الحدث الفلسطيني
منذ السابع من اكتوبر لعام 2023 تمارس قوات الاحتلال الاسرائيلي حرب ابادة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، رافقها ارتكاب مجازر ودمار للمباني والمنشآت والبنية التحتية في القطاع، في ظل انعدام للخدمات الصحية والغذائية اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ، اذ راح ضحيتها حتى اليوم نحو 39 الف شهيد، كما نزح نحو 2 مليون فلسطيني من بيوتهم من اصل نحو 2.2 مليون فلسطيني كانوا يقيمون في القطاع عشية عدوان الاحتلال الاسرائيلي ، غير أن الاضرار الاطول اجلا تلك اﻟﻨﺎﺟﻤﺔ عن هذا العدوان واﻟﺘﻲ ﺳﺘﺨﻠﻒ آﺛﺎراً اﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وديمغرافية واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﻧﻔﺴﻴﺔ ﺳﻠﺒﻴﺔ وﻋﻤﻴﻘﺔ، ستطال معظم ﻓﺌﺎت الشعب الفلسطيني في القطاع، والتوقعات تشير الى انها ستدوم لفترات زمنية طويلة بعد نهاية العدوان.
حوالي 14.8 مليون فلسطيني في فلسطين التاريخية والشتات
بناء على التقديرات السكانية التي أعدها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، هناك حوالي 14.8 مليون فلسطيني في العالم منتصف عام 2024 نصفهم خارج فلسطين التاريخية، إذ بلغ عددهم نحو 5.61 مليون فلسطيني في دولة فلسطين، منهم 2.85 مليون ذكر و2.76 مليون أنثى، و1.8 مليون في اراضي عام 1948، كما تشير التقديرات الى ان عدد الفلسطينيين في الشتات قد بلغ نحو 7.4 مليون منهم 6.3 مليون في الدول العربية.
الواقع الديمغرافي لسكان قطاع غزة عشية عدوان الاحتلال الاسرائيلي
تشير المعطيات انه عشية عدوان الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة يوم السابع من اكتوبر من العام 2023 كان يقيم في قطاع غزة نحو 2.2 مليون فلسطيني على مساحة قدرها 365 كم2 يمثلون نحو 41% من سكان دولة فلسطين، معظمهم لاجئون (66% منهم لاجئون) هجروا من قراهم ومدنهم اثر حرب عام 1948، ويتوزع سكان القطاع على 5 محافظات فلسطينية تشكل قطاع غزة، ووفق تقديرات منتصف عام 2023 يقيم نحو 1.2 فلسطيني في محافظتي شمال غزة (جباليا) وغزة، (ما يعرف بشمال وادي غزة) في حين يقيم المليون المتبقي في محافظات خانيونس ودير البلح ورفح.
التركيب العمري للسكان في قطاع غزة يشير الى انه مجتمع فتي بامتياز، اذ تبلغ فيه نسبة الافراد دون سن 18 سنة نحو 47% من السكان ونسبة الافراد دون سن 30 عاما نحو 68% في حين تشكل نسبة كبار السن 65 سنة فأكثر نحو 3% فقط، وعليه فقد بلغ العمر الوسيط لسكان القطاع (العمر الذي يقسم اعمار السكان الى نصفين متساوين) نحو 19.5 سنة أي ان نصف السكان دون هذا العمر والنصف الاخر فوقه.
في ظل عدوان الاحتلال الاسرائيلي، اعداد مروعة من الشهداء والجرحى اكثرهم من الاطفال والنساء
منذ عدوان الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة في 7 اكتوبر من عام 2023 استشهد حوالي 39 الف فلسطيني يشكلون ما نسبته 1.7% من اجمالي سكان القطاع، منهم حوالي 16 ألف شهيداً من الاطفال وحوالي 11 ألف من النساء، بالإضافة الى نحو 10 الاف مفقود، كما غادر القطاع عدة الاف من الفلسطينيين منذ بداية العدوان، وكما بلغ عدد الشهداء الذين استشهدوا نتيجة المجاعة 34 شهيداً، كما أشارت البيانات الى استشهاد 500 شهيد من الطواقم الطبية بالاضافة الى اعتقال 310 من الكوادر الطبية، وهنالك حوالي 3,500 طفل معرضون للموت بسبب سوء التغذية ونقص الغذاء. في حين بلغ عدد الجرحى حوالي 88 ألف جريحاً 70% منهم من النساء والأطفال، في حين بلغ عدد الشهداء في الضفة الغربية 570 شهيداً.
ويواجه 10,000 مريض سرطان خطر الموت وبحاجة للعلاج و3,000 مريض مصابون بامراض مختلفة بحاجة للعلاج بالخارج. من جانب اخر تفشت الامراض المعدية بين النازحين حيث اصيب بها 1,660,942، اصيب منهم 71,338 نازح بعدوى التهابات الكبد الوبائي الفيروسي، بالاضافة الى إخراج 33 مستشفى عن الخدمة و64 مركزاً صحياً و161 مؤسسة صحية وتدمير 131 سيارة اسعاف.
من جانب آخر دمر الاحتلال 150,000 وحدة سكنية تدميرا كليا، و80,000 وحدة سكنية أصبحت غير صالحة للسكن و200,000 وحدة سكنية دمرت بشكل جزئي، و195 مقراً حكومياً بالاضافة الى تدمير 206 موقع اثري وتراثي.
