رولا سرحان
لم نجد ما يثلج قلوبنا بعد وكسة "الفيفا"، ومرور الـذكرى الـ 48 للنكسة، سوى ذلك النشاط المكثف لحملة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمار منها وفرض العقوبات عليها والمعروفة اختصارا باسم (BDS)، والتي بعد سنوات من العمل المكثف بدأ عملها يؤتي أكله.
فمع كل الفشل السياسي، والذي لم تكن نتيجته إلا مزيداً من ابتلاع الأرض، وامتهان الكرامة الفلسطينية، بدأت تعطينا حملة (BDS) شيئا من الأمل بأن شيئا ما مدروساً ومخططا له ومبني على عمل وجهود تراكمية يمكن أن ينجح في إيجاد نقطة ضعف مميتة لدى هذا الكيان المحتل من خلال محاربته اقتصاديا وأكاديمياً وثقافياً.
لكن مع ذلك، ولكي تحقق الحملة مزيداً من النجاحات، وكي يتم توسيع نطاقها، فإنه يجب أن يُساندها أمران؛ الأول مناصرة رسمية تتمثل في محاربة بعض المستثمرين والتجار الفلسطينيين والمتنفذين الذين يتعاونون مع الاحتلال ويسهلون عمليات نقل بضائع مستوطناته للخارج؛ إلى جانب إعادة تفعيل خطة دعم المنتج الوطني التي طرحتها وزارة الاقتصاد قبل أشهر قليلة. أما الأمر الثاني فيتمثل في المناصرة الشعبية والتي تقع على عاتق المواطنين أنفسهم بالالتزام بمقاطعة البضائع الإسرائيلية، وإخراجها من نطاق المد والجزر ومأسستها والبناء عليها مصحوبة بإطلاق حملات توعية للمواطنين ولأبنائنا بضرورة مقاطعة المحتل.
بإمكان حملة الـ (BDS) أن تحقق الكثير إن كمل عملها زخم شعبي ورسمي، فبإمكان الجسد أن يرى بعين واحدة لكنه يرى أفضل بعينين اثنتين.
لكن، وبكل تأكيد يستحق كل القائمين والناشطين والمتطوعين على حملة الـ (BDS) تحية واحتراماً.