الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

بعد المناظرة على العالم أن يقلق أكثر| بقلم: نبيل عمرو

2024-07-02 09:45:55 AM
بعد المناظرة على العالم أن يقلق أكثر| بقلم: نبيل عمرو
نبيل عمرو

 

الرجلان اللذان ظهرا على الشاشات في المناظرة الأولى لهذا الموسم بينهما، كي يقنع كل واحدٍ منهما الجمهور الأمريكي للتصويت له، هذان الرجلان قدما عرضاً متدني المستوى لحالة دولة هي الأعظم حتى الآن، وهي الأكثر نفوذاً على مستوى العالم حتى إشعارٍ صيني آخر.

ترامب الفائز في المناظرة حسب التقويم الأمريكي؛ قاد الولايات المتحدة لأربع سنوات، كانت الأسوأ في تاريخها، واختتم ولايته بأغرب وأفدح مشهد متهور، حين أرسل رجاله لاحتلال الكونجرس وإطلاق النار تحت قبته، بما يذكر بانقلابات العسكر في أمريكا اللاتينية.

كان الرجل قد استخف بصناديق الاقتراع، ولم يتورّ عن تقمص شخصية جنرال فاشي يريد حكم البلاد بالحديد والنار.

أمّا منافسه بايدن، الذي سقط في امتحان المناظرة، فيكفيه أن إجماعاً أمريكياً وعالمياً على أن فترة حكمه كانت الأكثر هُزالاً في التاريخ، لم تبد الولايات المتحدة باهتةً وفاقدةً الشخصية كما بدت في عهده، ويكفي مشهد الانسحاب المهين من أفغانستان الذي أظهر فشل أمريكيا في تجربة أنفقت عليها ما يكفي لتطوير قارة بأكملها، وكانت النتيجة أنها تركت وراءها كل شيء، وهربت بمشهدٍ يشبه مشهد الهرب من فيتنام قبل عقود.

الاثنان ترامب وبايدن، قدّما عرضاً لواقع قمة العالم التي ما تزال تحتلها أمريكا، المشترك بينهما هو التزلّف الساذج والمهين لإسرائيل، ففي عهد ترامب ولدت صفقة القرن، التي كتبها نتنياهو ومثّلها على المسرح رئيس الدولة العظمى، الذي اقتطع من لحم السوريين والفلسطينيين الجولان والقدس وثلث أراضي الضفة، وفي عهد بايدن تحولت أمريكا العظمى إلى عربة تجرها الأحصنة الإسرائيلية المتوحشة، لتسجل إدارته على أمريكا أنها شريكة في أفدح مذبحة أطفال شهدها القرنان العشرون والواحد والعشرون.

عندما يصل أي من الاثنين الى البيت الأبيض ويحكم العالم باسم أمريكا، فالشيء المؤكد منطقياً وواقعياً هو أن على العالم أن يقلق أكثر.