يمر قطاع غزة بحرب شرسة، منذ 10 أشهر، حرب لا يمكن أن تسجل بالتاريخ إلا بحرب إبادة قضت على كل مناحي الحياة، فقضت على الإنسان قبل أن تقضي على الحجر والشجر وأعادت قطاع غزة إلى القرون الأولى.
رغم ذلك لم تنل هذه الحرب من عزيمة الإنسان الفلسطيني، فهذا الشعب الفلسطيني معروف عبر التاريخ بجبروته وقوته على تجاوز الأزمات والصعاب منذ الكنعانيين وحتى الفلسطينيين، هو شعب الجبارين لا يلين ولا يستسلم للقيود بل يكسر القيود ويلبسها عدوه، شعب لا ينقهر بل يقهر عدوه.
فالصمود في لغة الفلسطيني أقل كلمة تقال في حقه فهو، كالجبال الراسخات في عمق الأرض وجذورها، ولذلك نبحث اليوم في اليوم التالي للحرب وهو إعادة البناء والتعمير بقيادة تنموية تعيد لغزة الجميلة ثوبها الجديد الذي سيبهر العالم للخروج من كبوتها والنهضة بمستقبلها المزهر.
تتكون إولويات الإعمار ومراحله المتدرجة من خمسة مراحل وهي :
المرحلة الأولى .. تعمير قطاعي التعليم والصحة في مدة لا تتجاوز شهر من الزمن وذلك بإزالة الركام ثم وضع كرفانات مناسبة للمحاضرات والإدارة وكذلك يتم بناء المدارس، بالتوازي مع المستشفيات الميدانية في كل منطقة على حدة.
المرحلة الثانية .. التسكين المؤقت وذلك ببناء مخيمات سكانية منظمة على الأراضي الفارغة في قطاع غزة من خلال جلب كرفانات تحتوي طابقين لاستيعاب أكبر عدد ممكن من السكان وإمداد المخيمات بالمياه والكهرباء.
المرحلة الثالثة .. تبدأ بإزالة الركام من المدن والأحياء وجلب المعدات الثقيلة من الدول المجاورة لتقليل المدة الزمنية في إزالة الركام وحسب الخبراء فإنه باستطاعتنا إزالة الركام في مدة لا تتجاوز عام وتقدر كمية الركام 42 مليون طن يتم إلقائها في البحر لتكوين جزيرة تتكون مساحتها من 16 كم لتوسيع مساحة القطاع الساحلي.
المرحلة الرابعة .. تبدأ بعملية البناء وتوزيع الأحياء والمدن على الشركات المحلية والعالمية ونبدأ ببناء الأبراج السكنية لاستيعاب أكبر عدد من السكان، ثم المساكن الأفقية.
المرحلة الخامسة.. تعمير قطاعي السياحة والصناعة وإظهار قطاع غزة بشكل جميل تنافس كبرى المدن العالمية ومن ثم إعادة الحياة في قطاع غزة إلى طبيعتها كما كانت في سابق عهدها.
ووفق الخبراء والمختصون فإن عملية إعادة إعمار القطاع تقدر ب80 مليار دولار ويتم جمع تلك الأموال من خلال إنشاء صندوق دولي ومؤتمر للمانحين الدوليين لإعادة الإعمار.