الحدث: محمد مصطفى
لبست أسواق ومتاجر قطاع غزة، حلة جديدة خلال اليومين الماضيين، بعد أن تقاضى الموظفون العموميون رواتبهم، وتدفق الآلاف منهم إلى الأسواق، لشراء حاجيات أسرهم كالملابس والمأكولات.
وبدت الأسواق الشعبية المنتشرة في مختلف أنحاء قطاع غزة على غير عادتها، فقد شوهدت أعداد كبيرة من المواطنين يتدفقون إليها، وأيديهم مثقلة بحملها، في حين غصت البسطات التي كانت تعاني قلة الزبائن بالمشترين، وبدا الباعة في أحسن حال، بعد أن ضخوا فيها كميات كبيرة من البضائع والسلع.
أسواق منتعشة
المواطن عماد حمدان، أكد أنه وفور تسلمه لراتبه، توجه إلى السوق لشراء كل شيء، فطوال الأسبوعين الماضيين كان يعاني حالة صعبة، جراء نفاذ الراتب، ووصول احتياجات أسرته إلى ذروتها، مبينا أنه وعائلته كانوا طوال الفترة الماضية لا يشترون سوى الاحتياجات الضرورية.
وأكد أن الراتب لا يدوم في يده طويلاً، ففي كل شهر يضطر لتسديد جزء منه كديون لصاحب البقالة التي يتعامل معها، بينما يتوجه إلى السوق لشراء كل ما تحتاجه الأسرة، وقبل انتصاف الشهر تكون الأموال نفذت، ويعود للاقتراض من جديد.
وأوضح أن ذروة المشتريات بالنسبة له ولأسرته، الأسبوع الأول من تسلمه الراتب، وبعد ذلك لا يزور السوق سوى في المناسبات.
أسواق منتعشة
وبدت السعادة واضحة على وجوه التجار، بعد أن تكدست بسطاتهم ومحالهم بالزبائن، بعد فترة كساد استمرت نحو ثلاثة أسابيع متتالية.
ويقول البائع منير الخالدي، إن التجار ينتظرون موعد صرف الرواتب بفارغ الصبر، فهي الفترة الوحيدة التي تنتعش الأسواق فيها، ولا تستمر هذه الانتعاشة أكثر من أسبوع، وبعدها تغرق الأسواق في حالة ركود جديدة.
وأشار الخالدي، إلى أن السوق كانت مزدحمة، والكل جاء ليشتري، وهذا شيء جيد تمنى أن يصبح أمر دائم غير مرتبط بصرف الرواتب.
وبين الخالدي أن جميع الباعة والتجار يحاولون استغلال فترة الانتعاشة القصيرة، فبعضهم يجلب بضائع جديدة، وآخرون يضاعفون فترات عملهم، إما بالبيع على بسطات متجولة بعد إغلاق أسواق الخضار، أو بفتح المحال فترات أطول.
وتوقع الخالدي عودة حالة الركود من جديد أواسط الأسبوع المقبل، ليبدأ الباعة والتجار بانتظار شهر رمضان المبارك، والذي بات على الأبواب، أملاً بأن يحمل لهم انتعاشة أخرى.
أما بائع الفواكه إسماعيل أبو حسان، وكان يقف بجانب أحد البنوك في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وينادي بواسطة مكبر للصوت، محاولاً جذب الموظفين لدى مغادرتهم المصرف بعد استلام رواتبهم.
وأكد أبو حسان أن فترة صرف الرواتب هي فترة ذهبية لكل من يعمل في مهنة التجارة، فباعة الفواكه من أمثاله يجحذون الهمم، ويتجولون بعرباتهم ودراجاتهم في كل ركن من القطاع، وهم على يقين بأن هذه الفترة من أكثر الفترات التي قد يتمكنوا خلالها من بيع وتصريف سلعهم.
وأوضح أبو حسان، أن الموظفين بطبيعتهم يفضلون عند عودتهم إلى منازلهم بعد استلام الراتب، شراء فاكهة أو أي نوع من الحلوى لأبنائهم، لذلك هو يدرك هذا الأمر، ويقف عند موعد صرف الرواتب بجانب المصرف.
وكانت شوارع مدن ومحافظات القطاع شهدت ازدحام شديد بالمارة والمركبات، منذ صباح الخميس الماضي، بينما غصت المخيمات والأحياء والقرى بالباعة المتنقلين.