الخميس  21 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل ينجح نتانياهو في افشال التوصل لصفقة ؟!/ بقلم: جمال زقوت

2024-08-19 08:07:52 PM
هل ينجح نتانياهو في افشال التوصل لصفقة ؟!/ بقلم: جمال زقوت

 

يُجمع المتابعون للشأن الإسرائيلي وكتاب الأعمدة في الصحف العبرية، ومعهم بعض المسؤولين في حكومة تل أبيب، وليس فقط قادة المعارضة، أن نتانياهو هو من يعطل إمكانية إجمال صفقة لوقف الحرب وتبادل الأسرى تُمكن من اعادة المحتجزين لدي فصائل المقاومة في غزة، ويتهمه أهالي المحتجزين بأنه يوظف استمرار الحرب، بل ويسعى لتوسيع نطاقها خدمة لأغراضه السياسية، غير مكترث بأرواح أبنائهم، ولا حتى بالمخاطر المحدقة باسرائيل فيما لو اتسع نطاق الحرب وتدحرجت إلى حرب اقليمية.

نتانياهو نجح لأكثر من مرة في عرقلة التقدم في المفاوضات، وكما يبدو أنه بفعل قدرته في التأثير على موقف واشنطن، فقد نجح في ليّ عنق المبادرة التي قدمها بايدن كاقتراح اسرائيلي، رغم أنها باتت محل اجماع دولي بقرار صادر عن مجلس الأمن رحبت به حماس ، حيث أن كليهما" المبادرة والقرار" يتضمنان الوقف الشامل لإطلاق النار والانسحاب الكامل من قطاع غزة.

هل يحمل بلينكن موقفاً جدياً لوقف الحرب؟

نتانياهو الذي بات رهينة طوعية لأطواق اليمين الفاشي في حكومته، نجح مرة أخرى ليس فقط في عرقلة التوصل لاتفاق يوقف الحرب على قطاع غزة، بل وضع المنطقة برمتها أمام خطر حرب اقليمية لا يسعى إليها أحد غيره . وبعد أن أدرك أن واشنطن مصممة على تجنب الانزلاق لمثل هذه الحرب، بل وكما هو واضح، تمكُنِّها من الحصول على موافقة إيرانية بأن يكون وقف الحرب على غزة ثمناً مرضياً لها ولحلفائها، وبديلاً عن ردهم على جريمتي اغتيال هنية في طهران وفؤاد شكر في بيروت، يقفز مجدداً للواجهة السؤال : هل يسعى نتانياهو مرة أخرى لتخريب مثل هذه الامكانية بإصراره على التواجد العسكري المباشر في محور فيلادلفيا، وغيره من شروط تجعل امكانية التوصل لاتفاق شبه مستحيلة، وفقاً لما يصدر عن طاقمه التفاوضي نفسه؟ وهل تحمل زيارة بلينكن العاشرة للمنطقة موقفاً جاداً يختلف عن زياراته السابقة لوقف ألاعيب نتانياهو التي باتت تتعارض مع مصالح واشنطن والإدارة الديمقراطية وهي في الطريق لانتخابات صعبة ؟

