الحدث المحلي
أوصى اللقاء التشاوري الذي نظمته شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية قبل ظهر اليوم بالشراكة مع برنامج الامم المتحدة الانمائي UNDP بضرورة العمل على توحيد رؤية المجتمع المدني الفلسطيني وتوجهاته والعمل على بناء قاعدة شراكات على ارضية واضحة تخدم القيم والاهداف التي عمل عليها على مدار سنوات طويلة، ومعالجة القضايا الداخلية، وتعزيز مفاهيم المساءلة والشفافية داخل المؤسسات الاهلية، والانفتاح على القطاعات المختلفة في ظل مرحلة بالغة الصعوبة، والتحديات الماثلة اليوم على كل المستويات بعد نحو تسعة اشهر من العدوان الذي تشنه دولة الاحتلال على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على وجه الخصوص وهو ما يتطلب استنهاض دور الجميع بما في ذلك المجتمع المدني وتوحيد جهوده جاءت هذه التوصيات في ختام اللقاء الذي عقد برام الله بمشاركة ممثلين عن قطاعات المرأة، والزراعة، والحكم المحلي في اطار سعي الشبكة لتقوية المجتمع المدني في التاثير في السياسات والمشاركة في صنع القرار، وتم العمل على اعداد دراسة اولية هي بمثابة مرحلة بداية تشمل مقابلات مع نشطاء القطاعات الثلاث، وتحليل تجارب مختلفة محلية، واقليمية ودولية وربطها مع خصوصية المجتمع الفلسطيني ضمن عدة مراحل اخرى، وهي تعكس نماذج لهذه القطاعات دون استثناء القطاعات الاخرى .
وتم العمل من المشاركين والمشاركات على مجموعات عمل ناقشت كل مجموعة منها الاوليات التي ينبغي العمل عليها في كل قطاع، والتحديات والملاحظات التي من شأنها تطوير اليات لبناء عناصر مشتركة موحدة في اطار جهود مشتركة تعزز بيئة العمل الداخلية، وبما يخدم قضايا المواطن في هذه الظروف الصعبة وعرضت كل مجموعة نتائج ما توصلت اليه، وتم مناقشة القضايا بصورة مشتركة، واستحضار امثلة من واقع عمل المؤسسات والصعوبات التي تواجهها على كافة الصعد بما فيها التمويل، والعمل في بيئة متغيرة وغير مستقرة، وبناء القدرات الداخلية للمؤسسات وتطوير عملها ومختلف القضايا الاخرى .
وكان اللقاء افتتح بكلمة ترحيبية للدكتور محمد العبوشي رئيس اللجنة التنسيقية للشبكة مؤكدا على اهمية مواصلة الدور الوطني والمجتمعي للمؤسسات الاهلية في حقب وفترات زمنية واجهت الشعب الفلسطيني سابقا وتوطدت رغمها قيم العمل الجماعي والوحدوي في دعم وتثبيت صمود الناس فوق الارض، ومنع خطط التهجير والترحيل مشيرا الى تجرية العمل الشعبي، والانتخابات البلدية في سبعينيات القرن الماضي، ومواجهة سياسات الاستيطان ومصادرة الاراضي، وتشكيل لجان الدفاع عن الاراضي، وهو ما نحتاجه اليوم في ظل اعتداءات المستوطنين المتصاعدة مشددا على ضرورة العمل على وقف العدوان على قطاع غزة فورا .
واكد اهمية العمل على الدراسة التي تعكف الشبكة على اعدادها والتي تاتي هذه الورشة التشاورية في اطار الاعداد لها حيث الزراعة، والمراة، والحكم المحلي هي قطاعات هامة على صعيد البيئة المحلية للمجتمع الفلسطيني من جهة وتعزيز مباديء الشفافية والنزاهة والحوكمة من جهة اخرى .
من جانبه اشار مجدي ابو زيد في كلمته عن برنامج الامم المتحدة الانمائي الى اهمية اختيار القطاعات نظرا للتحديات التي تواجهها القطاعات الممثلة لها، وتعزيز الرقابة على عمل هذه القطاعات، والتمثيل المحلي والوطني، وتوضيح اواصر العلاقة بين القطاعي والوطني في عملها والعمل ايضا على توطين الشراكة والعمل على عدة مستويات بما فيها التشريعات والمساهمة في تنظيم الهياكل، والبنى المجتمعية للمؤسسات الاهلية والشركات من الاطر غير الرسمية، والاتفاق على اليات عمل مشتركة .
وقدم حلمي الاعرج عضو اللجنة التنسيقية للشبكة مداخلة مستعرضا الدور التاريخي للمجتمع المدني وعمله في ظروف متغيرة شهدت العديد من التقلبات مبينا اهمية الدور مع استمرار العدوان على غزة والضفة الغربية بما فيها القدس والحاجة الماسة لتنظيم عمله حيث لعبت شبكة المنظمات الاهلية باعتبارها مظلة جامعة دورا بارزا وهاما على المستوى الوطني والدولي، وتزداد الحاجة على ضوء المهمات الكبرى لهذا الدور خصوصا في القطاعات ومنها المراة، والشباب، والحكم المحلي، والزراعة وكلها لها دور اساس وفاعل .
الباحث معتصم زايد معد الدراسة استعرض منهجية العمل والاسئلة والفرضيات التي تم على اساسها البناء الاولي لهيكل الدراسة واطارها العام والاستبيان والمقابلات التي جرت في المرحلة الاولى، ومنها واهمية اختيار العينات الممثلة للقطاعات، واستكمال العمل في المراحل القادمة، مشيرا الى ان الدراسة اعتمدت على تحليل الواقع المحلي ومراحل تطور العمل الاهلي وصولا للنموذج الاول المطروح للنقاش اليوم والذي من المقرر ان يتبعه في المراحل المقبلة العديد من المفاصل التي تعالج المشكلات والقضايا وتضع معالجتها في اطار رؤية مشتركة للعمل الاهلي، واليات محددة للعمل بما في ذلك على المستوى الرسمي والاهلي والخاص
وافتتح اللقاء بكلمة ترحيبية من ميرفت الشوملي منسقة مشاريع في الشبكة مشيرة الى اهمية الحضور والمشاركة رغم الظروف والصعوبات في التنقل والحركة وهو ما يعكس اهتمام المؤسسات في اغناء النقاش، وبلورة رؤية ورسالة واهداف المنظمات الاهلية وشهد اللقاء الذي حضره ممثلين عن 40 مؤسسة العديد من المداخلات والاسئلة باعتبارها ورشة عصف ذهني اولي من المقرر عقد العديد منها خلال الفترة المقبلة .