الحدث- محمد مصطفى
مازال بعض ملاك الأنفاق والقائمين عليها يبذلون محاولات مستميتة من أجل ترميم وإصلاح أنفاقهم المتضررة، في محاولة لاستئناف تهريب السلع من مصر إلى قطاع غزة، خاصة الصغيرة التي تدر أرباحاً طائلة.
لكن معظم هذه المحاولات تبوء بالفشل، ويواجه منفذوها مخاطر كبيرة قد تصل إلى حد الموت، مع قيام السلطات المصرية بتلغيم وتفجير الأنفاق من الجهة الأخرى، ومن ثم تفجيرها، في محاولة لتدميرها.
حوادث خطيرة
ففي غضون أيام معدودة، نجا 12 شاباً جلهم من العمال، من حوادث كادت تكون قاتلة، جراء انهيار نفقي تهريب على الحدود المصرية الفلسطينية جنوب مدينة رفح، بينما كانوا يحاولون ترميمها.
ووفق المعلومات التي وصلت "الحدث"، فإن الحادثين وقعا جراء تفجير نفقين من قبل الجيش المصري، بينما كان عمال يقومون بعمليات تمرميم داخلهما، وقد حدث فيهما انهيارات جزئية، أدت إلى احتجاز خمسة عمال في أول مرة، وسبعة في الحادثة الثانية.
وأكد أحد الشبان ممن شاركوا في عمليات إنقاذ المحاصرين، إن تفجير النفق بدون سابق إنذار من الناحية المصرية، يحدث اهتزازات عنيفة تؤدي إلى انهيار أجزاء منه مما يتسبب في احتجاز العمال بداخله.
وأوضح الشاب محمد علوان، أن عناية الله وحدها حالت دون وقوع كارثتين، إذ تمكن المنقذون في كلا الحادثين من الوصول للمحاصرين في وقت سريع وإنقاذهم، ولو كانت عمليات الإنقاذ تعثرت قليلاً، لقضوا جميعا داخل النفق، كما حدث في مرات سابقة.
محاولات مستمرة
ولم تمنع الحادثتين المذكورتين، والتفجيرات شبه اليومية التي تنفذ على الحدود، القائمين على الأنفاق من محاولاتهم المستمرة لترميمها، فيومياً يحاول البعض الوصول للطرف الآخر من أجل تنفيذ عمليات تهريب.
ويقول الشاب إبراهيم محمود، إنه عمل أكثر من مرة في ترميم وتجهيز أنفاق متضررة، وبعضها نجح في الوصول للجانب الآخر وهربت كميات من البضائع، لاسيما السجائر.
وأكد أن أكثر ما في الأمر من خطورة، هو حدوث تفجيرات مفاجئة في نفس النفق الذي يخضع للترميم أو في نفق مجاور، وهذا قد يتسبب في قتل من يتواجد داخل النفق، إما نتيجة انهياره، أو تسرب الغازات السامة الناجمة عن التفجير إلى جسم النفق.
وبين محمود أنه قبل سنوات، وحين كانت ترغب السلطات المصرية بتفجير نفق، كان ينزل مجند مصري إلى داخله، وينادي بواسطة مكبر للصوت، ويحذر من قرب تفجيره، وإذا ما كان بداخله أشخاص، كانوا يغادرونه بسرعة، لكن الآن الأمر يحدث فجأة.
ولفت إلى أنهم وخلال عملهم يحاولون توخي الحذر، ويضعون أحد الشبان في موقع متقدم من النفق، ليخبرهم إن كان هناك أي تحرك أو أمر غير اعتيادي، ليقوموا بمغادرة النفق فوراً.
وأشار محمود إلى أن الأرباح الكبيرة التي تحققها عمليات التهريب من خلال الأنفاق، تحفز البعض للمغامرة، على أمل الوصول وتنفيذ عمليات تهريب.
وكانت قوات من حرس الحدود المصري، مدعومة بوحدات من الجيش النظامي، بدأت بشن أوسع وأكبر حملة ضد الأنفاق منذ نحو العامين، شملت تدمير المئات منها، وإقامة منطقة عازلة أسفرت عن تدمير مدينة رفح المصرية بأكملها، وتهجير سكانها، لمنع التهريب ما بين مصر وقطاع غزة.