الحدث الاقتصادي
تفقد وزيرا الاقتصاد الوطني محمد العامور، والصناعة عرفات عصفور، اليوم الأحد، الأوضاع الاقتصادية في محافظة جنين، في ظل التدمير الممنهج للبنية التحتية للاقتصاد الذي تنفذه حكومة الاحتلال.
وتشهد محافظة جنين وضعا اقتصاديا صعبا نتيجة الاقتحامات والإغلاقات المتكررة التي تنفذها قوات الاحتلال، وتراجع حاد في الزائرين للمحافظة، مع إغلاق حاجز الجلمة العسكري.
واضطرت نحو 53% من الشركات والمنشآت الاقتصادية العاملة في المحافظة إلى تغيير طبيعة التعاقد، وتراجع القوة الشرائية والقدرة الانتاجية بشكل حاد في المحافظة.
وأطلع محافظ جنين كمال أبو الرب، الوزيرين العامور وعصفور والوفد المرافق لهما، على تداعيات العدوان الإسرائيلي على اقتصاد المحافظة، الذي يستهدف كل مكونات الحياة، والتدمير الممنهج للبنية التحتية للاقتصاد، وإغلاق حاجز الجلمة باستثناء يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع، ما ألحق ضررا كبيرا باقتصاد المحافظة.
وشدد المحافظ أبو الرب على ضرورة إنجاز مشروع مدينة جنين الصناعية، وتنفيذ مشاريع استراتيجية تحتاجها المحافظة تنسجم مع متطلبات المرحلة الراهنة، من أجل إنعاش القطاع الصناعي والاقتصادي جراء تداعيات العدوان المستمر منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأكد أهمية الجهود التي تبذلها المؤسسات الحكومية والشراكة مع المؤسسات المجتمعية، وخاصة الغرف التجارية التي لعبت دورا في إعادة الإنعاش، والمساعدة إلى جانب الدعم الحكومي في إعادة تأهيل البنية التحتية رغم الاقتحامات المتكررة لقوات الاحتلال.
واستمع الوزيران، خلال لقائهما مع الفعاليات الاقتصادية في غرفة تجارة وصناعة جنين، إلى المشاكل التي تواجه التجار والصناعة، والتأكيد على أهمية تحقيق التكامل الصناعي خاصة في تصنيع المعدات وزراعة ثقافة الإبداع والتصنيع.
وأشارت الفعاليات الاقتصادية إلى أهمية تخفيف التعقيدات في عملية التصدير، والعمل على تطوير المنشآت الصناعية التي تقع خارج المناطق الصناعية، إضافة إلى تعزيز مقومات وأدوات الصمود، والتوعية في قانون الشركات، مؤكدة أهمية دعم المنتج الوطني بحيث تكون له الأولوية في كافة القطاعات، والاهتمام بالمخطط المكاني، وتبسيط الإجراءات في ممارسة الأنشطة الاقتصادية، وايلاء اهتمام بتصنيف صفة استخدام وضرورة إنجاز النافذة الموحدة.
وبينت أن بعض الشركات استحدثت أصنافا جديدة من المنتجات الوطنية التي تنافس المنتجات الإسرائيلية والأجنبية، الأمر الذي يستدعي مزيدا من التعاون في تعزيز وتنمية المنتجات الوطنية.
بدورهما، أكد الوزيران العامور وعصفور ضرورة العمل الجاد لمعالجة الإشكاليات والاقتراحات التي طرحتها الفعاليات الاقتصادية، خاصة أن الهدف من الزيارات الميدانية هو العمل معا لمواجهة التحديات التي تواجه اقتصاد المحافظة، وخدمة القطاع الخاص وتكريس الشراكة بين القطاعين العام والخاص، والتأكيد على دور القطاع الخاص في عملية الإنعاش والإعمار في مختلف المجالات.
وأشارا إلى أولويات وأجندة عمل الحكومة، والتأكيد على الشراكة مع مختلف المؤسسات والفعاليات الاقتصادية لتلمس الاحتياجات الفعلية والأولويات المطلوبة، والعمل على توظيف كل الجهود والشراكات لصالح تدارك كل المصاعب والتحديات في مختلف القطاعات.
وشددا على بذل كل الجهود الممكنة لإنجاز مشروع منطقة جنين الصناعية التي قطعت شوطا كبيرا، وأهمية أخذ المنتج الوطني حصته الحقيقية في السوق وتعزيز قدرته التنافسية.
وتفقد الوزيران منطقة جنين الصناعية التي يجري العمل على تطويرها بمساحة إجمالية 900 دونم، التي من شأنها استيعاب ما يزيد عن 130 شركة متعددة التخصصات، ومن المتوقع أن توفر ما يزيد عن 20 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، كما زار الوزيران عددا من المصانع العاملة في مدينة جنين، اطلعا خلالها على خطوط الإنتاج والقدرة التنافسية لهذه الصناعة الواعدة.