كل السيناريوهات تتطلب توافقاً فلسطينياً

أما على الجانب الآخر أي الفلسطيني والعربي وقدرتهما في التأثير على الموقف الدولي وخاصة الأمريكي، فمن نافلة القول أن غياب رؤية فلسطينية موحدة، والافتقار لأي أدوات وأطر سياسية جامعة تجعل التأثير الفلسطيني في الاحداث الخطيرة التي تعصف بالمنطقة غير ملحوظ على الإطلاق . وهنا فإن ما يجب مناقشته حول مدى جدية إعلان الرئيس عباس نيته الذهاب قطاع غزة هو هل أن ذلك الإعلان يأتي من أجل وضع نهاية للحرب؟ وإذا كان ذلك هو حقيقة الموقف، فلماذا لم يتم الإعلان عنه خلال العشرة شهور الماضية؟ أما إذا كان ذلك تلميحاً لدعوة رسمية منه لمجلس الأمن، الذي طالبه الرئيس بحماية زيارته، لاستدعاء قوة عسكرية متعددة الجنسية بقرار من المجلس، فهل ذلك من الممكن أن يتحقق دون توافق مع حركة حماس وقوى المقاومة، والتي تشير معطيات الميدان أن حرب الابادة الاسرائيلية فشلت في تصفيتها، حيث أنه بالقفز عن هكذا توافق، فإن أي تواجد عسكري أجنبي مهما كانت تركيبته سيكون مستحيلاً، بل وسيُنظر إليه من شعبنا كقوة عسكرية لاستكمال ما فشلت حكومة تل أبيب الفاشية في تحقيقه مهما كانت محاولات تبريره . وأما عربياً فإن الإسناد الوحيد لشعبنا والذي من الممكن تحقيقه، بل وطال انتظاره، فإنه يتمثل في الإسهام بتنفيذ ما تضمنه إعلان بكين، والذي طالما كانت عناصره محل اجماع شعبي، وهو لا يستدعي أكثر من إقناع الرئيس بدعوة الأمناء العامين للفصائل التي وقَعت عليه لاجتماع فوري في احدى العواصم العربية لتنفيذه، وللبدء بتشكيل حكومة وفاق وطني تتحمل المسؤولية عن ادارة كافة مناحي حياة وشؤون شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، والتي تتعرض أيضاً لعدوان متصاعد، وليس فقط بحث ادارة معبر رفح وفق شروط نتانياهو، وما تحمله ليس فقط من اذلال، بل واصرار على إعاقة الاغاثة والاعمار اللذين يشكلان أولوية قصوى لمنع التهجير وافشال مخططات نتانياهو وزمرته الفاشية.

والسؤال الثالث للأخوة في القيادة السياسية لحركتي حماس والجهاد هو : هل الامتناع عن المشاركة في جولة المفاوضات القادمة في القاهرة سيلغي استخدام إسرائيل لهذه المفاوضات كغطاء لعدوانها، أم أن إسرائيل التي تسعى لتخريب إمكانية التوصل لاتفاق ستحاول كما تفعل الآن تحميلهم المسؤولية عن هذا التعطيل في وقت أن شعبنا وعلى الرغم من كل الألم وعظم الأثمان، فإنه يثق بأن مقاومته التي تدافع بشرف وصلابه عن مصيره ستكون قادرة على الدفاع عن مطالب الحد الأدنى لشروط التوصل لاتفاق، سيما أنه صاحب المصلحة العليا لوقف حرب الابادة التي يتعرض لها منذ ما يزيد عن العشرة أشهر؟

وأخيراً أين هي الفصائل التي وقَعت اتفاق بكين، وفي مقدمتها حركتا فتح وحماس من متطلبات التنفيذ الفوري لما اتفق عليه، وبما يُمكِّن شعبنا ومقاومته من امتلاك حكومة وفاق وقيادة موحدة في اطار المنظمة تعمل مع كافة الأطراف الاقليمية والدولية لوقف الحرب، وقطع الطريق على نتانياهو من المضي بحرب الابادة والتصفية والضم ؟

أسئلة مشروعة على كل لسان

هذه أسئلة باتت مشروعة وهي تتردد على لسان كل فلسطيني غيور على دماء وحياة أبناء وبنات شعبه،وعلى مستقبل هذا الشعب الذي يكافح منذ مئة عام ويقدم أغلى التضحيات من أجل استرداد حقوقه الوطنية، و الدفاع عن مصيره الوطني في بلاده التي ليس لنا سواها. فهل من مجيب يا سيادة الرئيس ويا قادة الفصائل قبل أن نؤكل جميعاً مثلما أُكل الثور الأبيض ؟!