الحدث العربي والدولي
دعت الجزائر، السبت، إلى عقد جلسة طارئة في مجلس الأمن يوم الثلاثاء المقبل بشأن مجزرة مدرسة التابعين التي ارتكبها طيران الاحتلال الإسرائيلي في حي الدرج بقطاع غزة وخلفت أكثر من 100 شهيد تناثرت أجسادهم إلى أشلاء، إضافة إلى عشرات المصابين. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن مصدر دبلوماسي في نيويورك أن طلب عقد هذا الاجتماع الطارئ يأتي "بناء على التطورات الخطيرة الأخيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خاصة بعد الهجوم الجوي الذي شنه جيش الاحتلال الصهيوني على مدرسة في غزة". وأضاف المصدر نفسه أن "هذا الطلب تم تقديمه بالتشاور مع دولة فلسطين"، موضحا أن طلب الجزائر "يحظى بتأييد دول أعضاء أخرى في مجلس الأمن".
وتتوالى الإدانات العربية والدولية للمجزرة المروعة بحق النازحين الفلسطينيين في مدرسة التابعين. واعتبرت عدد من الدول أن المجزرة تثبت أن لا نية لدى الاحتلال الإسرائيلي لوقف الحرب، خاصة وأن الاستهداف جاء غداة البيان المشترك للوسطاء، قطر ومصر والولايات المتحدة، في وقت متأخر الخميس - الجمعة، والذي شدد على ضرورة إبرام اتفاق وقف لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين، ودعوة إسرائيل وحركة حماس إلى استئناف عاجل للمفاوضات يوم الخميس المقبل.
واعتبرت مصر أنّ القتل المتعمد للفلسطينيين العزل يظهر افتقار إسرائيل إلى الإرادة السياسية لإنهاء الحرب في غزة. واستنكرت وزارة الخارجية المصرية، في بيان لها، "استمرار الاعتداءات الإسرائيلية في حق المدنيين بقطاع غزة، في استخفاف غير مسبوق بأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني"، مطالبة بـ"موقف دولي موحد ونافذ يوفر الحماية للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ويضع حداً لمسلسل استهداف المدنيين العزل". من جانبها، دانت قطر المجزرة واعتبرتها "جريمة وحشية بحق المدنيين العزل وتعدياً سافراً على المبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي، وقرار مجلس الأمن الدولي 2601"، داعية المجتمع الدولي لتوفير الحماية التامة للنازحين، ومنع قوات الاحتلال من تنفيذ مخططاتها الرامية لإجبارهم على النزوح القسري من القطاع، وإلزامها بالامتثال للقوانين الدولية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن الاحتلال الإسرائيلي حرباً وحشية على قطاع غزة المحاصر والمعزول عن العالم الخارجي، مخلفا حتى اليوم قرابة 40 ألف شهيد ونحو 100 ألف جريح، جلهم نساء وأطفال.