الأحد  24 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مسيرة "48 ألف" تكشف ضعف مجمع فلسطين الطبي في التعامل مع حالات الطوارئ

2014-07-25 08:28:11 PM
مسيرة
صورة ارشيفية
 
محمد غفري
الحدث- رام الله
من ذهب إلى مجمع فلسطين الطبي ليلة أمس، ذهل من هول ما رأى شهيد وأكثر من 100 جريح يملؤون المكان، لكن في رام الله الذهول ليس كمن يذهل لعدد المصابين والشهداء في مستشفيات غزة، بل هنا المصيبة أكبر فالأسرة ملآ والأطباء لا يذكرون شيئا بجوارهم.
 
إثر المواجهات التي اندلعت يوم أمس الخميس عند حاجز قلنديا، بعد قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرة الحرية والكرامة الوطنية مسيرة "48 ألف" كما أطلق عليها، التي خرجت تضماناً مع أهلنا في غزة، وتأييدا للمقاومة الباسلة فيها، ومحاولة رمزية للدخول للقدس المحتلة للصلاة في الأقصى المبارك، استشهد محمد الأعرج من قلنديا (17 عاما)، وأصيب أكثر من مئة شاب بمختف الحالات.
 
في مجمع فلسطين الطبي جريح جالس ينزف دون أن يبالي فيه أحد، وآخر وضعت له الضمادات دون تحديد ما هي اصابته وترك من دون مبالاة بمصيره، وجريح قالوا له "اذهب إلى غرفة الأشعة لتصوير الإصابة وعد لنا بعدها"، دون أن يدري متى يذهب ومتى موعده ومتى وعند من يعود، وكيف يستطيع أصلاً الذهاب وحيدا لهناك!! حتى أنه يستطيع العودة إلى منزله دون استئذان.
 
حدثني أحد المصابين بأن رصاصة في قدمه وضمد الأطباء الجرح فوقها دون أن تستخرج، ولا يدري من ينتظر كي يخرجها، وشاب من قلنديا مصاب بكتفه "أنا من ضمد له جرحه"، والعشرات من الجرحى ملقون على الأرض دون وجود أسرة لهم، وفي كل دقيقة يصل جريحا آخر، والأرض لونها أحمر قاتم لاختلاط الدماء بأحذية المواطنين، الذين يدخلون ويخرجون من المستشفى كما يشاءون، وأم تبكي وتبحث عن ابنها المصاب دون أن تدري أين هو وما هو مصيره.
 
يقول أحمد جودة عرار من قرية قراوة وهو أحد المصابين "مشان الله بس مشان الله صرلنا ساعتين مرميين مش ساعة، ولا واحد أجى طل علينا، زي ما جبونا زي ما حطونا، 3 رصاصات في في رجلي".
ويقول جريح آخر وهو ينزف من رأسه رفض ذكر اسمه لسبب أمني، كان قد أصيب بقنبلة غاز خلال المواجهات "لم أكن صاحيا على نفسي لي خمس دقائق مستيقظ، وضعوني هنا منذ ربع ساعة ولم يرني أحد من الأطباء حتى الآن مع أن كل ما أحتاج إليه قطب".
 
وللصحافة نصيب في الأمر، المصور الصحفي شادي حاتم، يجلس على الرصيف خارج المستشفى بجرح مضمد، قائلا "توجد شظية في قدمي لم تستخرج بعد، وقالوا لي عد بعد العيد نستخرجها"، ما أجبره إلى الذهاب لمستشفى خاص.
 
كل هذه المشاهدات وأكثر منها بكثير تدفع للسؤال، هل هذا مجمع فلسطين الطبي أكبر مستشفى في فلسطين؟؟ هل هذا هو أداء الطوارئ والاستعداد الذي أعلن عنه صباح الخميس قبل المسيرة؟؟ وكيف سيكون حاله لو أحداث غزة تجري عندنا ويصله جرحى أشلاء من دون أطراف؟؟ فهناك في غزة لا يعرفون الرصاص المعدني المغلف بالمطاط ولا الرصاص الحي ولا الغاز المسيل للدموع، وإنما يعرفون الغارات والصواريخ والقذائف والقنابل الفسفورية.
 

لا أحد يتمنى وقوع المزيد من المصابين والشهداء، لكن واقعنا الفلسطيني يفرض علينا ذلك، لذا لا بد لمجمع فلسطين الطبي وكل مستشفيات الوطن، بأن تكون على استعداد دائم لمثل هذه الحالات الطارئة، وأن تكون لديها طواقم مدربة وعلى قدر من المسؤولية، في التعامل مع هذا الكم من الجرحى بمختلف الاصابات، ولا بد أيضا للشرطة الفلسطينية مزيدا من ضبط النظام داخل المستشفى حتى يستطيع الأطباء القيام بعملهم.