وبناء على هذه المعطيات فان نسبة النمو المقدرة في القطاع لعام 2023 ستنخفض من نحو 2.7% وفق تقديرات الجهاز لعام 2023 الى نحو 1% فقط خلال عام 2024 وتحديدا بعد منتصف العام، اذ ستنخفض معدلات المواليد والانجاب بصورة كبيرة جدا نتيجة لتوجه الازواج لعدم الانجاب نظرا للأوضاع السائدة وخوفا على صحة الامهات والاطفال وانخفاض عدد حالات الزواج الجديدة خلال عدوان الاحتلال الاسرائيلي الى مستويات متدنية للغاية.
كما يتوقع ان يتأثر التركيب العمري والنوعي للسكان مباشرة نتيجة لاستهداف الجيش الإسرائيلي المتعمد لفئات محددة للسكان كالأطفال والشباب مما يؤدي الى تشوه في شكل الهرم السكاني خاصة في قاعدته، مع العلم ان هناك تأثير متوسط وبعيد المدى يتوقع ان يطال التركيب العمري للسكان تتمثل بانخفاض عدد المواليد للسنوات القادمة والذين يمثلون القاعدة الاساسية للهرم السكاني نتيجة لاستشهاد واستهداف الفئة العمرية التي تنجب او التي يتوقع ان تساهم في إنجاب الاطفال خلال السنوات القادمة.
ما يزيد عن 8 آلاف شهيد وشهيدة من الطلبة الملتحقين في المدارس ومؤسسات التعليم العالي في فلسطين
بلغ عدد الشهداء من الطلبة الملتحقين في المدارس في فلسطين 8,294 شهيداً وشهيدة، منهم أكثر من 8,227 شهيداً وشهيدة في قطاع غزة و67 شهيداً وشهيدة في الضفة الغربية. فيما بلغ عدد الجرحى من الطلبة الملتحقين في المدارس في فلسطين 13,582 جريح وجريحة، بواقع 13,200 جريح وجريحة في قطاع غزة و382 جريح وجريحة في الضفة الغربية. وبخصوص المعتقلون من الطلبة الملتحقين في المدارس فقد تم اعتقال 178 طالباً جميعهم من الضفة الغربية. في حين بلغ عدد الشهداء منذ بدء عدوان الاحتلال الاسرائيلي من الطلبة الملتحقين في مؤسسات التعليم العالي في فلسطين 647 طالب وطالبة، بواقع 613 طالب وطالبة في قطاع غزة و34 طالب وطالبة في الضفة الغربية. فيما بلغ عدد الجرحى 1,312 جريح وجريحة بواقع 1,189 جريح وجريحة في قطاع غزة و123 جريح وجريحة في الضفة الغربية. كما تم اعتقال ما يزيد عن 179 طالباً وطالبة ملتحقين في جامعات الضفة الغربية.
497 شهيداً وشهيدة ممن يعملون في المدارس ومؤسسات التعليم العالي
بلغ عدد الشهداء من المعلمين والإداريين في المدارس في فلسطين 497 شهيداً وشهيدة، منهم 391 استشهدوا خلال الغارات على قطاع غزة، وشهيداً في الضفة الغربية. في حين ارتقى 105 عامل وعاملة ممن يعملون في مؤسسات التعليم العالي في قطاع غزة نتيجة الغارات الجوية المستمرة. فيما بلغ عدد الجرحى من المعلمين والإداريين في المدارس في فلسطين 3,426 جريح وجريحة، منهم 3,415 في قطاع غزة و11 جريحا وجريحة في الضفة الغربية. فيما تم اعتقال ما يزيد عن 111 من المعلمين والإداريين في مدارس الضفة الغربية.
708 آلاف طالب وطالبة في قطاع غزة حرموا من حقهم بالتعليم المدرسي والجامعي
كرد فعل طبيعي للقصف المستمر بالغارات العنيفة على قطاع غزة وحصيلة الشهداء من الطلبة والمعلمين وتدمير البنية التحتية لعدد كبير من المدارس والجامعات حيث تم تدمير 93 مدرسة وجامعة بشكل كلي و330 مدرسة وجامعة بشكل جزئي مع تعطيل جميع المدارس والجامعات في قطاع غزة منذ بدء عدوان الاحتلال الاسرائيلي وحرمان حوالي 620 ألف طالب وطالبة من حقهم بالتعليم المدرسي. كما حرم حوالي 88 ألف طالب وطالبة من الذهاب الى جامعاتهم، فيما حرم حوالي 39 ألف طالباً وطالبة من حقهم في تقديم امتحان شهادة الثانوية العامة في قطاع غزة لهذا العام.
أزمة مياه وجوع تهدد حياة السكان في قطاع غزة
أصبح سكان قطاع غزة يفتقرون لأساسيات الحياة من مسكن ومأكل ومياه. حيث اشارت وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا)، الى أن ما لا يقل عن 70% من سكان قطاع غزة معرضون لخطر المجاعة مما يعني أن سكان قطاع غزة يعانون من جوع كارثي وهذا يشير الى ان قطاع غزة يعتبر الآن من أكثر المناطق مجاعة في العالم، وتشير البيانات أن 90% من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين 6 إلى 23 شهراً والنساء الحوامل يواجهون نقصا حاداً في المواد الغذائية، كما يعاني قطاع غزة من أزمة حادة في الحصول على المياه، حيث أنه وفي ظل الظروف الطبيعية في فترة ما قبل السابع من تشرين أول، كان معدل استهلاك الفرد من المياه في القطاع خلال العام 2022 يقدر بحوالي 84.6 لتر/فرد/يوم، ومع اندلاع عدوان الاحتلال الاسرائيلي، أشارت التقديرات إلى أن سكان القطاع يكاد يستطيعون الوصول الى ما بين 3 - 15 لتر/فرد/يوم فقط.