الثلاثاء  26 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الحدث تتابع: السجائر الملفوفة تتحول إلى بديل

2015-06-11 01:59:42 PM
الحدث تتابع: السجائر الملفوفة تتحول إلى بديل
صورة ارشيفية
 
الحدث- محمد مصطفى
يستيقظ المواطن أحمد صلاح في كل صباح، ويمسك بماكينة يدوية لتعبئة السجائر، ويبدأ باستخدامها في لف وتجهيز حاجته اليومية من السجائر، ومن ثم يجمعها في علبة، ويرتدي ملابسه، ويغادر منزله إلى حيث يريد.
 
بديل قسري
صلاح، واحد من مئات بل آلاف الشبان المدخنين، ممن باتوا لا يستطيعون توفير ثمن حاجتهم من السجائر، التي ارتفعت أسعارها فجأة لأكثر من 250%، فلجأ مكرها لشراء "الدخان الشامي"، وبدأ بتعبئته باستخدام الماكينة المذكورة.
 
واعترف صلاح بأن السجائر التي يعبئها يدوياً، هي بديل رديء عن السجائر العادية، ورائحتها كريهة، ومذاقها نتن، لكنه وضع بين خيارات جميعها سيئة، إما الإقلاع عن التدخين وهذا صعب، أو شراء السجائر بأسعار عالية وهو لا يستطيع ذلك، وإما اللجوء مكهربا للدخان الشامي كبديل قسري.
 
أما الشاب المدخن بهاء عبد الله، فأكد أنه بات يتجنب تدخين سيجارته بالقرب من أفراد عائلته أو داخل مركبات، أو حتى بجانب أصدقائه أو زملائه من غير المدخنين، من كثرة التعليقات التي يسمعها.
 
وأوضح عبد الله أنه بالكاد تعود على مذاق السجائر الملفوفة، لكن رائحتها الكريهة يبدو أن أحدا لم يستطع التعود عليها، لذلك فهو يفضل تدخينها في مكان مفتوح، بعيداً عن أي شخص، تلافياً لسماع ما لا يسره.
 
وبين عبد الله، أنه لم يفكر في يوم أن يلجأ لهذا النوع السيئ من السجائر، لكنه وجد نفسه مجبراً على ذلك، بعد أن فاقت أسعار السجائر المهربة قدرته، متمنياً عودة الأخيرة لسعرها المتعارف عليه كي يقلع عن "الدخان الشامي".
 
وارتفعت أسعار السجائر المهربة على نحو غير مسبوق، منذ إغلاق الأنفاق الحدودية مع مصر، وصعوبة تهريبها للقطاع.
 
رائحة كريهة
أما سائق سيارة الأجرة شادي عمران، فأكد أنه ومنذ ارتفاع أسعار السجائر العادية، بات يشتم روائح غريبة، بعضها لا يمكن تحمله، ما استدعاه لوضع لافته في المركبة كتب عليها "ممنوع التدخين بتاتا".
 
وأوضح أنه بمجرد أن يلمح أي راكب يخرج سيجارة من جيبه، يخيره ما بين إرجاعها أو النزول من المركبة، فلا هو يستطيع تحمل رائحتها ولا الركاب.
 
وطالب عمران، بسن قوانين رادعة لحظر التدخين في الأماكن العامة، سواء مركبات أو مؤسسات حكومية أو أهلية، أو حتى الأسواق، نظراً لما تسببه الروائح الكريهة للسجائر من أذى للمواطنين.
 
أما المواطن محمد أبو طه، فأكد أنه بات يتأذى من رائحة سجائر اللف أكثر من أي رائحة أخرى، ويطلب من ضيوفه سواء في المنزل أو مكان العمل بعدم تدخينها بصحبته.
 
وأشار أبو طه، إلى أنه بالكاد كان يتحمل رائحة السجائر العادية، وكثيراً ما كان يبتعد عن دخانها حتى لا يصبه أذى، أما الدخان الشامي فرائحته كريهة لدرجة لا يمكن احتمالها.

وهاجم أبو طه المدخنين، ممن يصرون على الاستمرار في شرب السجائر مهما كانت رديئة، مؤكداً أن ارتفاع أسعارها كان يمثل فرصة ذهبية لهم، كان عليهم استغلالها للإقلاع عنها.