الحدث: محمد مصطفى
بعد غياب أسابيع، عاد مرض "أنفلونزا الطيور"، وضرب مجدداً مناطق متفرقة في قطاع غزة، مهدداً مئات الآلاف من الطيور الداجنة، لاسيما الدجاج بنوعيه، اللاحم والبياض.
ووفقا للمصادر المتوفرة لدى "الحدث": فإن عودة المرض هذه المرة كانت مختلفة عن سابقتها، من حيث ظهوره في أكثر من بقعة في قطاع غزة المحاصر، لاسيما شمال ووسط وجنوب القطاع، بينما كان ظهر المرة الماضية في منطقة خان يونس جنوباً فقط.
مخاوف كبيرة
وأثارت أنباء عودة المرض مجدداً مخاوف المزارعين ومربي الدواجن، وقد وضعوا أيديهم على قلوبهم، خشية وصوله لمزارعهم، ما قد يعرضهم لخسائر كبيرة.
المزارع إبراهيم صيام، أكد أنه بات يعد الأيام والساعات حتى تنضج دواجنه، ويبيعها، فالأمراض والمشاكل التي تتربص بالدواجن كثيرة، وجلها قد تؤدي إلى خسارته.
وأوضح أنه كان في البداية يخشى الأمراض العادية، مثل الرشح و"الكولاي" و"نيو كاستيل" و"الجمبوري"، وجميعها تؤدي إلى نفوق الدواجن، لكنه استطاع تحصينها بلقاحات خاصة، ضد معظم هذه الأمراض، فجاءت خشيته من الحر ومشاكله، قبل أن يداهمه الخبر المفجع، بعودة مرض "أنفلونزا الطيور"، وما شكله ذلك من مخاوف إضافية.
وأكد صيام، أنه يدعو الله أن تمر الأيام المقبلة على خير، ويسوق دواجنه، ويحقق عائدا ماديا جيد، وبعدها سيتوقف عن التربية فترة، حتى ينتهي المرض، وتخف التهديدات التي تواجه قطاع الدواجن.
ويقول المربي عبد الحميد جابر، إن داء "أنفلونزا الطيور"، وغيره من أمراض الدواجن، هي جزء من كوارث تعرض ويتعرض لها المربون منذ مدة، مضاف إليها الأسعار المتدنية وموجات الحر، وكلها يتحمل نتائجها المربي فقط.
وأشار إلى أن الأنباء عن عودة مرض "أنفلونزا الطيور"، أثارت موجة من الخوف في صفوف المربين، خاصة وأن معظم المزارع التي كانت متوقفة، عادت لتربية الدواجن من جديد، أملاً بتحسن الأسعار خلال شهر رمضان، وفي حال انتشر المرض بصورة واسعة، فإنه سيتسبب في كارثة.
وتم الكشف خلال الأيام الأربعة الماضية، عن إصابة المئات من الدواجن وأنواع مختلفة من الطيور في ثماني مزارع بمناطق الشمال، والزيتون والنصيرات وخان يونس، شمال ووسط وجنوب القطاع.
وحذر باعة وتجار بيض ودواجن من خطورة انتشار المرض أكثر من ذلك، ما قد يؤثر على الأسواق، ويتسبب في رفع أسعار الدواجن والبيض.
الزراعة تطمئن
وكان مدير عام الخدمات البيطرية في وزارة الزراعة الدكتور زكريا الكفارنة، دعا المواطنين لعدم الهلع، مؤكداً أن الأوضاع ما زالت تحت السيطرة، ويتم متابعة كافة المزارع المنتشرة في قطاع غزة، وإجراء فحوصات باستمرار عليها.
وكانت الجهات المعنية في قطاع غزة، حاولت طوال الأشهر الماضية منع وصول المرض للقطاع، بعد ظهوره في إسرائيل والضفة الغربية، وحظرت استيراد الدواجن لفترة، إلى أن أعلن رسمياً عن وصوله قبل نحو الشهرين.
يذكر الطواقم المختصة في وزارة الزراعة وبلدية خان يونس، كانت أعدمت نحو 800 طائر مصابة بمرض أنفلونزا الطيور أوساط ابريل/نيسان الماضي، في مزرعة وصلها المرض شرق المدينة.
.jpg)
.jpg)
