خاص الحدث
تكشف شكوى مقدمة لشرطة الاحتلال بتاريخ 8 يوليو 2024، اطلعت عليها صحيفة الحدث الفلسطيني، تفاصيل اغتصاب سجانين إسرائيليين في سجن النقب للأسير الفلسطيني (ص.أ) خلال شهر نوفمبر 2023، وقد تم إخفاء الاسم بناء على طلب من عائلته، حيث لا يزال يقبع في سجون الاحتلال.
والأسير (ص.أ) معتقل في سجون الاحتلال منذ شهر إبريل 2023، وقد قضى في اعتقالات سابقة ما يقارب الـ 20 عاما.
وبحسب نص الشكوى، "بتاريخ 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، تم نقل الأسير البالغ من العمر 44 عاما مع أسرى آخرين إلى ما يُعرف بــ "المخلول" والذي يضم عددا من الزنازين، وهناك طُلب منه خلع جميع ملابسه، ثم طُلب منه الانحناء والبدء في الدوران حول عمود إلكتروني".
وفق إفادة الأسير، "في كل مرة كان يستدير فيها، كان السجان الذي كان يقوم بتفتيشه بوضع أصابعه في مؤخرته، وقام بإدخال عصا في مؤخرته بالقوة. وبعد ذلك وضعوه في غرفة صغيرة، ومرة أخرى أدخل السجان أصابعه وعصا في مؤخرته".
وعملية الاغتصاب التي تعرض لها الأسير، كانت بحضور قائد ما يُعرف بقلعة (ج) في سجن النقب المدعو "دورون"، وضابط الأمن "راز"، والمسؤول عن "المخلول" "عوفر"، وضابط الاستخبارات المعروف باسم "إيلان".
ويضيف الأسير (ص.أ) من الضفة الغربية، في شكواه: "بعد ذلك تم نقلي إلى "زنزانة" أخرى وتعرضت للضرب، وألقوني على بطني، وقفز السجانين على ظهري وضربوني. وفي منتصف الليل أعادوني إلى الغرفة رقم 14 في قسم 27"، وفق ما جاء في نص الشكوى,
وتشير الشكوى إلى أنه في اليوم التالي، 2 نوفمبر، قام عدد من السجانين بضرب (ص.أ) وأسرى آخرين وتسببوا لهم بإصابات خطيرة. وفي 3 نوفمبر 2023، اقتحم عدد من السجانين من وحدة "الكيتر" وضباط وسجانين زنزانة الأسير (ص.أ) مقدم الشكوى منتصف الليل، وبدأوا بضربه ومن معه من الأسرى، وبعد ذلك نقلوه إلى الحمام، وواصلوا ضربه، وقاموا بوضع عصا وكذلك جزرة وخيارة في مؤخرته، وقد تكرر إدخال ما ذُكر لمؤخرته 10 مرات على الأقل، مما سبب له آلاما شديدة.
وبحسب نص الشكوى، فإن المشرفين على عملية الاغتصاب الثانية التي تعرض لها أسيرين آخرين بالإضافة لمقدم الشكوى، هم: الضابطة في مصلحة السجون المدعوة "ديما"، وقائد ما يعرف بقلعة "ج" في سجن النقب "دورون"، وضابط الأمن "راز"، والضابط في مصلحة السجون "وليد الخطيب"، والسجان "آدم".
وورد في نص الشكوى كذلك، أنه في تاريخ آخر لا يتذكره (ص.أ) بدقة؛ اقتحم زنزانته عدد من السجانين وأفراد من وحدة "الكيتر"، وقام أحد السجانين بإدخال يده داخل سرواله وأدخل أصابعه في مؤخرته، وقد طلب على إثر ذلك تحويله إلى عيادة السجن، لكن طلباته لم يتم الاستجابة لها.
ويشير الأسير (ص.أ) في شكواه إلى أنه في حالة نفسية صعبة للغاية، حيث يشعر بالإهانة والخوف والعزلة، وهو ما أثر حتى على تعامله مع الأسرى الآخرين. علاوة على ذلك، فهو لا يزال يرى من قاموا باغتصابه على رأس عملهم وهذا يعيده في كل مرة لما جرى له ويعزز مخاوفه من احتمال اغتصابه مرة أخرى.
ولا زالت شرطة الاحتلال تماطل في الرد على الشكوى أو التوضيح ما إذا كانت قد فتحت تحقيقا جنائيا ضد الواردة أسمائهم في نص الشكوى، بحسب ما أشار المحامي وئام بلعوم الموكل بمتابعة الشكوى في اتصال مع صحيفة الحدث.
وتعرض الأسرى الفلسطينيين لعمليات تعذيب ممنهج خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وصلت حد القتل والاغتصاب والحرمان من الطعام والماء، فيما ترفض إسرائيل منح الجهات الحقوقية والدولية إمكانية التواصل مع الأسرى الفلسطينيين والإطلاع على الظروف التي فرضت عليهم ما بعد 7 أكتوبر 2023.