الحدث- محمد مصطفى
مع بداية العطلة الصيفية من كل عام، يتفنن عشرات الفتية والأطفال في صناعة الطائرات الورقية متعددة الأشكال والأحجام، ويبدؤون بإطلاقها في السماء، فيما بات يشبه التظاهرة الاستعراضية، لإبراز قدرات ومهارة كل فتى في صناعة هذه الطائرات.
أشكال متنوعة
وغطت سماء غرب مدينة رفح، وتحديداً منطقة الكثبان الرملية التي باتت بمثابة مصيف يومي للعائلات، بعشرات الطائرات متعددة الأشكال والأحجام، بعضها كان على شكل نجمة خماسية، وأخرى حملت ألوان العلم الفلسطيني، وبعضها كان مزركش بالألوان الزاهية.
الفتى أحمد منصور، تفاخر أمام أقرانه بطائرته الكبيرة، التي كانت تحلق فوق طائرات الجميع، وهو يتلاعب بالخيط بطريقة فنية، لتقف فوق رأسه بشكل شبه عمودي.
منصور أكد أن صناعة هذه الطائرة استغرق يومين كاملين، ومن أجلها اشترى الأوراق الملونة، والخيوط القوية، فهي بالنسبة له مصدر فخر، سعى من خلالها للتفوق على جميع الطائرات من حيث الشكل والحجم.
وأوضح أنه يقوم بإطلاق طائرته عصر كل يوم لعدة ساعات، وقبيل غروب الشمس يجمع خيوطها وينزلها، ويعيدها إلى المنزل، وقبل أن تسلب أشعة الشمس بريق ألوانها، يمزق الأوراق ويجددها، لتأخذ شكلاً آخر.
طائرات للبيع
أما الفتى مصطفى هلال "15 سنة"، فأكد أنه يصنع الطائرات من أجل بيعها، فهو كما يقول متمرس في هذا المجال منذ سنوات، إذ يقوم بجلب الأخشاب المخصصة لصناعتها، ويشتري الورق الملون والخيوط المناسبة، ويصنع الطائرة، ومن ثم يقوم بإطلاقها، وبعد أن تحلق يعرضها للبيع، وخلال ساعات يبيعها لمن يدفع أكثر، ليعود ويصنع أخرى في اليوم التالي لذات الغرض.
وأوضح هلال أنه اعتاد في كل عطلة صيفية على هذا الأمر، ووالده يشجعه على ذلك، ويحول غرفة في منزله إلى ما يشبه الورشة لصناعة الطائرات الورقية، ويحاول أن يتفنن بها، بحيث يخرج شكل كل طائرة مختلفاً عما قبلها.
واللافت أن مشهد الطائرات وهي تحلق في الأجواء يجتذب أنظار المواطنين، حيث أكد المواطن ناجي عيد، أن الطائرات الورقية خاصة التي تصنع على أيدي فتية، تخلق مشهد جميل، وتضفي رونق خاص على أماكن التنزه مثل شاطئ البحر أو منطقة الكثبان الملية.
وبين عيد أنه يأتي وعائلته في معظم الأيام إلى منطقة الكثبان الرملية للاستجمام، فتلفت انتباهه تلك الطائرات، وينظر إليها باستمتاع، خاصة تلك التي صنعت بحرفية عالية.
أضرار
ورغم مشهدها الجميل، إلا أن الطائرات المذكورة، تتسبب في كل عام بأعطال كبيرة في شبكات الكهرباء والهاتف، بحيث تعلق تلك الطائرات بين الأسلاك، ويبدأ الفتية بشد خيوطها من أجل تخليصها، وهذا قد يؤدي إلى قطع أسلاك، أو تلامسها، ما يتسبب في انقطاع الكهرباء عن بعض المناطق.
وفي كل عام تستغل وكالة الغوث الدولية "أنروا"، مواهب الأطفال في هذا المجال، وتوفر لهم كل المواد اللازمة لصناعة هذه الطائرات، ضمن فعاليات "أسابيع المرح"، التي تنفذها المؤسسة الدولية، ومن ثم تنظم نهاية العطلة الصيفية مهرجان كبير، لإطلاق عشرات الطائرات، التي تحمل رسائل حب وسلام من أطفال غزة لكل العالم.