الحدث الفلسطيني
لقد أعادت ما يقرب من نصف الكتائب العسكرية التابعة لحماس في شمال ووسط غزة بناء بعض قدراتها القتالية رغم مرور أكثر من 9 أشهر من الهجوم الإسرائيلي الوحشي، وفقًا لتحليلات مشروع التهديدات الحرجة التابع لمعهد "أميركان إنتربرايز" ومعهد دراسة الحرب وشبكة CNN.
تعتقد إسرائيل أن هناك 24 كتيبة تابعة لحماس منتشرة في مختلف أنحاء القطاع.
قمنا بتحليل 16 من هذه الكتائب في شمال ووسط غزة، وهي المناطق الأكثر استهدافاً في الهجوم الإسرائيلي الذي استمر 9 أشهر.
أظهر بحثنا أن من بين الـ16 كتيبة، تم تدمير اثنتين فقط. تدهورت 9 أخريات ولكنها لا تزال تعمل، في حين أن 5 كتائب فعالة في القتال، وقادرة على تنفيذ مهام ضد القوات الإسرائيلية.
حتى مع استخدام إسرائيل لقوتها العسكرية الكاملة، تمكنت حماس من إعادة بناء ما يقرب من نصف هذه الكتائب جزئيًا. وتقول إنها تعمل على تجديد صفوفها.
وفي جباليا، تظهر مشاكل إسرائيل بوضوح. ففي ديسمبر، أعلنت إسرائيل تدمير الكتائب الثلاث المتمركزة هناك.
لكن في مايو، بعد أقل من 6 أشهر، واجهت القوات الإسرائيلية قتالاً عنيفًا من قبل الكتائب الثلاث. لكن الآن، كقوة حرب عصابات، تخرج من بين الأنقاض.
نرى السيناريو يتكشف في جميع أنحاء غزة.
يقول الجيش الإسرائيلي إن نصف القيادة العسكرية في حماس وأكثر من 14 ألف مقاتل إما تم أسرهم أو قتلهم. لكن حماس تواصل التجنيد وإعادة ترتيب صفوفها وتجديد نفسها.
من جانبهم، يقول خبراء عسكريون تحدثنا إليهم إن حملة القصف الإسرائيلية العنيفة قد أدت إلى تسريع تجنيد حماس من السكان المدنيين.
ساعد العقيد الأمريكي المتقاعد بيتر منصور في قيادة القوات في العراق في عام 2007، والتي تعتبر واحدة من أنجح عمليات مكافحة التمرد في تاريخ الولايات المتحدة، ويقول إن "حقيقة أنهم ما زالوا في غزة يحاولون استئصال عناصر من كتائب حماس تظهر لي أن رئيس الوزراء نتنياهو مخطئ. إن قدرة حماس على إعادة تشكيل قواتها المقاتلة لم تتضاءل".
كما أكد أن "هذا الصراع لن ينتهي إلا بحل سياسي، لن ينتهي بانتصار عسكري".
ويواجه نتنياهو ضغوطًا متزايدة بشأن الكارثة الإنسانية المتصاعدة في غزة والرهائن الإسرائيليين الـ 116 الذين يبقون هناك.
وفقًا للسلطات الصحية، قُتل أكثر من 39 ألف فلسطيني، ودُمرت غزة إلى حد كبير. ومع ذلك، لا تزال قبضة حماس على المنطقة قائمة.