الحدث العربي والدولي
أخطرت مصر رسمياً الجانب الإسرائيلي، أمس الثلاثاء، عبر القنوات الدبلوماسية باستيائها بسبب الخريطة التي استخدمها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في مؤتمر صحافي، أول أمس الاثنين، لشرح أسباب رفضه الانسحاب من محور فيلادلفيا المتاخم للحدود المصرية.
وبحسب مصادر صحفية فإن سبب الاستياء المصري يرجع لكون محور فيلادلفيا ظهر في الخريطة كمنطقة عسكرية مسلحة بما يخالف اتفاقية كامب ديفيد الموقعة بين الجانبين في عام 1979، وكذلك لكون الخريطة حملت طابعاً رسمياً باستخدام رئيس الحكومة لها خلال المؤتمر، ويعتبر محور فيلادلفيا جزءاً رئيسياً مما يعرف بالمنطقة (د) المنصوص عليها في الاتفاقية.
وفي سبتمبر/أيلول 2005 وقعت مصر والاحتلال الإسرائيلي "اتفاق فيلادلفيا" الذي تعتبره إسرائيل ملحقاً أمنياً لمعاهدة السلام وأنه محكوم بمبادئها العامة وأحكامها. ويتضمن اتفاق فيلادلفيا نشر قوات مصرية على الحدود الفاصلة مع قطاع غزة، وتُقدر تلك القوات بنحو 750 جندياً من حرس الحدود المصري، ومهمتهم تتمحور فقط في مكافحة ما يسمى بالإرهاب والتسلل عبر الحدود والتهريب والكشف عن الأنفاق.
ووفقاً للاتفاقية، جرى السماح بوجود أربع سرايا للقوات المصرية مسلحة بسلاح خفيف، جرى تحديده بـ 504 بنادق أوتوماتيكية و9 بنادق قناصة و94 مسدساً و67 رشاشاً و27 صاروخ "آر بي جي" و31 مدرعة من المدرعات الخاصة بالشرطة و44 سيارة جيب وأربع سفن في المنطقة الحدودية البحرية للمراقبة، وثماني مروحيات غير مسلحة للاستكشاف الجوي وثلاث أجهزة رادار للكشف عن المتسللين.
وقبيل المؤتمر الصحافي الذي استعرض فيه نتنياهو الخريطة، وحمّل فيه مصر مسؤولية تهريب الأسلحة لقطاع غزة، كانت اتصالات قد جرت بين مسؤولين إسرائيليين ومصريين نقلوا خلالها رسالة من نتنياهو للقاهرة مفادها أنه مستعد للتفاوض بشأن محور فيلادلفيا خلال المرحلة الثانية من المفاوضات الخاصة بصفقة الأسرى، لكن المسؤولين المصريين رفضوا تلك الصيغة، مؤكدين أنهم لن يقبلوا إلا بتعهد بالخروج من المحور حتى لو كان ذلك في مرحلة لاحقة، وليس التفاوض حول مصير المنطقة.