الجمعة  22 تشرين الثاني 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مستشار أمني "إسرائيلي" سابق: حماس وحزب الله لن يستسلما.. واستمرار الحرب على جبهتين لا يخدم "تل أبيب"

2024-10-08 10:04:28 AM
مستشار أمني
موقع أصيب خلال هجوم صاروخي من قطاع غزة في 7 أكتوبر 2024 بالقرب من تل أبيب

الحدث الإسرائيلي

وسط استمرار الجدل في "إسرائيل" حول مستقبل المواجهة المفتوحة على عدة جبهات، بعد عام على نشوبها، يحذّر مستشار الأمن القومي الأسبق، الجنرال في الاحتياط غيورا آيلاند، من الرهان فقط على القوة، ومن وهم “النصر المطلق”، والاعتقاد أن الضغط العسكري في غزة ولبنان، وحده يحقق الخلاص”.

في تحليل نشره موقع القناة 12 العبرية، يقول آيلاند إنه من غير الواضح ما إذا كانت "إسرائيل" ستهاجم إيران، وكيف ستكون تداعيات الهجوم. وفي المقابل؛ تبدو صورة الحرب الدائرة منذ عام في غزة ولبنان أكثر وضوحاً: في إطار القتال الحالي، لن تحقق "إسرائيل" “النصر المطلق” في غزة، وكذلك في لبنان، و”حماس” و”حزب الله” لن يستسلما، وسيكون هناك دائماً مَن سيواصل إطلاق النار.

ويمضي في تحذيره مقترحاً التوقف، قائلاً إن استمرار القتال على الجبهتين لا يخدم مصلحة "إسرائيل"، لذلك، من الصائب فتح الباب أمام ترتيبات سياسية على الجبهتين.

يزعم آيلاند أن “النجاحات العملانية” للجيش "الإسرائيلي" خلقت زخماً داخلياً- لبنانياً إيجابياً، “على "إسرائيل" استغلاله”

 ويضيف آيلاند: “بالنسبة إلى غزة، علينا أن نقول ببساطة إن "إسرائيل" مستعدة للاتفاق التالي مع “حماس”، إطلاق كل المخطوفين في عملية واحدة، في مقابل إنهاء الحرب وخروج قوات جيش الاحتلال من القطاع. بالإضافة إلى ذلك، سيكون هناك شرط إضافي لا يوجّه إلى حماس، بل إلى دول العالم، وستكون أيّ خطة لإعادة إعمار غزة مشروطة بالنزع الكامل للسلاح منها”.

 وبالنسبة إلى لبنان، حسب آيلاند، يجب قول التالي: “إسرائيل" مستعدة لإنهاء الحرب باتفاق يعتمد على القرار 1559، الذي يدعو إلى نزع سلاح كل الميليشيات في لبنان، بما فيها حزب الله. يستطيع حزب الله البقاء كحزب سياسي، ويستطيع عناصره الاحتفاظ بسلاحهم الفردي. ومع ذلك، يجب تدمير كل السلاح الثقيل والقدرة على إنتاجه. "إسرائيل" مستعدة للدخول فوراً في مفاوضات على هذا الأساس، وما دام لم يتم التوصل إلى اتفاق، فسنواصل القتال”.

ويسوّغ آيلاند مقترحه بالزعم أن هذا الكلام جوهري في ما يتعلق بغزة ولبنان، لأن النجاحات العملانية للجيش "الإسرائيلي" خلقت زخماً داخلياً- لبنانياً إيجابياً، علينا استغلاله.

 ويتابع في التفاصيل: “على سبيل المثال، رئيس الحكومة اللبنانية مستعد للحديث عن انتخاب رئيس للجمهورية، من دون تأييد حزب الله، الأمر الذي امتنع عنه حتى الآن. كما أن الرئيس السوري يبحث في إمكان إرسال مساعدة عسكرية إلى حزب الله. وبدأ حوار داخلي لبناني يشمل شخصيات كبيرة من الطائفة الشيعية بشأن تسوية جديدة في لبنان”.

كما يزعم الجنرال "الإسرائيلي" أن آلاف “العائلات الشيعية” تدرك أنه لا يوجد مَن سيعوّض عليها خسارة منازلها في الجنوب، أو في بيروت. كذلك يشير إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا تبحثان في إرسال قوات فرنسية، أو قوات من الناتو، بدلاً من قوات اليونيفيل الفاشلة”، معتبراً أن كل هذا الزخم الإيجابي يمكن أن يتبدد، إذا استمرت الحرب، وإذا ظهر أن "إسرائيل" تريد احتلال لبنان والبقاء في أراضيه.

ويرجح آيلاند أن موضوع المخطوفين ليس هو فقط ما يشغل بال حكومة الاحتلال، بل أيضاً مستقبل الشمال، والعبء الكبير الذي يتحمله جنود الاحتياط والاقتصاد المتدهور والأزمة الاجتماعية. ويقول إنه تحديداً بعد الزخم العسكري واسترجاع الردع، حان الوقت للاستفادة من هذه الإنجازات من خلال عملية سياسية.

