السبت  23 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

دعوات الى مقاطعة إسرائيل تعلو اثناء نقاش بجامعة تل ابيب

2015-06-09 01:53:22 PM
دعوات الى مقاطعة إسرائيل تعلو اثناء نقاش بجامعة تل ابيب
صورة ارشيفية
الحدث- القدس (هآرتس)

التقى نحو 30 اكاديميا ممن يدرسون لدرجة الماجستير والدكتوراه في شتى المواضيع في جامعة تل ابيب، في اجتماع عقد في الجامعة لمناقشة الحراك من اجل مقاطعة إسرائيل ولا سيما في المجال الاكاديمي. ويعتبر هذا النقاش الذي لم يأت من منطلق الاستنكار الشامل لمقاطعة إسرائيل، يبدو غريبا بالنسبة للمعايير الإسرائيلية خاصة وان علت أصوات خلال النقاش تؤيد هذه المقاطعة.
 
"الدعوات الى مقاطعة اسرائيل تعلو في جامعة تل ابيب"
 
وقالت د. هيلا ديان – من كلية أمستردام في هولندا، انها تلقت تنبيها لئلا تحرق كل الجسور بمجرد المشاركة في مثل هذا النقاش. ولم يكن صدفة ان ديان هي من أبدت دعمها لمقاطعة إسرائيل، إذن ان المحاضرين العاملين في إسرائيل والذين يشاركونها الرأي يخشون التعبير عن موقفهم المماثل علنا.
 
وقالت الدكتورة ديان في كلمتها اثناء النقاش ان حكومة إسرائيل تسعى مؤخرا بكل قواها الى إبقاء المقاطعة، ويبادلها نفس الرغبة كبار الشخصيات في الاقتصاد الإسرائيلي وكذلك رؤساء الجامعات. وقالت: لم تطالب الجامعات ولا مرة بسد الهوة في التعليم النابعة عن عدم المساواة في التعليم. وهذا ما يترك اثرا مباشرا على لا مبالاة الجامعات حيال ما يجري في المناطق الفلسطينية.
 
واضافت الدكتورة ديان: "انا لا اؤيد مقاطعة إسرائيل لأنني أرى العالم المتنور صاحب فضل في تخليص إسرائيل من نفسها. بل أؤيد مقاطعة إسرائيل من داخلها، لمحبتي لإسرائيل، وهذا عمل وطني وتضامني مع نضال الفلسطينيين".
 
وتحدث في ذات النقاش البروفيسور داني رابينوفيتش من قسم الدراسات الاجتماعية، وتطرق الى العريضة الموقعة 1300 من علماء النفس من شتى جامعات العالم، وفيها يطالبون الجامعات الإسرائيلية برفع صوتها ضد الاحتلال ودعوة حكومة إسرائيل الى الانسحاب كأحد شروط لإعادة التعامل معها ورفع المقاطعة عنها.
 
وقال البروفيسور رابينوفيتش، "ان الشرط الذي تنص عليه عريضة علماء النفس غير قابل للتنفيذ، فالجامعات غير معدة لاتخاذ مواقف سياسية. فنحن لا نعرف موقف جامعة تل ابيب من الاحتلال ومن قضية اللاجئين وكذلك الامر لا نعلم موقف جامعة بركلي من الانحباس الحراري او من معتقل غوانتانامو او الحرب على الإرهاب". وأضاف: يجتمع في المؤسسات الاكاديمية في إسرائيل اكبر عدد ممن يؤمنون بالحوار بين إسرائيل والفلسطينيين وبحل الدولتين لشعبين. من الناحية التكتيكية فإن دعاة مقاطعة إسرائيل لا يعترفون بحل الدولتين لشعبين او سئموا الانتظار". وتابع يقول: "لمن يؤمن بأن على إسرائيل ان تختفي ككيان سياسي، فإن وجود إسرائيليين قادرين على اظهار الوجه النير، هو عقبة حقيقية".
 
وقال احد الطلاب الذين عملوا على تنظيم هذه الندوة، "بالرغم من الرغبة الواضحة للجامعة بعدم التطرق الى مقاطعة إسرائيل الآخذة بالاتساع في العالم، إلا اننا مطالبون سياسيا واخلاقيا لطرح الموضوع والبحث عن إجابة اكثر جدية من مجرد الدفاع التلقائي الذي يعتبر هذا عداءً للسامية".
 
في هذا السياق، زار وفد محققين من جمعية علماء النفس الامريكية، منذ ثلاثة أشهر، إسرائيل ليعد تقريرا حول أحوال علماء النفس الفلسطينيين وما يعانونه من عدم مساواة، واستنادا الى تقرير هذا الوفد العام المقبل سيتم اتخاذ القرار النهائي لجمعية علماء النفس الأمريكيين هل تقاطع علماء النفس الإسرائيليين ام لا.
 
وقد التقى أعضاء الوفد علماء نفس فلسطينيين وإسرائيليين كما التقى أعضاء الوفد بعلماء نفس إسرائيليين من الجيل الشاب ممن يدعمون فرض المقاطعة على إسرائيل. وقال احد هؤلاء الداعمين لفرض المقاطعة على إسرائيل في حديث صحفي: "جمعية علماء النفس الإسرائيلية تقدم نفسها دائما على انها بصيص الامل في هذه البلاد بشأن الاحتلال، ولكن هذا في نظرنا مشكلة بعينها إذ ان الجمعية لم تتخذ لغاية اليوم أي موقف رسمي حول موضوع الاحتلال على سبيل المثال".

وأضاف عالم النفس يقول لقد عرضنا على الوفد الأمريكي الزائر موقفا نعتبر من خلاله الاكاديمية الإسرائيلية شريكة كاملة للمؤسسة الإسرائيلية وانها في الحقيقية لا تعارض موقف السلطات. الى جانب هذا فإن جمعية علماء النفس تعاني من تعامل السلطات معها، كما ان علماء لنفس الشباب يدركون جيدا ان عليهم تجنب الحديث عن الاحتلال إذا رغبوا بإيجاد فرصة عمل في إسرائيل. هذا يعني انك لا تستطيع خوض بحث اكاديمي يتعرض بالنقد لواحد من المحاور الأساسية في المجتمع الإسرائيلي وهذه مشكلة جدية".