الحدث الاقتصادي
هبطت أسهم سلسلة مطاعم ماكدونالدز نحو 6% خلال تعاملات ما قبل بدء التدول في السوق، اليوم الأربعاء، وذلك عقب تزايد مخاوف تفشي بيكتريا الإشريكية القولونية (E. coli) المرتبط بسندويشات كوارتر باوندر في فروعها، مما أدى إلى وفاة شخص واحد وإصابة 49 شخصًا في الولايات المتحدة.
ووقت كتابة الخبر، هبط سهم الشركة بنحو 0.04% مسجلًا 314.69 دولارًا.
تفشي المرض في 10 ولايات
أعلنت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها يوم الثلاثاء أن تفشي المرض شمل 10 ولايات أميركية، حيث تم نقل 10 أشخاص على الأقل إلى المستشفى. بدأت الحالات في الظهور منذ أواخر شهر سبتمبر/ أيلول واستمرت حتى شهر أكتوبر/ تشرين الأول.
من جانبها، أكدت رئيسة قسم المال والأسواق في هارجريفز لانسداون، سوزانا ستريتر، أن هذا التفشي يأتي في وقت عصيب بالنسبة لماكدونالدز التي تسعى جاهدة لتحقيق نمو في مبيعاتها، حسبما ذكرت رويترز.
ويُقال إن سلالة E. coli O157:H7 التي أدت إلى تفشي المرض في ماكدونالدز تسبب مرضًا خطيرًا وهي نفس السلالة المرتبطة بحادثة عام 1993 في Jack in the Box، والتي أودت بحياة أربعة أطفال.
وقالت ماكدونالدز بناءً على النتائج الأولية إن تفشي المرض ربما يكون ناجمًا عن استخدام البصل المبشور المستخدم في كوارتر باوندر وتم الحصول عليه من مورد واحد يخدم ثلاثة مراكز توزيع.
هبوط المبيعات
في حوادث مشابهة، شهدت كل من Chipotle Mexican Grill في عام 2015 و Jack in the Box في عام 1993 تراجعًا كبيرًا في المبيعات نتيجة لتفشي واسع النطاق لـ E. coli.
وكانت ماكدونالدز قد فاجأت المستثمرين بإعلانها عن انخفاض غير متوقع في المبيعات العالمية خلال الربع الثالث، وهو أول تراجع منذ أكثر من ثلاث سنوات. ويعزى هذا الانخفاض إلى تحفظ المستهلكين الذين يبحثون عن عروض ووجبات أقل تكلفة.
وقال محللون إن مبيعات ماكدونالدز في الربع الرابع قد تشهد بعض الضغوط من تفشي المرض، لكن من السابق لأوانه القول ما إذا كانت ستكون أسوأ من الحالتين السابقتين.
ويرى محللون في جي بي مورغان في مذكرة إن تحرك الشركة لتحديد مصدر تفشي المرض بسرعة وتجديد الإمدادات من شأنه أن يحل المشكلة.
من جهتها، قالت ماكدونالدز إنها أزالت البصل المقطع وشرائح اللحم البقري المستخدمة في الساندوتش وأوقفت مؤقتًا بيعها في المطاعم في المناطق المتضررة.
وأوضح المحلل في بي إم أو كابيتال ماركتس، أندرو ستريلزيك، أنه من السابق لأوانه الجزم، ولكن التاريخ يشير إلى أن الضغوط على المبيعات قد تتلاشى بسرعة إذا لم تستمر الأزمة. وأضاف أن هذا التوقيت غير مناسب لماكدونالدز ومستثمريها، خاصة بعد أن بدأت مبيعات الوجبات التي تبلغ قيمتها 5 دولارات في تحقيق نتائج إيجابية.
وجبة رخيصة
قال الرئيس التنفيذي للشركة، كريس كيمبزينسكي إن ثمة كثيرًا من التفكير في الأسعار من المستهلكين الذين أصبحوا "تمييزيين للغاية"، مضيفًا: "لا تزال معنويات المستهلكين في معظم أسواقنا الرئيسية منخفضة".
وشرعت ماكدونالدز في بيع وجبة قيمتها 5 دولارات في يونيو/حزيران في معظم مواقعها بالولايات المتحدة، وكان من المقرر تمديد هذا العرض إلى أغسطس/آب لجذب العملاء الذين قللوا من زياراتهم للمطاعم.
ونقلت رويترز عن بريان ياربور المحلل في شركة إدوارد جونز، قوله: "الضربة الأكبر لماكدونالدز هي أن المستهلك من ذوي الدخل المنخفض قلل بوضوح من الزيارات".
مع ذلك، أبقت ماكدونالدز توقعات هامش التشغيل لعام 2024 في نطاق 40% إلى متوسط، كما حافظت على إنفاقها الرأسمالي المتوقع عند 2.7 مليار دولار، مع تخصيص أكثر من نصفها لمطاعم جديدة في الولايات المتحدة والأسواق الدولية.
وانخفضت المبيعات في الأسواق الدولية التي شكلت ما يقارب نصف إيراداتها لعام 2023 بنسبة 1.1% مدفوعة بالتراجع في فرنسا.