الحدث- دبي
بعد تألق منقطع النظير أثمر عن الثلاثية التاريخية للكتيبة البرشلونية، يواجه الفريق الكتلوني تحدياً صعباً في الموسم القادم، تحدي الإستمرار في التألق والتأكيد عن بداية حقبة جديدة أكثر قوة وواقعية من حقبته السابقة.
التحديات تكمن في الإبقاء على قوام التشكيلة الأساسية لحين بدء استخدام التعاقدات الجديدة في منتصف الموسم القادم، وقد تعاملت إدارة البرسا بذكاء مع هذه النقطة بعد التجديد لأهم اللاعبين المهددين بالرحيل؛ داني ألفيس. فلو تم السماح له بالرحيل لكان الفريق الكتلوني عانى من نقطة ضعف كبيرة في خطوطة الخلفية والهجومية في آن واحد، فحتى مع انخفاض أداء البرازيلي في كثير من فترات الموسم إلا أنه يظل أفضل من يخدم برشلونة في مركزه ولايمكن تعويضه بالأسماء الحالية الموجودة في جعبة الفريق، بالإضافة لحبه وولائه للنادي مما يجعل الرضوخ لمطالبه المنطقية أمراً لابد منه.
والخطوة القادمة هي اقناع مواهب اللاماسيا بالبقاء وايقاف هجرتها من أجل فرص ودقائق أكبر، ولا تبدو هذه مهمة صعبة مع حاجة الفريق لمواهبه في الفترة القادمة ومع تألقه الحالي، ولا يمكنهم أن يجدوا نادياً أفضل من برشلونة ليتألقوا في صفوفه.
التحدي الثاني يكمن في لويس أنريكي، الذي تم التجديد له مباشرة بعد تسليم الجميع له من لاعبين وجماهير وصحافة وإعلام عالمي بعد نجاحه في قيادة برشلونة نحو المرحلة التالية من مرحلة التيكي تاكا وحقبة جوارديولا، وتم البصم على هذا الإنتقال بالثلاثية وربما السداسية تكون في الطريق.
قد يختلف البعض مع لوتشو، وقد يصفه الآخرون بالمحظوظ أو المدرب الذي يختبئ خلف عباءة ميسي وتشيكلة خارقة من اللاعبين ممن لايحتاجون مدرب واستطاعوا لملمة فريقهم وإعادته لطريق الألقاب بعدما كف أنريكي عن فلسفته وسلم لهم زمام الأمور، أو أنه ليس القائد الحقيقي لإنجازات برشلونة بل مساعده حيث يستشيره في كل خطوة وقبل أي قرار ويعود له الفضل في تطور الفريق التكتيكي والبدني، وهذه الإتهامات كلها نسبت من قبل لصانع مجد برشلونة السابق جوارديولا، ولا عجب أن تتكرر مع خليفته بعدما حقق نفس انجازاته، حيث تبدو قيادة هذا النجاح الكبير مهمة يصعب نسبها لشخص واحد، لكن ذلك لايعني تجحيم دوره والتقليل مما قدمه للفريق، فقد استلم قيادة الفريق من قبله أكثر من مدرب ولم يقتربوا من انجازاته؛ وبدأ الحديث عن نهاية العهد البرشلوني، بالإضافة لاستلامه الدفة في أصعب أيام برشلونة من حيث العقوبة والخلافات الداخلية وتدني مستوى اللاعبين، لكنه استطاع التعامل بصبر وذكاء حتى تم تجاوز المرحلة بنجاح.
التحدي الثالث يكمن في المشاكل الداخلية التي أثرت على أداء الفريق في بداية الموسم، حيث آن الأوان لوأدها والعودة لمرحلة الإستقرار، وهنا يأتي دور الإنتخابات المبكرة التي تم الإعلان عنها، وطوي صفحة صفقة نيمار وقضايا الفساد حتى يعود التركيز على نجاحات النادي الرياضية وليس أي شيء آخر.
في ظل التألق الرياضي الذي يعيشه الفريق واللاعبين، وعودة الألفة بين أفراد الكتيبة الكتلونية بالعودة المثالية لطريق الألقاب، يبدو من الصعب تخيل البرسا يعود لفترة التوهان السابقة التي عانى منها في بداية الموسم المنصرم، لكن الطريق ليس ممهداً في ظل ارتفاع مستوى المنافسة المحلية والأوروبية، ويبقى التحدي الأهم هو استمرار هذه الألفة وعدم عودة الخلافات الداخلية بين اللاعبين والمدرب في حال حدوث أي تعثر في الموسم القادم.