الحدث الإسرائيلي
ناقش المجلس الوزاري السياسي الأمني الإسرائيلي، الليلة الماضية (الخميس)، لمدة أربع ساعات تقريبا، سلسلة من القضايا، من بينها الرد الإسرائيلي المزمع على إيران.
وبالأمس، أفيد أن من المتوقع أن يصوت مجلس الوزراء على الرد على الهجوم الصاروخي الإيراني، لكن في النهاية لم يتم التصويت على الأمر، ولم يسمح مجلس الوزراء أيضا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت باتخاذ قرار بشأن هذه القضية، وفق ما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت".
ووفق الصحيفة، كان الهدف هو تأخير التصويت والتأكيد حتى اقتراب موعد الهجوم، للحفاظ على عنصر المفاجأة، كما أن تأجيل التصويت سيؤدي فعليا إلى تأجيل رحلة وزير الدفاع غالانت إلى الولايات المتحدة، لأن أحد الشروط التي وضعها نتنياهو ألا وهو وضع سياسة تجاه إيران، لم يتحقق في الوقت الحالي.
وفي الوقت نفسه، علم موقع "واينت" أن الرئيس الأمريكي جو بايدن طلب من رئيس الوزراء نتنياهو خفض الهجمات الإسرائيلية في بيروت إلى الحد الأدنى، وجاء طلب بايدن خفض الهجمات في بيروت بعد عدد القتلى المدنيين الكبير فيها، وقد نقل الطلب إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في محادثتهما قبل بضعة أيام.
وقال مكتب رئيس الوزراء هذا الصباح إن محادثة نتنياهو مع بايدن "كانت عملية".
وأضاف المكتب: "إن إسرائيل تستمع دائمًا بعناية إلى القضايا التي يطرحها حليفنا في المحادثات، ولكن في النهاية، يتخذ رئيس الوزراء القرارات وفقا للمصلحة الوطنية لدولة إسرائيل".
وفي إسرائيل يقولون إن الخلافات بين تل أبيب وواشنطن فيما يتعلق بالهجوم على إيران ضاقت.
وأوضح المتحدث باسم رئيس الوزراء قائلا: "هناك حوار مستمر معهم (الأمريكيون) ونستمع إلى كلامهم، كما نشرح لهم رأينا وتحليلنا للوضع. وإسرائيل ستفعل كل ما هو ضروري للدفاع عن نفسها".
في لقاء الليلة الماضية نشبت مواجهة حادة بين وزيرة المواصلات ميري ريغيف ووزير الدفاع غالانت حول موضوع نقل الجنود في العيد وفي يوم السبت.
وتوجهت ريغيف لغالانت قائلة إنه ورجاله كانوا وراء الإحاطة الإعلامية ضدها بشأن عدم وجود "رحلات مكوكية"، وغادر غالانت من جانبه الغرفة احتجاجا، حيث صرخت قائلة: "عندما لا يكون لديك إجابات، ارحل. لقد اعترف الجيش بأنه لا يحتاج إلى وسائل نقل. لقد خدعتني".
وفي الوقت نفسه، هاجمت ريغيف نائب رئيس الأركان الجنرال أمير برعام على خلفية رسالة مزعومة من حوالي 130 جندي احتياط أعلنوا فيها أنهم يرفضون الخدمة بالقول: "يجب أن يبقى هؤلاء الرافضون في السجن.. إنه عصيان للأمر. أين رئيس الأركان؟ أين وزير الدفاع؟ أنت في مؤامرة مرة أخرى".
فرد عليها غالانت قائلا: "التقرير الإعلامي مختلف عن الواقع"، وقال نائب رئيس الأركان برعام: "الأمر يتعلق بخمسة جنود والموضوع يتم التعامل معه بجدية".
من جهته، علق وزير العدل ياريف ليفين قائلا: "انشروه إذا.. إنه ذو أهمية عامة. يجب أن تخرج رسالة واضحة مفادها أنه لا مجال للرفض".
وطلب ليفين أن تصل معالجة حالات الرفض أيضا إلى المستوى الإجرامي، وليس المستوى العسكري فقط.
في حين قال رئيس الوزراء نتنياهو: "أريد أن أندد على الفور بهذا الرفض. يجب قمع هذا الأمر بشكل لا لبس فيه بكل القوة وبما يسمح به القانون. هذه ظاهرة مقززة. يجب أن يتم ذلك هذه المرة بالقوة. لقد خسر هؤلاء الناس، في الواقع لم يكن لديهم شيء واحد له المقام الأول.. هو البوصلة الوطنية ".
ووفق الجنرال بارام تم من بين جنود الاحتياط الموقعين على الرسالة تحديد 64 فقط بالاسم، ومن بين هؤلاء خمسة فقط كانوا في خدمة الاحتياط النشطة منذ بداية الحرب، أي أن البقية ربما تطوعوا في الاحتياط لفترات زمنية معينة، لكنهم ليسوا في الخدمة حاليا.