 ويضيف منبهاً لوهم النصر المطلق: “من السهل نسبياً القول إن “وقف إطلاق النار” ليس هو الحل. الحل هو في خلق وضع يفهم فيه العالم ويقبل أن دولة "إسرائيل" غير قادرة على تحمُّل وجود “حماس” و”حزب الله” بالقرب من حدودها. والتوصل إلى هذا الإنجاز، لا يجب أن يعتمد، بالضرورة، على قدرتنا على القضاء على آخر “مخرب”. بل يتطلب وجود ترتيبات يمكن أن تتشدد "إسرائيل" بشأن مضمونها”.

 ويوجه آيلاند إصبع الاتهام لرئيس الحكومة نتنياهو بإضاعة فرصة القيام بذلك في خطابه في الأمم المتحدة، لكن الأوان لم يفُت بعد: من الأفضل ألّا نستخدم التهديدات، مراراً وتكراراً، بل معرفة التحدث بلغة “مرنة”، وأن نفسّر للمواطنين اللبنانيين وسكان غزة ودول العالم أنه يسرّنا إنهاء الحروب، والانسحاب من غزة ولبنان مقابل إيجاد واقع أفضل للجميع.

ويتساءل آيلاند، ضمن قراءته النقدية لموقف الاحتلال: صحيح أن السنوار وحزب الله لن يوافقا على هذه الخطوات، لكن لماذا لا نقول ذلك بكل الوسائل الممكنة؟

ويضيف: “خطأ “الضغط العسكري وحده هو الذي سيؤدي إلى الهدف” جعلنا لا نتخلى فقط عن الخطوات السياسية، بل أدى إلى كبحها. عندما سُئل نتنياهو، قبل نحو عام، خلال الأسبوع الأول من الحرب، عن اليوم التالي للحرب في غزة ، رفض الكلام عن ذلك، بدلاً من أن يقول الأمر الوحيد الصحيح، وهو “في اليوم التالي، يجب ألّا يكون هناك سلطة لـ حماس، ولا حُكم عسكري "إسرائيلي". و"إسرائيل" مستعدة الآن للدخول في حوار مع الدول العربية والغربية بشأن “اليوم التالي”، وهي تؤيد أيّ اقتراح يضمن نزع السلاح من غزة في اليوم التالي للحرب”. لقد تخلت "إسرائيل" أيضاً عن الضغط الاقتصادي الذي يساعد الضغط العسكري كثيراً، وبه ننتصر على سلطة حماس.

ويختتم آيلاند بالقول: “اليوم، أمامنا فرصة كي نعمل بصورة مختلفة. ومن المؤسف أن نستمر في الاعتقاد أن الضغط العسكري في غزة ولبنان، وحده يحقق الخلاص”.

 ويتقاطع معه المعلق السياسي في القناة 13 العبرية رافيف دروكر، الذي قال إن إنجازات الجيش في لبنان مذهلة، لكن إذا لم تُترجم بسرعة إلى واقع مختلف على الأرض، فإنها ستتآكل وتختفي، كما حصل تماماً في حرب لبنان الثانية عام 2006.

وفي ظل فقدان رؤية إستراتيجية، يؤكد دروكر عدم وجود فرصة لانتصار على تنظيم “إرهابي”، لأنه ربما تجد من يبقى يطلق قذيفة بعد حرب طويلة.

 ويتساءل: بحال واصل حزب الله “فقط” إطلاق الصواريخ، مثلما هي الحال الآن، وتواصل إسرائيل هجومها، وتتقدم العملية البرية بنجاح، هل سيؤدي هذا إلى نقطة يستطيع فيها سكان الشمال العودة إلى منازلهم؟ وحتى إطلاق الصواريخ الحالي لا يمكن قبوله. علاوةً على ذلك، عندما سيخرج الجيش الإسرائيلي من القرى الشيعية، مَن سيدخل إليها؟

ويتفق دروكر مع مراقبين "إسرائيليين" كثر بالقول إنه بالنسبة إلى نتنياهو فإن عملية برية تستمر أسابيع هي أمر مطلوب: فهي تسمح له بالبقاء، ولا يجري خلالها تشكيل لجنة تحقيق رسمية، بينما جنودنا الأبطال في الجنوب اللبناني، وطبعاً، سيأتي طلب محامي الدفاع عنه من المحكمة وقف مقاضاته، فكيف يمكنه تقديم شهادته في ذروة حرب شديدة؟  كما أن رداً  كبيراً على  إيران يزيد في تصعيد الوضع، ما يصبّ في مصلحته أيضاً.

ويختتم بالقول: “في المقابل، بالنسبة إلى الجمهور، من الممكن استخدام رافعة الرد على إيران وضعف حزب الله من أجل محاولة التوصل الآن إلى اتفاق وقف إطلاق نار يقطع الصلة بين غزة ولبنان، ويُبعد “حزب الله”، ويطالب بوصول قوة دولية أكثر فعالية إلى المنطقة”. ومما يدلل على رغبة نتنياهو بحرب تطول مقترحه الأخير بتغيير اسم الحرب من “السيوف الحديدية” إلى “حرب النهضة”، أو حرب “القيامة من جديد”، وهو اسم يحمل بالعبرية دلالة تاريخية مشحونة، تشي بأنها حربٌ وجودية تاريخية، وذلك في رسالة ماكرة للإسرائيليين لتبرير إطالة الحرب وكلفتها بالنسبة لهم.