أورين فقال "إن حركة (BDS) هي حركة دولية منظمة وممولة بشكل جيد، إنها لا تطمح إلى تطبيق حل الدولتين وإنما فقط إلى إسقاط سوق إسرائيل وشطبها من الخارطة".
وسبق ذلك أن هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حركة "BDS" خلال لقاءه مع وزير الخارجية الكندي روب نيكولسون الأربعاء، بقوله "إنهم يقاطعون إسرائيل ولكنهم يرفضون مقاطعة داعش. هذا يقول لك كل ما يجب أن تعلمه عن حركة (BDS)، إنهم يستنكرون إسرائيل ولكنهم لا يستنكرون داعش، وبذلك هم يستنكرون أنفسهم".
في المقابل اعتبر نواجعه " كل هذه التصريحات من نتنياهو وغيره من أقطاب الحكومة والمعارضة إنما تعكس نمو حركة المقاطعة الدولية لإسرائيل وقوة هذه المقاطعة".
واختتم "ستبقى المقاطعة تتنامى إلى أن تقر إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وإنهاء سياسة الفصل العنصري، وتطبيق حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي تم تهجيرهم منها".