الحدث الفلسطيني
اكدت الهيئة العامة لشبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية خلال اجتماعها "اليوم" في رام الله، وتعذر حضور المؤسسات من قطاع غزة بسبب الحرب العدوانية المتواصلة للعام الثاني على التوالي اكدت محورية الدور الوطني الذي تلعبه امتدادا لذات التوجهات التي وضعتها منذ تأسيسها نهاية العام 1993 واهمية تفعيل هذا الدور بما ينسجم والتطورات الخطيرة التي تعيشها الاراضي الفلسطينية المحتلة .
وجددت الشبكة التاكيد على اهمية تجسيد الوحدة وانهاء الانقسام وتوحيد النظام السياسي في مواجهة اجراءات الاحتلال وحرب الابادة التي تشنها خصوصا على قطاع غزة واستمرارا لفرض مخطط التهجير القسري، وتوسيع نطاق الحرب الى حرب اقليمية شاملة ضمن اجندة استعمارية تهدف للسيطرة على منطقة الشرق الاوسط وحذرت من التداعيات الخطيرة لهذه الحرب المتوصلة والمجازر الدموية بحق المدنيين العزل، واستهداف المنشأت المدنية بما فيها المؤسسات الصحية، والتعليمية، والمدنية الفلسطينية ومحو مربعات سكنية كاملة عن الوجود لاجبار اهالي القطاع على الرحيل عن وطنهم، وامتداد ما يجري ليشمل القدس والضفة الغربية في اطار حرب تطهير عرقي تطبيقا لخطة الحسم، واطلاق يد المستوطنين لتوسيع اعتداءاتهم على المواطنين في القرى والبلدات الفلسطينية ويشهد موسم الزيتون الحالي ارتفاعا خطيرا في منسوب هذه الاعتداءات وفرض الاغلاقات على المناطق عبر الحواجز والبوابات التي بنشرها الاحتلال .
وجرى خلال الاجتماع اقرار التقارير المالية والادارية بالاجماع بعد نقاش كافة المحاور فيهما حيث تطرق التقرير الاداري لبيئة العمل الداخلية، والخارجية، والانشطة، والبرامج التي تم تنفيذها والحملات المحلية والدولية التي شهدت تكثيفا واضحا بعد السابع من اكتوبر والمهمات التي تقوم بها المؤسسات الاعضاء واللجان القطاعية في الصحة، والتعليم، والزراعة، والحماية الاجتماعية، والمراة والشباب، والثقافة، وتفعيل خطط الاستجابة والطوارئ والاغاثة حيث تحولت مقرات المؤسسات في قطاع غزة الى مراكز ايواء وتقديم المساعدات للنازحين والمنكوبين ثم جرى استعراض التقرير المالي الذي اقره الاجتماع بالاجماع ايضا .
وقرر الاجتماع اجراء الانتخابات للجنة التنسيقية للشبكة في النصف الثاني من كانون القادم موعد انتهاء الفترة القانونية للجنة التنسيقية الحالية حسب النظام الداخلي للشبكة، وعلى ضوء التطورات الداخلية التي تشهدها الاراضي الفلسطينية من عدوان احتلالي، وامكانية مشاركة مؤسسات الشبكة الاعضاء من قطاع غزة حيث تعمل الشبكة منذ تاسيسها كجسم واحد وبلجنة تنسيقية واحدة في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتاكيد على حماية استقلالية العمل الاهلي، وحماية الحريات العامة والحقوق المدنية للشعب الفلسطيني، وحماية حق تشكيل الجمعيات وعدم المساس بدورها وفق قانون الجمعيات رقم 1 للعام 2000 والقانون الاساسي الفلسطيني .
وكان الاجتماع افتتح بالسلام الوطني والوقوف دقيقة صمت حدادا على ارواح الشهداء ثم كلمة ترحيبية للدكتور محمد العبوشي رئيس اللجنة التنسيقية للشبكة اكد فيها وحدة الاطار الناظم لعمل الشبكة في ظل الظرف الدقيق الذي تعيشه القضية الفلسطينية برمتها موجها التحية لقطاع غزة امام حرب الابادة التي تشنها دولة الاحتلال ومساعيها الرامية لتفريغ الارض من اصحابها، واهمية العمل على تعزيز صمود المواطن وتثبيت وجوده فوق ارضه بخطة وطنية شاملة بمشاركة الجميع ومساعدة الفئات المهمشة وتعزيز اقتصاد الصمود والوجود الفلسطيني،وجرى اقرار جدول الاعمال والتحقق من النصاب .
واستمع الحضور لكلمة عبر "الزوم" لمدير الشبكة امجد الشوا متحدثا من دير البلح بعد نزوح اجباري اثر تدمير مقر الشبكة بفعل القصف الاحتلالي قبل عدة اشهر مشددا على دور الشبكة التي تأسست قبل 31 عاما على ارضية تفاهمات ومفاهيم عمل مشتركة، واصبحت رمزا من رموز المجتمع المدني مشيرا الى ان 250 شهيدا سقطوا في غزة من المؤسسات الاهلية منذ بدء العدوان واوضح ظروف العمل القاسية التي يعمل فيها طواقم المؤسسات من طبية، وزراعية، وتعليمية، وحقوقية اضافة الى توصيل المساعدات للمناطق المستهدفة وان المؤسسات الاعضاء ترفض اخلاء مقراتها بناء على طلبات الاحتلال بل تواصل عملها في كافة المجالات رغم الامكانات المحدودة .
واختتم الاجتماع بالتأكيد على اهمية استنهاض دور المجتمع المدني، وتعزيز خطابه الواضح على المستوى الداخلي وحملات المناصرة الدولية، وحشد التضامن مع الحقوق الوطنية المشروعة، ورفض شروط التمويل السياسي ووضع استراتيجية عمل مختلفة للتعاطي مع الملفات المدرجة على اجندة العمل الاهلي الفلسطيني ورفض محاولات تضيق مساحات عمله واعادة الاعتبار لروح العمل التطوعي والابداعات ودور الشباب والمراة وصولا لمجتمع مدني تعددي ديمقراطي، وتعزيز روابط العلاقة بين القطاعات وبين الهيئة العامة، والاعضاء وتطوير ادوات الاعلام لتعزيز الرواية على كل المستويات الاقليمية والدولية .