كما تم طرح مسألة ترحيل عائلات المقاتلين الفلسطينيين الذين تصنفهم إسرائيل كـ"إرهابيين"، في اجتماع مجلس الوزراء.
وذكر المسؤولون الأمنيون أنه لا يوجد حتى الآن موقف بشأن هذه القضية، فيما طلب الوزير ليفين صياغة موقف عاجل من أجل الردع، وإمكانية تنفيذ عملية الترحيل. وعلق وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير قائلا: "أنت تقول إنه ليس لديك موقف. أنا بشكل عام أريد عقوبة الإعدام وليس الترحيل".
في غضون ذلك، حذر ممثل اليهود في البرلمان الإيراني نتنياهو من "مفاجآت جديدة"، وهدد الدكتور هيومون شيم بأن إسرائيل ستدفع ثمنا باهظا إذا هاجمت إيران، قائلا: "في حالة وجود أي غباء من جانب جيش النظام الصهيوني، يجب على نتنياهو أن يتوقع مفاجآت جديدة من إيران".
وفي لبنان، أفادت التقارير الليلة الماضية أن الجيش الإسرائيلي نفذ غارتين جويتين في وسط بيروت، وللمرة الثالثة منذ بداية الحرب، كانت هذه الغارات خارج منطقة الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية.
وبحسب بعض التقارير، كان هدف الغارات هو مسؤول التنسيق والارتباط في "حزب الله" وفيق صفا، المقرب من الأمين العام السابق لـ"حزب الله" حسن نصر الله، الذي قُتل في هجوم للجيش الإسرائيلي في الضاحية.
وفي وقت لاحق، نقلت شبكة "سكاي نيوز" الناطقة باللغة العربية، عن مصادر أمنية، زعمت أن "مصير صفا مجهول"، وفي الوقت نفسه، قالت ثلاثة مصادر أمنية لوكالة "رويترز" إن وفيق صفا نجا من محاولة الاغتيال.
كما أفاد مصدر في "حزب الله" اللبناني بـ"فشل عملية الاغتيال" التي نفذتها إسرائيل مساء أمس الخميس في العاصمة بيروت.
وأعلنت الصحة اللبنانية أن الغارة الإسرائيلية على بيروت أمس الخميس أدت إلى سقوط 22 قتيلا و117 جريحا، مشيرة إلى استمرار إزالة الأنقاض لانتشال جثث 5 ضحايا تحت الركام.
ويشهد الشرق الأوسط مؤخرا توترا متزايد، على وقع الهجمات الإسرائيلية المتصاعدة في لبنان بعد عام من الحرب في غزة، كما أن إيران شنت في الأسبوع الماضي هجوما صاروخيا على إسرائيل، قالت إنه جاء انتقاما على اغتيال زعيم حركة حماس إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، والقائد في فيلق القدس بالحرس الثوري عباس نیلفروشان.
وتوعدت إسرائيل بالرد، مشيرة إلى أن "إيران ارتكبت خطأ وستدفع الثمن"، فيما قال مسؤولون أمريكيون، إن الولايات المتحدة تدرس خيارات الرد على الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل.
ويوم الأربعاء الماضي، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس، تحدثا هاتفيا مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وناقشا خطط إسرائيل للرد على إيران.
وفي أثناء الحديث عن إعصار "ميلتون" أمام الصحفيين في البيت الأبيض، وجهت إلى بايدن أسئلة بشأن الاتصال مع نتنياهو، لكنه تهرب من الإجابة، مكتفيا بالقول: "نحن لم نبحث العاصفة".
وجاء في بيان صادر عن البيت الأبيض أن بايدن أكد لنتنياهو "التزام الولايات المتحدة الثابت بأمن إسرائيل" ودان الهجوم الإيراني بالصواريخ على إسرائيل الذي نفذ يوم 1 أكتوبر.
ودعا بايدن إلى تقليص الأضرار اللاحقة بالمدنيين في أثناء العمليات الإسرائيلية في لبنان.
ورجحت التقارير الإعلامية أن بايدن ونتنياهو بحثا الرد الإسرائيلي المحتمل على الهجوم الإيراني، وذلك على خلفية إلغاء زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي يواف غالانت لواشنطن من أجل مواصلة التخطيط للعمل العسكري ضد إيران، حسب صحيفة "وول ستريت جورنال".
من جهته قال الحرس الثوري، إنه سيرد بشكل أقوى على إسرائيل إذا أقدمت على "أي تهور جديد".
وتتخوف دول المنطقة من تصاعد التوتر بين إسرائيل وإيران، من جر المنطقة إلى حرب إقليمية شاملة.