الحدث المحلي
حذرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية من خطورة التصعيد الإسرائيلي تجاه الحرم الإبراهيمي الشريف. في انتهاك واضح لقدسية المكان الديني، وانتقاص كبير لحرية العبادة للمسلمين تحت حجج ومبررات واهية؛ فقد منعت قوات الاحتلال رفع الأذان لصلاة الفجر من مآذن الحرم الإبراهيمي، وبشكل يومي، منذ ثمانية أيام، وعلى وجه الدقة من تاريخ 16/9/2024، ولا زالت تمنعه حتى اللحظة، وهو تطور خطير يهدف بشكل واضح إلى إخفاء الشعائر الإسلامية داخل الحرم، ومنعها بشكل كامل مستقبلاً في حال تم التغاضي عنها، وإيقافها فوراً.
كما منعت قوات الاحتلال، يوم أمس الإثنين، وفداً دبلوماسياً أجنبياً، جاء لزيارة الحرم الإبراهيمي، من زيارته له، في تحدٍّ واضح للمجتمع الدولي وللقانون الدولي، وضاربة بعرض الحائط بالقوانين والمواثيق الدولية وهو ما يحتاج إلى وقفة جدِّية تلزم هذا الاحتلال وتوقفه عن ممارسة انتهاكاته تجاه المقدسات الإسلامية.
وفي ممارسات تدنيسية للمكان الديني ومرافقه، وساحاته التي تعتبر جزءاً منه وضمن حرمه، يقيم المستوطنون بشكل دائم احتفالات وعروض موسيقية تنتهك قدسية المكان وحرمته وتدعو لسيطرة كاملة عليه، وتحويله إلى كنيس يهودي ينطلق من تعاليم تلمودية إقصائية متطرفة تهدف إلى المسِّ بالسيادة الفلسطينية عليه؛ وهي سيادة طبيعية للشعب الفلسطيني اكتسبها نتيجة لتواجده التاريخي على هذه الأرض.
إن هذه الانتهاكات التي تأتي بشكل متتالٍ وممنهج وتهدف إلى إحكام السيطرة على الحرم الإبراهيمي، تتطلب منا وقفة جدية تضع حداً حازماً له، ونحن هنا إذ نستنكر وندين هذه الانتهاكات المتمادية، والمتصاعدة بشكل خطير لنطالب المجتمع الدولي بالقيام بما يلزم لإيقافها وإنهائها وتأكيد سيادة الشعب الفلسطيني الخالصة على الحرم الإبراهيمي، كما نطالب أبناء شعبنا الفلسطيني بشكل عام وأبناء مدينة الخليل بالوجود الدائم داخل الحرم الإبراهيمي وإحياء المناسبات الدينية التي تضفي الصبغة الإسلامية على هويته؛ فالحرم بساحاته ومرافقه هو ملكية وقفية إسلامية خالصة.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن قوات الاحتلال منعت رفع الأذان خلال العام الماضي 2023 لـ 704 وقتاً وأغلقته في وجه المصلين المسلمين لـعشرة أيام.